مواقف إدارية

ثقافة الأطفال في زمن الجائحة

| أحمد البحر

كم‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬ومؤثر‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬أن‭ ‬نشاهد‭ ‬أطفالاً‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬بعض‭ ‬الفضائيات‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وهم‭ ‬يرددون‭ ‬وبفهم‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬العبارات‭ ‬المستخدمة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬المختلفة‭ ‬للتصدي‭ ‬ومكافحة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭. ‬عبارات‭ ‬مثل‭: ‬“خليك‭ ‬بالبيت‭ ‬وإذا‭ ‬تهمك‭ ‬سلامتنا‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬سلامتك”،‭ ‬و‭ ‬“خلّونا‭ ‬نطيع‭ ‬الأوامر‭ ‬ونلبس‭ ‬الكمام‭ ‬ونحافظ‭ ‬على‭ ‬غسل‭ ‬اليدين‭ ‬باستمرار‭ ‬وخليك‭ ‬بعيد‭ ‬شوي”،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬العبارات‭ ‬الاحترازية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬المرعب‭ ‬والفتاك‭.‬

يقول‭ ‬العالم‭ ‬البرت‭ ‬اينشتاين‭ ‬إنه‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الصعوبات‭ ‬تأتي‭ ‬الفرص،‭ ‬فعلا‭ ‬فقد‭ ‬وجد‭ ‬المربون‭ ‬الفرصة‭ ‬المناسبة‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬معايشة‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الفتاك‭ ‬أن‭ ‬يشركوا‭ ‬أطفالهم‭ ‬وبطريقة‭ ‬عملية‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬واستيعاب‭ ‬معنى‭ ‬بعض‭ ‬المفردات‭ ‬المهمة‭ ‬مثل‭: ‬المسؤولية‭ ‬والالتزام‭ ‬بالقرارات‭ ‬والأوامر‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬واحترامها‭ ‬وتنفيذها‭. ‬لقد‭ ‬استطاع‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬والمربون‭ ‬أن‭ ‬ينقلوا‭ ‬للأطفال‭ ‬وبأسلوب‭ ‬علمي‭ ‬وعملي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الولاء‭ ‬للوطن‭ ‬إنفاذ‭ ‬قوانينه‭ ‬وتشريعاته‭ ‬وإطاعة‭ ‬أولي‭ ‬الأمر‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬مصلحتهم‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬الآن‭ ‬ونحن‭ ‬نعمل‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لتفشي‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭.‬

البداية‭ ‬الجيدة‭ ‬تصنع‭ ‬نهاية‭ ‬جيدة‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الانجليزي،‭ ‬فالتركيز‭ ‬على‭ ‬تثقيف‭ ‬وتعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬وهم‭ ‬في‭ ‬سني‭ ‬دراستهم‭ ‬الأولى‭ ‬وإكسابهم‭ ‬المهارات‭ ‬والقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬مثل‭ ‬الإخلاص‭ ‬والولاء‭ ‬للوطن‭ ‬والانتماء‭ ‬إليه‭ ‬والمسؤولية‭ ‬ومعناها‭ ‬العملي‭ ‬وترجمته‭ ‬إلى‭ ‬فعل‭ ‬محسوس،‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬غرس‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬و‭ ‬بأسلوب‭ ‬علمي‭ ‬محسوس‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬ربطها‭ ‬بأحداث‭ ‬ووقائع‭ ‬تحدث‭ ‬أمامه‭ ‬أو‭ ‬يسمع‭ ‬عنها‭ ‬أو‭ ‬يشاهدها‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬المختلفة،‭ ‬يجعل‭ ‬الطفل‭ ‬يتعايش‭ ‬فعلا‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬القيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬ويتعرف‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬للتفاعل‭ ‬معها‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬فالفجوة‭ ‬العظمى‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المرء‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬ديك‭ ‬بيجر‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المعرفة‭ ‬والتنفيذ‭.‬

إنهم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬أن‭ ‬نشعرهم‭ ‬بأنهم‭ ‬شركاء‭ ‬فاعلون‭ ‬فأطفال‭ ‬اليوم‭ ‬وأطفال‭ ‬الغد‭ ‬يتمتعون‭ ‬بقدرات‭ ‬واهتمامات‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬في‭ ‬زماننا،‭ ‬لذا‭ ‬وكما‭ ‬يقول‭ ‬الإمام‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه‭: ‬علّموا‭ ‬أولادكم‭ ‬غير‭ ‬ما‭ ‬علّمتم‭ ‬فإنهم‭ ‬خلقوا‭ ‬لزمان‭ ‬غير‭ ‬زمانكم‭.‬

ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ؟