صحافتنا ... هنيئا لكم

| زهير توفيقي

صادف‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬مايو‭ ‬الجاري‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للصحافة‭ ‬الذي‭ ‬حمل‭ ‬شعار‭ ‬“الصحافة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬محاباة”‭. ‬ومن‭ ‬حسن‭ ‬الطالع‭ ‬أن‭ ‬يتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬العام‭ ‬الخامس‭ ‬لأول‭ ‬مقال‭ ‬كتبته‭ ‬في‭ ‬عمودي‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬البلاد‭.‬

‮٥‬‭ ‬أعوام‭ ‬مضت‭ ‬مع‭ ‬تجربتي‭ ‬الجميلة‭ ‬والمشوقة‭ ‬التي‭ ‬أعشقها‭ ‬وأصبحت‭ ‬جزءا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬اليومية‭ ‬،‭ ‬حيث‭ ‬عهدت‭ ‬على‭ ‬نفسي‭ ‬أن‭ ‬أسلك‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬ومنهجًا‭ ‬واضحًا‭ ‬لطرح‭ ‬المواضيع‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬العام‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يهم‭ ‬المواطن‭ ‬ووطننا‭ ‬الغالي؛‭ ‬بهدف‭ ‬الارتقاء‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الازدهار‭ ‬والتطور‭.‬

وعودة‭ ‬إلى‭ ‬مضامين‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬فقد‭ ‬شدد‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الكلمة‭ ‬المسؤولة‭ ‬للصحافة‭ ‬وجعل‭ ‬السقف‭ ‬دون‭ ‬حدود‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتجاوز‭ ‬المبادئ‭ ‬الوطنية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أؤكد‭ ‬وبكل‭ ‬فخر‭ ‬بأن‭ ‬تجربتي‭ ‬ككاتب‭ ‬عمود‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬قط‭ ‬توبيخي‭ ‬أو‭ ‬مورست‭ ‬عليَّ‭ ‬ضغوطات‭ ‬على‭ ‬اي‭ ‬مقال‭ ‬كتبته‭ ‬وهذا‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬يعني‭ ‬الكثير‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأي‭ ‬كاتب‭ ‬ودليل‭ ‬واضح‭ ‬بأن‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬تؤمن‭ ‬وتثق‭ ‬بجميع‭ ‬الصحفيين‭ ‬وكتاب‭ ‬الرأي‭ ‬لطالما‭ ‬التزموا‭ ‬بواجب‭ ‬صون‭ ‬الكلمة‭ ‬بموضوعية‭ ‬ومصداقية‭ ‬ومهنية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬المناخ‭ ‬الديمقراطي‭ ‬تكفل‭ ‬آليات‭ ‬التعبير‭ ‬الحر‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬بدون‭ ‬محاباة‭ ‬أو‭ ‬مصلحة‭ ‬شخصية‭ ‬وباستقلالية‭ ‬تامة‭. ‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬جلالته‭ ‬عندما‭ ‬ذكر‭ ‬بأن‭ ‬الصحافة‭ ‬المستقلة‭ ‬والإعلام‭ ‬الحر‭ ‬المسؤول‭ ‬يعتبران‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬منذ‭ ‬انطلاق‭ ‬المشروع‭ ‬الأصلاحي،‭ ‬مشددًا‭ ‬جلالته‭ ‬بأن‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والرأي‭ ‬مكفولة‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬أو‭ ‬ترهيب،‭ ‬وهذا‭ ‬يعزز‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬آنفًا‭ ‬بأننا‭ ‬نمارس‭ ‬عملنا‭ ‬ونكتب‭ ‬بما‭ ‬يملي‭ ‬علينا‭ ‬ضميرنا،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الصحافة‭ ‬دورها‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬ترجمة‭ ‬تطلعات‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬والتصدي‭ ‬ببسالة‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬مكتسباتها‭ ‬التنموية‭ ‬والحضارية‭ ‬وتكريس‭ ‬مبدأ‭ ‬الاحترام‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬ومن‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭.‬

وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬الكل‭ ‬يشهد‭ ‬والجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬مدى‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬التي‭ ‬تلقاها‭ ‬الصحافة‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ومتابعته‭ ‬المستمرة‭ ‬وعن‭ ‬كثب‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الصحفيون‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬جبارة‭ ‬ومضنية‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لمن‭ ‬يسعى‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬الوطن‭.‬

وكانت‭ ‬كلمة‭ ‬سموه‭ ‬بمناسبة‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬لحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬وما‭ ‬تضمنتها‭ ‬من‭ ‬تأكيد‭ ‬لدعم‭ ‬الحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬أكبر‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬ممتهني‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭.‬

كما‭ ‬جاء‭ ‬تأكيد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تقف‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬المواجهة‭ ‬الأمامي‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬صادقة‭ ‬وموثقة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الوعي‭ ‬العام،‭ ‬منوها‭ ‬بما‭ ‬يقدمه‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحفيون‭ ‬البحرينيون‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬وطني‭ ‬مشهود‭ ‬بكل‭ ‬أمانة‭ ‬واخلاص‭.‬

وأود‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المقام‭ ‬أن‭ ‬أنوه‭ ‬بأن‭ ‬تخصيص‭ ‬سموه‭ ‬يومًا‭ ‬للصحافة‭ ‬سنويًا‭ ‬وتكريم‭ ‬الصحفيين‭ ‬ووضع‭ ‬هذا‭ ‬الاحتفال‭ ‬تحت‭ ‬رعاية‭ ‬سموه‭ ‬الكريمة‭ ‬لهو‭ ‬أكبر‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وقوف‭ ‬وتشجيع‭ ‬ومساندة‭ ‬للحالة‭ ‬البحرينية‭ ‬والجسم‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬مملكتنا‭ ‬الغالية‭.‬

كما‭ ‬ولا‭ ‬ننسى‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬وبكل‭ ‬جدارة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وإصرار‭ ‬سموه‭ ‬وقبوله‭ ‬بحلحلة‭ ‬مهمات‭ ‬ومسؤوليات‭ ‬صعبة‭ ‬وآخرها‭ ‬نجاحه‭ ‬المنقطع‭ ‬النظير‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والتأكيد‭ ‬على‭ ‬الشفافية‭ ‬في‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تطورات‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬ليكون‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬بينه‭.‬

ختامًا،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬العزيزة‭ ‬لي‭ ‬رجاء‭ ‬ثم‭ ‬رجاء‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬الوزراء‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬يقرأوا‭ ‬جيدًا‭ ‬مضامين‭ ‬كلمات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬ويبنوا‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬أفضل‭ ‬وتقبل‭ ‬ما‭ ‬يكتب‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كتاب‭ ‬الأعمدة‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بجهود‭ ‬جبارة‭ ‬لتوصيل‭ ‬مقترحات‭ ‬وأفكار‭ ‬خلاقة‭ ‬تستحق‭ ‬النظر‭ ‬فيها‭ ‬وتطبيقها،‭ ‬مؤكدا‭ ‬بأن‭ ‬النقد‭ ‬البناء‭ ‬والكلمة‭ ‬المسؤولة‭ ‬هي‭ ‬مفاتيح‭ ‬نجاح‭ ‬وتطور‭ ‬بلدنا‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬ان‭ ‬نعمل‭ ‬بكل‭ ‬حرفية‭ ‬ومهنية؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬لهذا‭ ‬الوطن‭ ‬الغالي‭.‬

وكما‭ ‬قلنا‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ .. ‬البحرين‭ ‬تستأهل

وكل‭ ‬عام‭ ‬وصحافتنا‭ ‬بألف‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة