سوالف

حينما يطلب منكم الرد على إيران تبكون كالطفل الضائع

| أسامة الماجد

لن‭ ‬نعيد‭ ‬ونتحدث‭ ‬كثيرا‭ ‬عن‭ ‬حقارة‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬العنصري‭ ‬والحاقد‭ ‬على‭ ‬العروبة‭ ‬والإسلام‭ ‬ومواقفه‭ ‬غير‭ ‬المحترمة‭ ‬وتشبثه‭ ‬بالتطرف‭ ‬والمعاكسة‭ ‬الخسيسة‭ ‬المستمرة،‭ ‬وآخرها‭ ‬التصعيد‭ ‬الاستفزازي‭ ‬وما‭ ‬ذكره‭ ‬المهرج‭ ‬خامنئي‭ ‬وأحد‭ ‬أفراد‭ ‬عصابته‭ ‬“قائد‭ ‬بحرية‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري”‭ ‬من‭ ‬إساءة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬الشقيقة،‭ ‬بمناسبة‭ ‬الكذبة‭ ‬الكبرى‭ ‬وما‭ ‬يطلقون‭ ‬عليه‭ ‬“يوم‭ ‬الخليج‭ ‬الفارسي”‭. ‬أقول‭ ‬لن‭ ‬نعيد‭ ‬الكلام،‭ ‬لكن‭ ‬بودنا‭ ‬إيصال‭ ‬رسالة‭ ‬للذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬قلبه‭ ‬متعلقا‭ ‬بإيران‭ ‬“وكله‭ ‬مطيح‭ ‬هناك‭ ‬ويسافر‭ ‬ويصرف‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الجيب”‭ ‬ويرتدي‭ ‬ثوب‭ ‬العشق‭ ‬وكأنه‭ ‬بهلوان‭ ‬عصره،‭ ‬نقول‭ ‬له‭... ‬انظر‭ ‬الوصف‭ ‬الذي‭ ‬يصفون‭ ‬به‭ ‬بلادك‭ ‬والتدخلات‭ ‬الفجة‭ ‬التي‭ ‬برهنت‭ ‬بسخرية‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬سخرية‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬اعترافهم‭ ‬بك‭ ‬أصلا‭ ‬وكرهك‭ ‬بشكل‭ ‬واضح‭... ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬تسافرون‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬جماعات‭ ‬ووفودا‭ ‬وتحركون‭ ‬اقتصادها‭ ‬“وحزة‭ ‬الحزة”‭ ‬تناشدون‭ ‬الدولة‭ ‬مساعدتكم‭ ‬والصورة‭ ‬واضحة‭ ‬كل‭ ‬الوضوح‭ ‬ولا‭ ‬حاجة‭ ‬للتفصيل‭.‬

لماذا‭ ‬تمنحون‭ ‬البلد‭ ‬العدو‭ ‬إيران‭ ‬صبحا‭ ‬نيرا،‭ ‬وهي‭ ‬تتمنى‭ ‬لكم‭ ‬الظلام‭ ‬الحالك‭ ‬والترنح‭ ‬والسقوط،‭ ‬كيف‭ ‬تطاوعكم‭ ‬خطواتكم‭ ‬على‭ ‬السفر‭ ‬إلى‭ ‬إيران‭ ‬وأرصفة‭ ‬شوارعها‭ ‬القذرة‭ ‬مكسوة‭ ‬بالنوتات‭ ‬العنيفة،‭ ‬نوتات‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬وعيونكم‭ ‬مفتوحة،‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الإقدام‭... ‬والجرأة‭ ‬التي‭ ‬تجعلني‭ ‬أسافر‭ ‬إلى‭ ‬بلد‭ ‬لا‭ ‬يعترف‭ ‬ببلدي‭ ‬ونواياه‭ ‬العدوانية‭ ‬وتدخلاته‭ ‬المستمرة‭ ‬في‭ ‬شؤوني‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭.‬

ورسالتنا‭ ‬الثانية‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬الكتاب‭ ‬ونشطاء‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الذين‭ ‬يعرفون‭ ‬إنارة‭ ‬المصابيح‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬ويكتبون‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬عن‭ ‬التربية‭ ‬والتوعية‭ ‬وحرية‭ ‬الفكر‭ ‬والتعبير‭ ‬والالتزام‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية،‭ ‬نسألهم‭ ‬أين‭ ‬موقفكم‭ ‬الرافض‭ ‬للتدخلات‭ ‬والوقاحة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وأين‭ ‬كتاباتكم‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬بدل‭ ‬كل‭ ‬سحب‭ ‬التعتيم‭ ‬التي‭ ‬تخيم‭ ‬على‭ ‬موقفكم‭ ‬المخزي‭. ‬إن‭ ‬إدانة‭ ‬الإساءة‭ ‬الإيرانية‭ ‬لوطني‭ ‬البحرين‭ ‬واجب‭ ‬وليس‭ ‬موقفا‭ ‬عاديا،‭ ‬والتراجع‭ ‬المهين‭ ‬الذي‭ ‬تسلكه‭ ‬بعض‭ ‬الأقلام‭ ‬والقوى‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬إلا‭ ‬تفسير‭ ‬واحد‭ ‬وهو‭ ‬“زيف‭ ‬التلبس‭ ‬بلباس‭ ‬الوطنية”‭.‬

حينما‭ ‬يطلب‭ ‬منكم‭ ‬انتقاد‭ ‬إيران‭ ‬والرد‭ ‬عليها‭ ‬تبكون‭ ‬كالطفل‭ ‬الضائع،‭ ‬وتختفون‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الأضواء،‭ ‬فموقف‭ ‬الرفض‭ ‬قد‭ ‬يحطم‭ ‬جسور‭ ‬الرجعة‭ ‬ويغضب‭ ‬الأحباب‭ ‬“هناك”‭.‬