تصرفات غير حضارية

| زهير توفيقي

على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الحثيثة‭ ‬والمضنية‭ ‬المبذولة‭ ‬للارتقاء‭ ‬وجعل‭ ‬بحريننا‭ ‬جميلة‭ ‬ونظيفة‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نجد‭ ‬من‭ ‬يضرب‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬النظم‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭!‬

فقد‭ ‬لاحظت‭ ‬أثناء‭ ‬ممارستي‭ ‬رياضة‭ ‬المشي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬المحيطة‭ ‬بمنزلي‭ ‬عبارات‭ ‬مكتوبة‭ ‬بخط‭ ‬جميل‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المحطات‭ ‬الفرعية‭ ‬للكهرباء‭ ‬في‭ ‬مجمعنا‭. ‬

لا‭ ‬اعتراض‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬الجميلة‭ ‬والرائعة‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬لكنني‭ ‬أراها‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬محلها‭ ‬الصحيح‭ ‬ولا‭ ‬تمت‭ ‬بأية‭ ‬صلة‭ ‬للمكان،‭ ‬والأغرب‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬أني‭ ‬شاهدت‭ ‬نفس‭ ‬العبارات‭ ‬ونفس‭ ‬الخط‭ ‬على‭ ‬سور‭ ‬أحد‭ ‬أبراج‭ ‬الاتصالات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بعيدة‭ ‬جدًا‭ ‬عن‭ ‬منطقة‭ ‬سكني‭.‬

وما‭ ‬جعلني‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬أو‭ ‬التصرف‭ ‬غير‭ ‬المسؤول‭ - ‬وهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالأمر‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬أو‭ ‬قريب‭ - ‬هو‭ ‬أنني‭ ‬شاهدت‭ ‬بالأمس‭ ‬إحدى‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬على‭ ‬سور‭ ‬أحد‭ ‬المنازل‭! ‬تصوروا‭ ‬كيف‭ ‬وصل‭ ‬الحال‭ ‬بنا‭.‬

هل‭ ‬هذا‭ ‬مقبول؟‭ ‬في‭ ‬اعتقادي‭ ‬إن‭ ‬الموضوع‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬العبث‭ ‬في‭ ‬الممتلكات‭ ‬الخاصة‭ ‬أو‭ ‬العامة،‭ ‬لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الذي‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬ماذا‭ ‬يستفيد‭ ‬هؤلاء‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بتلك‭ ‬الأعمال‭ ‬المنافية‭ ‬للذوق‭ ‬العام‭ ‬ويشوهون‭ ‬المنظر‭ ‬العام؟‭ ‬تلك‭ ‬العبارات‭ ‬الجميلة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكتب‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬تليق‭ ‬بها،‭ ‬لأن‭ ‬فيها‭ ‬اسم‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬جلاله‭ ‬والوطن‭ ‬الغالي،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬لم‭ ‬يحثنا‭ ‬على‭ ‬اتباع‭ ‬الأساليب‭ ‬والممارسات‭ ‬غير‭ ‬اللائقة‭ ‬والتعدي‭ ‬على‭ ‬الممتلكات‭ ‬الخاصة،‭ ‬فاحترام‭ ‬النفس‭ ‬أولا‭ ‬والغير‭ ‬ثانيًا‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬تعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭.‬

وبودي‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنبر‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬بعمل‭ ‬التحريات‭ ‬اللازمة‭ ‬لمراقبة‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تشوه‭ ‬صورة‭ ‬بلدنا،‭ ‬بلد‭ ‬المؤسسات‭ ‬والقانون‭ ‬الذي‭ ‬أرسى‭ ‬دعائمه‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬مليكنا‭ ‬المفدى‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين‭ ‬لم‭ ‬توضع‭ ‬إلا‭ ‬لتُحترم‭ ‬وتطبق‭. ‬ربي‭ ‬احفظ‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬آمنا‭ ‬مطمئنًا‭ ‬وأبعد‭ ‬عنه‭ ‬الوباء‭ ‬والبلاء‭.‬