أرقام تَصنعُ البَحرين: رِيادةُ في الطبِ وَاْلخَدمَات الصحية (2)

| د. حسين المهدي

نستكمل‭ ‬اليوم‭ ‬ما‭ ‬بدأناه‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬عندما‭ ‬عرضنا‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬تميز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بْرِيادتها‭ ‬فيِ‭ ‬مَجال‭ ‬الطبِ‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬وَاْلخَدمَات‭ ‬الصحية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬ستينياته‭. ‬واليوم،‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬والأخير‭ ‬نتطرق‭ ‬للتحديثات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر،‭ ‬لتأخذ‭ ‬البحرين‭ ‬مركزاً‭ ‬متقدما‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

في‭ ‬التعداد‭ ‬السابع‭ ‬الذي‭ ‬أجري‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬ثمانينات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬بَلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأطباء‭ ‬“أطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬والمعاونون‭ ‬الطبيون‭ ‬والوقائيون‭ ‬والممرضات‭ ‬والقابلات‭ ‬الفنيات”،‭ ‬بلغ‭ ‬1429،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1981،‭ ‬بنمو‭ ‬لامَس‭ ‬الـ‭ ‬400‭ %‬،‭ ‬مُقارنة‭ ‬بِمثيله‭ ‬قبل‭ ‬ستة‭ ‬عشَر‭ ‬عاماً،‭ ‬أي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1965م،‭ ‬واستقطب‭ ‬البحرينيون‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬أي‭ ‬نحو‭ ‬679،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصفهم‭ ‬بِقليل‭ ‬من‭ ‬الإناث‭ ‬وَغالبيتهم‭ ‬من‭ ‬الممرضات،‭ ‬فيِ‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الطبيبات‭ ‬37،‭ ‬وطبيبات‭ ‬الأسنان‭ ‬أربع‭ ‬فقط،‭ ‬وكان‭ ‬نَصيب‭ ‬الأطباء‭ ‬الرجال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضعفين‭ ‬وَنصف،‭ ‬وأطباء‭ ‬الأسنان‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬خمسة‭ ‬آنذاك‭. ‬وبعد‭ ‬حوالي‭ ‬اثني‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬الأسرة‭ ‬الطبية‭ ‬والصحية‭ ‬بزهاء‭ ‬مئة،‭ ‬ليبلغ‭ ‬1529،‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬1993م‭.‬

وَبعد‭ ‬نَحو‭ ‬عقدين‭ ‬ونصف‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وصل‭ ‬عدد‭ ‬المستشفيات‭ ‬نَحو‭ ‬24‭ ‬منها‭ ‬ستة‭ ‬حكومية،‭ ‬والباقي‭ ‬مستشفيات‭ ‬خاصة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬28‭ ‬مركزاً‭ ‬صحياً‭ ‬في‭ ‬مُختلف‭ ‬مُحافظات‭ ‬المملكة،‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬هِذه‭ ‬المستشفيات‭ ‬وَالمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬زهاء‭ ‬3300،‭ ‬أي‭ ‬بمُعدل‭ ‬نُمُو‭ ‬بلغ‭ ‬زهاء‭ ‬116‭ %‬،‭ ‬عَما‭ ‬كانَ‭ ‬عَليه‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

وبحسبة‭ ‬تَقريبية،‭ ‬نُشير‭ ‬هُنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عَدد‭ ‬السكان‭ ‬لكُل‭ ‬طَبيب‭ ‬هبَط‭ ‬من‭ ‬790‭ ‬نسمة،‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬النصف‭ ‬إلى‭ ‬431‭ ‬نَسمة‭ ‬للطبيب‭ ‬الواحد‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬لامست‭ ‬ستة‭ ‬عقود،‭ ‬منذ‭ ‬نهاية‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬حتى‭ ‬العام‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الجاري‭.‬

ومِما‭ ‬سَبق‭ ‬عرضه‭ ‬نَجد‭ ‬أن‭ ‬الأرقام‭ ‬صَنعت‭ ‬موقفأً‭ ‬لنمو‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬وَالصحي‭ ‬يُشار‭ ‬إليه‭ ‬بِالبنان‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكم‭ ‬وَالكيف‭ ‬للاهتِمام‭ ‬بِالموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬عموماً،‭ ‬وبالجانب‭ ‬الصحي‭ ‬بِشكل‭ ‬خاص‭.‬