اليوم العالمي للصحافة

| عبدعلي الغسرة

الصحافة‭ ‬الجيدة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تتحلى‭ ‬بالنزاهة‭ ‬والمصداقية‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬الصارمة،‭ ‬والفكر‭ ‬والرؤية‭ ‬الرصينة،‭ ‬الصحافة‭ ‬موقف‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مجموعة‭ ‬أحرف،‭ ‬ولهذه‭ ‬الصفات‭ ‬والسمات‭ ‬استحقت‭ ‬الصحافة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سلطة‭ ‬رابعة‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬يوم‭ ‬يحفظ‭ ‬مبادئ‭ ‬الصحافة‭ ‬ولاستذكار‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬رحلوا‭ ‬فداء‭ ‬لها‭ ‬ولمبادئها،‭ ‬ولتكريم‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬سلكها‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬مواقعها‭.‬

إن‭ ‬الثالث‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬ليس‭ ‬عيدًا‭ ‬للصحافة‭ ‬والصحافيين‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬يوم‭ ‬تأكيد‭ ‬استقلالية‭ ‬الصحافة‭ ‬ومبادئها،‭ ‬واعتراف‭ ‬بفرسان‭ ‬القلم‭ ‬والورق‭ ‬والصورة‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يكلون‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬الحقيقة،‭ ‬ولا‭ ‬يملون‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬قضايا‭ ‬الوطن‭ ‬والناس‭. ‬لذلك‭ ‬اعتمدته‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بالصحافة‭ ‬والعاملين‭ ‬بها‭. ‬فالصحافة‭ ‬المكتوبة‭ ‬والمرئية‭ ‬والمسموعة‭ ‬تؤدي‭ ‬رسالة‭ ‬مجتمعية‭ ‬وطنية‭ ‬ودولية،‭ ‬وجزء‭ ‬مهم‭ ‬من‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهي‭ ‬مرآة‭ ‬لحرية‭ ‬التعبير‭ ‬والفكر‭ ‬والثقافة،‭ ‬وأداة‭ ‬للبناء‭ ‬وساحة‭ ‬للتفاهم‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬والبشر‭.‬

“صحافة‭ ‬بلا‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬فضل”‭ ‬موضوع‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للصحافة‭ ‬لعام‭ ‬2020م‭ ‬يستهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬“سلامة‭ ‬الصحافيين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬وجود‭ ‬صحافة‭ ‬مستقلة‭ ‬ومهنية‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬التأثير‭ ‬السياسي‭ ‬والتجاري،‭ ‬المساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬جوانب‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام”‭. ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬لتذكير‭ ‬الدول‭ ‬وحكوماتها‭ ‬بشأن‭ ‬الانتهاكات‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تراقب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬نشره‭ ‬وتلاحق‭ ‬الصحافيين‭ ‬بالغرامات‭ ‬والحجز‭ ‬وهناك‭ ‬مَن‭ ‬يُقتل‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬المعارك‭. ‬

وقد‭ ‬أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ (‬دعم‭ ‬الحكومة‭ ‬ومساندتها‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬لكي‭ ‬تؤدي‭ ‬رسالتها‭ ‬السامية‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬الشعب‭ ‬ونقل‭ ‬الحقائق‭ ‬للرأي‭ ‬العام‭ ‬باعتبارها‭ ‬مرآة‭ ‬تعكس‭ ‬ما‭ ‬يموج‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭)‬،‭ ‬فالصحافة‭ ‬البحرينية‭ ‬مدرسة‭ ‬بمنهج‭ ‬وطني‭ ‬يتعلم‭ ‬منها‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحافيون‭ ‬والإعلاميون‭ ‬أصول‭ ‬مادة‭ ‬الصحافة‭. ‬لهذا‭ ‬التاريخ‭ ‬والنهج‭ ‬استحقت‭ ‬أن‭ ‬تنال‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جائزة‭ ‬باسم‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة،‭ ‬وهي‭ ‬جائزة‭ ‬تمثل‭ ‬اعتزاز‭ ‬سموه‭ ‬بمسيرة‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬وما‭ ‬تبرزه‭ ‬من‭ ‬المنجزات‭ ‬الحضارية‭ ‬والمكاسب‭ ‬الوطنية‭.‬

وتقيم‭ ‬منظمة‭ ‬“اليونسكو”‭ ‬احتفالا‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬وسيكون‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬هولندا‭ ‬وبحضور‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬الصحافيين‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬العالم‭ ‬لتقديم‭ ‬“جائزة‭ ‬يونسكو‭ ‬للصحافة”‭ ‬لعام‭ ‬2020م،‭ ‬وهي‭ ‬جائزة‭ ‬تشجيع‭ ‬لإقامة‭ ‬بيئة‭ ‬إعلامية‭ ‬حُرة‭ ‬ومستقلة‭ ‬وقائمة‭ ‬على‭ ‬التعددية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬آداب‭ ‬المهنة‭ ‬ومبادئ‭ ‬الرقابة‭ ‬الذاتية‭.‬