شواهد

هل سيظهر وجه “غيث ليطمئن قلبي”؟

| سعيد محمد

قد‭ ‬تضيع‭ ‬ملايين‭ ‬الدولارات‭ ‬على‭ ‬برامج‭ ‬فضائية‭ ‬سخيفة‭ ‬ممجوجة‭ ‬مخادعة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الصراخ‭ ‬والعويل‭ ‬جهرًا‭ ‬واستلام‭ ‬آلاف‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬سرًا‭ ‬قبل‭ ‬الظهور‭ ‬“المهين”‭ ‬للمشاهد‭ ‬وللضيف‭ ‬وللذوق‭ ‬وللجيوب‭ ‬ولأجواء‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭. ‬فيما‭ ‬يتنظر‭ ‬الملايين،‭ ‬أو‭ ‬قل‭ ‬يتمنى‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬المشاهدين‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬وجه‭ ‬“غيث”‭.‬

هل‭ ‬رأيتم‭ ‬وجه‭ ‬غيث؟‭ ‬قبل‭ ‬أيام،‭ ‬انتشرت‭ ‬صورة‭ ‬للشاب‭ ‬“غيث”‭ ‬عبر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الحقيقة،‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬الشاب‭ ‬هو‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬كثيرين،‭ ‬ومن‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار،‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬أغنية‭ ‬البرنامج،‭ ‬وليس‭ ‬هو‭ ‬“غيث”‭.‬

في‭ ‬برنامجه‭ ‬للعام‭ ‬الثالث‭ ‬على‭ ‬التوالى‭ ‬“قلبي‭ ‬اطمأن”،‭ ‬ينتقل‭ ‬الشاب‭ ‬الإماراتي‭ ‬“غيث”‭ ‬من‭ ‬بلد‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬صنع‭ ‬“سعادة”‭ ‬لإنسان‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬للعيش‭ ‬بكرامة‭.. ‬يرتدي‭ ‬بنطال‭ ‬“جينز”‭ ‬أزرق‭ ‬ويحمل‭ ‬على‭ ‬ظهره‭ ‬حقيبته‭ ‬ويغطي‭ ‬رأسه‭ ‬بقبعة‭ ‬و”قلنسوة‭ ‬الجاكيت”‭ ‬مع‭ ‬“تغيير‭ ‬صوته‭ ‬إلكترونيًا”‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حلقة‭ ‬“المواطن‭ ‬السوري‭ ‬صبحي‭ ‬اللاجئ‭ ‬في‭ ‬الصومال”،‭ ‬تفاجأ‭ ‬جميع‭ ‬المشاهدين‭ ‬بقدوم‭ ‬زوجة‭ ‬صبحي،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬جالسًا‭ ‬مع‭ ‬غيث‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطريق‭ ‬وحوله‭ ‬طفليه،‭ ‬لتجلس‭ ‬معهم‭ ‬مندهشة‭ ‬مستغربة‭ ‬ثم‭ ‬لتوجه‭ ‬كلامها‭ ‬إلى‭ ‬غيث‭: ‬“أنت‭ ‬اللي‭ ‬تطلع‭ ‬في‭ ‬التلفزيون‭ ‬وتساعد‭ ‬الناس”،‭ ‬ومثل‭ ‬زوجة‭ ‬صبحي،‭ ‬يتمنى‭ ‬الملايين‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬التعبير‭ ‬أن‭ ‬يقابلوا‭ ‬“غيث”‭.‬

برنامج‭ ‬“اطمأن‭ ‬قلبي”‭ ‬أسر‭ ‬قلوب‭ ‬مشاهديه‭ ‬بأسلوب‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬فهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬رسائل‭ ‬تسير‭ ‬مباشرة‭ ‬إلى‭ ‬القلوب‭ ‬وبأسلوب‭ ‬لا‭ ‬تصنع‭ ‬فيه‭ ‬ولا‭ ‬تكلف؛‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬متابعيه؛‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يزرع‭ ‬معاني‭ ‬الخير‭ ‬والسلام‭ ‬والحب‭ ‬ليستنهض‭ ‬الخير‭ ‬“لكي‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬1000‭ ‬غيث”،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬أن‭ ‬يجمعوا‭ ‬المال‭ ‬بالملايين‭ ‬ليوزعوه‭ ‬على‭ ‬المحتاجين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬بل‭ ‬ليؤمنوا‭ ‬بأن‭ ‬“الناس‭ ‬للناس‭ ‬والدنيا‭ ‬لسه‭ ‬بخير”‭.‬

أمام‭ ‬البرنامج‭ ‬هدف‭ ‬كبير‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬وهو‭ ‬كفالة‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬يتيم‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬دول‭ ‬هي‭: ‬الأردن،‭ ‬لبنان،‭ ‬العراق،‭ ‬مصر،‭ ‬الفلبين،‭ ‬الهند،‭ ‬سريلانكا،‭ ‬كازاخستان،‭ ‬طاجيكستان،‭ ‬فعلاوة‭ ‬على‭ ‬تمويل‭ ‬حكومة‭ ‬الإمارات‭ ‬للبرنامج،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قطاعات‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬الراعي‭ ‬الرسمي‭ ‬“جمعية‭ ‬الهلال‭ ‬الأحمر‭ ‬الإماراتي”،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التبرعات‭ ‬التي‭ ‬يتلقاها‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬والمحسنين‭ ‬والداعمين‭ ‬عبر‭ ‬رسائل‭ ‬نصية‭.‬

يتساءل‭ ‬البعض‭: ‬“هل‭ ‬سيظهر‭ ‬وجه‭ ‬غيث‭ ‬يومًا‭ ‬ما؟”‭ ‬ولربما‭ ‬راهن‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬“غيث”‭ ‬سيظهر‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬الأيام‭ ‬ليجني‭ ‬“ثمار‭ ‬بطولاته‭ ‬الخيرية”،‭ ‬ولكنني‭ ‬شخصيا‭ ‬أراهن،‭ ‬وهذا‭ ‬استنادا‭ ‬إلى‭ ‬فكرة‭ ‬وهدف‭ ‬البرنامج،‭ ‬أن‭ ‬“غيث”‭ ‬لن‭ ‬يظهر؛‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬ولن‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الشهرة‭.. ‬أحبه‭ ‬الملايين‭ ‬نعم‭ ‬بلاشك،‭ ‬لكن‭ ‬جهود‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬الماضية‭ ‬والخير‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬المقبلة،‭ ‬يكشف‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الشاب‭ ‬الإماراتي‭ ‬حين‭ ‬يحمل‭ ‬روح‭ ‬“زايد‭ ‬الخير‭ ‬رحمه‭ ‬الله”،‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬الأضواء‭ ‬إنما‭ ‬عن‭ ‬الثواب‭ ‬من‭ ‬رب‭ ‬العالمين‭.‬