مُلتقطات

“عذابات” 1000 من طلبة الصحية والرياضية!

| د. جاسم المحاري

بَدَتْ‭ ‬نصوص‭ ‬الدستور‭ ‬التي‭ ‬كَفِلَتْ‭ ‬حق‭ ‬التعليم‭ ‬واضحة،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬المادة‭ (‬7‭/‬أ‭) ‬إلى‭ ‬أنّ‭ ‬“الدولة‭ ‬ترعى‭ ‬العلوم‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون،‭ ‬وتشجّع‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬كما‭ ‬تكفل‭ ‬الخدمات‭ ‬التعليمية‭ ‬والثقافية‭ ‬للمواطنين‭..‬”،‭ ‬كما‭ ‬بينت‭ ‬المادة‭ (‬5‭) ‬أن‭ ‬“الدولة‭ ‬تُعنى‭ ‬خاصة‭ ‬بنمو‭ ‬الشباب‭ ‬البدني‭ ‬والخلقي‭ ‬والعقلي،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬وقايتهم‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الجهل‭ ‬والخوف‭ ‬والفاقة”‭. ‬إلا‭ ‬أنّ‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬“كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الصحية‭ ‬والرياضية”‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬–‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬به‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الطلبة‭ - ‬على‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬صحيح‭ ‬النصوص‭ ‬الدستورية‭ ‬الغرّاء‭ ‬التي‭ ‬ظلّ‭ ‬هاجسها‭ ‬الأول‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالمواطن‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صنوف‭ ‬التعليم‭ ‬والثقافة،‭ ‬والارتقاء‭ ‬به‭ ‬بدنياً‭ ‬وخلقياً‭ ‬وعقلياً‭.‬

إنّ‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ (‬1000‭) ‬طالب‭ ‬وطالبة‭ ‬–‭ ‬تواصل‭ ‬عديدٌ‭ ‬منهم‭ ‬مع‭ ‬جريدة‭ ‬“البلاد”‭ ‬–‭ ‬واقعون‭ ‬تحت‭ ‬وطأة‭ ‬الضغوط‭ ‬النفسية‭ ‬على‭ ‬مستقبلهم‭ ‬الدراسي‭ ‬من‭ ‬جانب،‭ ‬وثقل‭ ‬الكمّ‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬الدراسية‭ ‬التي‭ ‬يصعبُ‭ ‬إنجازها‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الاستثنائية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭! ‬والتي‭ ‬نتجَ‭ ‬جُلّها‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬أضحى‭ ‬“التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد”‭ ‬مُرتكزاً‭ ‬في‭ ‬تخصّص‭ ‬علمي‭ ‬تغلب‭ ‬عليه‭ ‬الصبغة‭ ‬العملية‭ (‬80‭ %). ‬بدأت‭ ‬معاناتهم‭ ‬بعد‭ ‬إصرار‭ ‬المعنيين‭ ‬في‭ ‬الكلية‭ ‬على‭ ‬المُضي‭ ‬قدُماً‭ ‬في‭ ‬“مسار”‭ ‬استمرار‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬دراستهم‭ ‬الاعتيادية‭ ‬بما‭ ‬يتضمنه‭ ‬من‭ ‬اختبارات‭ ‬وبحوث‭ ‬وعروض‭ ‬تقديمية‭ ‬بصورة‭ ‬يومية،‭ ‬وفي‭ ‬ظرف‭ ‬شهر‭ ‬واحد‭! ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬صدور‭ ‬قرار‭ ‬جامعي‭ ‬سالف‭ ‬يُتيح‭ ‬للطلبة‭ ‬حرية‭ (‬الاختيار‭) ‬بين‭ ‬مسار‭ ‬“اجتاز‭/‬لم‭ ‬يجتز”‭ ‬في‭ ‬التقييم‭ ‬الذي‭ ‬تشبّث‭ ‬فيه‭ ‬الطلبة،‭ ‬أو‭ ‬“مسار”‭ ‬الدراسة‭ ‬الاعتيادية‭ ‬الذي‭ (‬أجبرتهم‭!) ‬عليه‭ ‬إدارة‭ ‬الكلية،‭ ‬فيما‭ ‬هم‭ ‬رفضوا‭ ‬احتسابه‭ ‬في‭ ‬المعدل‭ ‬التراكمي‭ ‬العام؛‭ ‬استناداً‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬الظرف‭ ‬الاستثنائي‭ ‬الحالي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عمّا‭ ‬عَمِلَتْ‭ ‬به‭ ‬نظيراتها‭ ‬جامعة‭ ‬الإمارات‭ ‬وجامعة‭ ‬الملك‭ ‬سعود‭ ‬وجامعة‭ ‬البتراء‭ ‬وغيرها،‭ ‬مع‭ ‬قبولهم‭ ‬بالشق‭ ‬الميداني‭ ‬لاحقاً‭.‬

نافلة‭: ‬

أجمعَ‭ ‬الطلبة‭ - ‬مِمَنْ‭ ‬تواصلوا‭ ‬مع‭ ‬الجريدة‭ ‬–‭ ‬أنّ‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬المعنيون‭ ‬في‭ ‬“كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الصحية‭ ‬والرياضية”،‭ ‬زادت‭ ‬من‭ ‬معاناتهم‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬بات‭ ‬منحى‭ ‬التجاهل‭ ‬وصدّ‭ ‬الأبواب‭ ‬سيد‭ ‬الموقف‭ ‬أمام‭ ‬محاولاتهم‭ ‬الحثيثة‭ ‬لحلّ‭ ‬توافقي،‭ ‬حتى‭ ‬تقطّعت‭ ‬بهم‭ ‬السُبُل‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬أيّة‭ ‬“استجابة”‭ ‬تُراعي‭ ‬خصوصية‭ ‬الظرف‭ ‬وعمق‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬أَبْقَتْ‭ ‬تداعياتها‭ ‬في‭ ‬تغذية‭ ‬الكمّ‭ ‬المتعاظم‭ ‬من‭ ‬المتطلبات‭ ‬اليومية‭.. ‬عقد‭ ‬الامتحانات‭ ‬النهائية‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭.. ‬أداء‭ ‬امتحانين‭ ‬نهائيين‭ ‬لبعضهم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬اليوم‭.. ‬وصولاً‭ ‬لإلزامهم‭ ‬بالتدريب‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬المقبل‭! ‬

فكم‭ ‬هو‭ ‬معروفٌ‭ ‬جميلٌ‭ ‬أنْ‭ ‬يستلهمَ‭ ‬المعنيون‭ ‬في‭ ‬“كلية‭ ‬العلوم‭ ‬الصحية‭ ‬والرياضية”‭ ‬مضامين‭ ‬الكلمة‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬في‭ ‬اتصاله‭ ‬المرئي‭ ‬عبر‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ (‬مجتمع‭ ‬واعي‭) ‬مؤخراً،‭ ‬ويأخذون‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬عُرى‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬منتسبيها،‭ ‬بعد‭ ‬أنْ‭ ‬جسّدت‭ - ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ - ‬مشاعر‭ ‬الأبوة‭ ‬الداعمة‭ ‬نفسياً‭ ‬ومعنوياً‭ ‬لأبنائه‭ ‬الطلبة‭ ‬والطالبات،‭ ‬باعتبارهم‭ ‬جزءا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬حاضر‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬ومستقبله‭.‬