الرأسمالية بين التوحش والأنسنة

| رضي السماك

تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“ستنتصر‭ ‬البشرية‭ ‬وستعود‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬القيم‭ ‬الرزينة”،‭ ‬بتاريخ‭ ‬19‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي؛‭ ‬ألقى‭ ‬الأستاذ‭ ‬عبدالنبي‭ ‬الشعلة‭ ‬حجراً‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬الراكدة‭ ‬داخل‭ ‬مؤسساتنا‭ ‬البحثية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬إزاء‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬الرأسمالية‭ ‬العالمية‭ ‬المتفاقمة‭ ‬طردياً‭ ‬مع‭ ‬تفشي‭ ‬وباء‭ ‬كورونا،‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬المجالين‭ ‬الصحي‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬بُعدها‭ ‬اللاأخلاقي،‭ ‬وسمى‭ ‬مظاهر‭ ‬الأزمة‭ ‬بأسمائها‭ ‬بلا‭ ‬مواربة،‭ ‬موضحاً‭ ‬أن‭ ‬غلبة‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬غداة‭ ‬انهيار‭ ‬النظام‭ ‬الاشتراكي‭ ‬إنما‭ ‬جاءت‭ ‬بأدواته‭ ‬وأساليبه‭ ‬الوحشية‭ ‬“مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حدوث‭ ‬انعطاف‭ ‬وتحول‭ ‬خطير‭ ‬في‭ ‬القيم‭ ‬والمعايير‭ ‬الأخلاقية”،‭ ‬ضارباً‭ ‬أمثلة‭ ‬على‭ ‬ظواهر‭ ‬مُعاشة،‭ ‬خليجية‭ ‬وعربية،‭ ‬تجسد‭ ‬البطر‭ ‬بالنعمة‭. ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬البحارنة‭ ‬بدوره‭ ‬أدلى‭ ‬بدلوه‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬القضية‭ ‬متحفزاً‭ ‬بما‭ ‬أثاره‭ ‬الأول‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬المنشور‭ ‬بتاريخ‭ ‬22‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬“البلاد”‭ ‬أيضا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“أزمة‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬العالمي”،‭ ‬وتبعهما‭ ‬آخرون‭ ‬في‭ ‬صحافتنا‭ ‬المحلية،‭ ‬جميعهم‭ ‬لم‭ ‬يتوانوا‭ ‬عن‭ ‬نعت‭ ‬الرأسمالية‭ ‬بالتوحش‭ ‬ونقد‭ ‬سياسة‭ ‬العولمة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بها؛‭ ‬وأشاد‭ ‬البحارنة‭ ‬أيضاً‭ ‬“بأصوات‭ ‬العلماء‭ ‬والدارسين‭ ‬الداعية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعديل‭ ‬مسار‭ ‬الأنظمة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالإنسان‭ ‬قبل‭ ‬الآلة،‭ ‬وبرخاء‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تكديس‭ ‬الأرباح،‭ ‬وبمشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬إنتاج‭ ‬وتطوير‭ ‬السلاح‭ ‬بأشكاله‭ ‬التقليدية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والذرية،‭ ‬وبضرورة‭ ‬توفير‭ ‬موازنات‭ ‬مالية‭ ‬للدواء‭ ‬والعلاج‭ ‬تحسباً‭ ‬للأزمات‭.. ‬وبالسلام‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الغزو‭ ‬وتغذية‭ ‬الحروب‭ ‬القُطرية‭ ‬وإشاعة‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬المغلوب‭ ‬على‭ ‬أمرها”‭. ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬يحلم‭ ‬من‭ ‬يظن‭ ‬أن‭ ‬الرأسمالية‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬الزوال‭ ‬بزوال‭ ‬كورونا،‭ ‬لكن‭ ‬بات‭ ‬ملحاً‭ ‬أن‭ ‬تتعاون‭ ‬قوى‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬شتى‭ ‬المنابت‭ ‬الفكرية،‭ ‬ممن‭ ‬تعز‭ ‬عليها‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان،‭ ‬للضغط‭ ‬معاً‭ ‬نحو‭ ‬مقاربة‭ ‬لأنسنة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬وفرملة‭ ‬توحشها‭.‬