لأمير الضمير.. أيام إنسانية وفكرية وعمالية وتاريخية بحرينية عمانية

| عادل عيسى المرزوق

ويستمر‭ ‬عطاء‭ ‬ووفاء‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬ببوادر‭ ‬إنسانية،‭ ‬يعجز‭ ‬عن‭ ‬استيعابها‭ ‬العقل‭ ‬وتَتَبُّع‭ ‬كنهها‭ ‬الفكر‭ ‬الموزون‭.. ‬أيام‭ ‬تجسدت‭ ‬فيها‭ ‬أسمى‭ ‬معاني‭ ‬روح‭ ‬الضمير‭ ‬لأمير‭ ‬الضمير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬ومن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬وطأت‭ ‬قدماه‭ ‬الكريمتان‭ ‬أرض‭ ‬المملكة‭ ‬الحبيبة‭ ‬بعد‭ ‬استشفائه‭ ‬الميمون،‭ ‬فتزينت‭ ‬أرض‭ ‬المحبة‭ ‬والحضارة‭ ‬جمالا،‭ ‬وغردت‭ ‬شعرا‭ ‬تغنى‭ ‬بجمالها‭ ‬كل‭ ‬عاشق‭ ‬مفتون‭..‬

فحِفْظُه‭ ‬لأرضه‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭ ‬أمر‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬حياته‭ ‬الكريمة،‭ ‬وسخاؤه‭ ‬ممتد‭ ‬بلا‭ ‬فرق‭ ‬للجميع‭! ‬لهذا‭ ‬الطيف‭ ‬وذاك‭ ‬لفقيرهم‭ ‬وضعيفهم‭ ‬المتعفف‭ ‬المحروم‭.. ‬ويتيمهم‭ ‬ذي‭ ‬القلب‭ ‬المكلوم‭.. ‬ومحتاجهم‭ ‬ذي‭ ‬العمل‭ ‬المصروم‭.. ‬ومتعلمهم‭ ‬طالب‭ ‬العلم‭ ‬ودارس‭ ‬العلوم‭.. ‬ولبيئتهم‭ ‬الصحية‭ ‬والبحرية‭ ‬بقرارِ‭ ‬حفظٍ‭ ‬محسوم‭..‬

فالقرارات‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬الرتيبة‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬الرتيب،‭ ‬تُعد‭ ‬من‭ ‬أنبل‭ ‬تجليات‭ ‬فلسفة‭ ‬الضمير‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياة‭ ‬سموه‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والمساعدات‭ ‬لقطاعات‭ ‬خيرية،‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬أرفع‭ ‬مراتب‭ ‬صنع‭ ‬القرار‭ ‬الإنساني‭ ‬لسموه‭ ‬الكريم‭ ‬لارتباطه‭ ‬بالضمير،‭ ‬والأمر‭ ‬بتوزيع‭ ‬مساعدات‭ ‬عينية‭ ‬وفي‭ ‬هدوء‭ ‬تام‭ ‬وبأيد‭ ‬مؤتمنة‭ ‬من‭ ‬ثقاته‭ ‬على‭ ‬الفقراء‭ ‬والضعفاء؛‭ ‬يضعه‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬العليا‭ ‬الإنسانية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬دنيويا،‭ ‬بل‭ ‬أخرويا؛‭ ‬لأن‭ ‬تأثيره‭ ‬يصل‭ ‬مباشرة‭ ‬للقلوب،‭ ‬بِادخال‭ ‬الفرح‭ ‬والسرور‭ ‬في‭ ‬حياتهم،‭ ‬مما‭ ‬دفعهم‭ ‬ويدفعهم‭ ‬من‭ ‬الأعماق‭ ‬برفع‭ ‬الأكف‭ ‬للتضرع‭ ‬والدعاء‭ ‬لسموه‭ ‬بالعمر‭ ‬المديد‭ ‬والصحة‭ ‬والعافية؛‭ ‬لأنه‭ ‬يستحق‭ ‬الشكر‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبذله‭ ‬من‭ ‬خير‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬

ومن‭ ‬أجمل‭ ‬صور‭ ‬المحبة‭ ‬والوفاء‭ ‬للضمير‭ ‬في‭ ‬الارتباطات‭ ‬الأخوية‭ ‬لسموه‭ ‬الكريم‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬امتداد‭ ‬تأثير‭ ‬الأيام‭ ‬التاريخية‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬والمتجذرة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬الأشقاء‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬والرابط‭ ‬البحريني‭ ‬العماني‭ ‬أحد‭ ‬الروابط‭ ‬العتيدة،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬وقعها‭ ‬في‭ ‬الأذهان‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وليومنا،‭ ‬والتعاون‭ ‬المشترك‭ ‬والمشاورات‭ ‬والاحترام‭ ‬بينهما‭ ‬يمثل‭ ‬جانب‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة،‭ ‬وتَلَقِّي‭ ‬سموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬مؤخرا‭ ‬اتصالا‭ ‬من‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬العماني‭ ‬بسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬السيد‭ ‬فهد‭ ‬بن‭ ‬محمود‭ ‬آل‭ ‬سعيد،‭ ‬يُعَبِّر‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬بلدين‭ ‬شقيقين‭ ‬يرتبطان‭ ‬بوشائج‭ ‬أخوة‭ ‬وقربي‭.‬

وتأكيد‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬الأخير‭ ‬وتوجيهه‭ ‬للمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬بالتمسك‭ ‬بروح‭ ‬الابتكار‭ ‬والإبداع؛‭ ‬لأنه‭ ‬نابع‭ ‬بإيمان‭ ‬لدى‭ ‬سموه‭ ‬الكريم‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وأهدافها،‭ ‬ومن‭ ‬ضمنها‭ ‬الهدف‭ ‬التاسع‭ ‬المعني‭ ‬بالابداع‭ ‬والابتكار،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬لهما‭ ‬يوم‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ (‬21‭) ‬من‭ ‬أبريل‭ ‬وتبعه‭ ‬يوم‭ ‬يحمي‭ ‬ملكية‭ ‬مخرجاتهما‭ ‬فكريا،‭ ‬وهو‭ ‬“اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للملكية‭ ‬الفكرية”‭ ‬في‭ (‬26‭) ‬أبريل‭.‬

وللعمال‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬النبض‭ ‬التنموية‭ ‬في‭ ‬فلسفة‭ ‬فكر‭ ‬سموه‭ ‬الكريم،‭ ‬وكان‭ ‬لهم‭ ‬نصيب‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬نقابة‭ ‬تُعد‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬النقابات‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬قيادة‭ ‬سموه‭ ‬وتوجيهه،‭ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تمثل‭ ‬نموذجا‭ ‬تاريخيا‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬العمالية،‭ ‬والأول‭ (‬1‭) ‬من‭ ‬مايو‭ ‬هو‭ ‬“يوم‭ ‬العمال‭ ‬العالمي”،‭ ‬التي‭ ‬تحتفل‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬سنويا‭ ‬وتعطيه‭ ‬القيادة‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا،‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬استحثاث‭ ‬لروح‭ ‬العمل‭ ‬والاجتهاد‭ ‬وحفظ‭ ‬الحقوق‭.‬

فلله‭ ‬دُرَّك‭ ‬من‭ ‬أمير‭ ‬محنك‭ ‬مقتدر،‭ ‬وقلبك‭ ‬مفتوح‭ ‬لمن‭ ‬أراد‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬أمام‭ ‬الضعف‭ ‬لينتصر‭ ‬وروحك‭ ‬من‭ ‬توقد‭ ‬الضمير‭ ‬رمز‭ ‬لمن‭ ‬فؤاده‭ ‬للإنسانية‭ ‬منفطر،‭ ‬ومن‭ ‬نور‭ ‬وجهك‭ ‬ترتفع‭ ‬الأيادي‭ ‬تدعو‭ ‬رجاءً‭ ‬لبقائك‭.. ‬وتموج‭ ‬الأفكار‭ ‬وتعود‭ ‬تتلاقح‭ ‬ترجو‭ ‬أن‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬سر‭ ‬نقاء‭ ‬فكرك‭ ‬ونجاحك،‭ ‬وتبقى‭ ‬أنفاس‭ ‬المحبين‭ ‬تحلق‭ ‬وتتنفس‭ ‬من‭ ‬طيب‭ ‬أنفاسك،‭ ‬وتهبط‭ ‬تتطيب‭ ‬من‭ ‬عبق‭ ‬المكان‭ ‬الذي‭ ‬تركته‭ ‬عَطِرا‭ ‬من‭ ‬آثارك،‭ ‬فلا‭ ‬تتركنا‭ ‬نهيم‭ ‬وأنت‭ ‬الدليل‭ ‬الذي‭ ‬يتوهج‭ ‬بالضمير،‭ ‬فيستنير‭ ‬به‭ ‬العارفون‭ ‬من‭ ‬أحبائك،‭ ‬فاجمع‭ ‬بيننا‭ ‬يا‭ ‬أمير‭ ‬الضمير‭ ‬لنهتدي‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬أعطاك‭ ‬الله‭ ‬ورفع‭ ‬مقامك‭.‬