ياسمينيات

مشروع أم

| ياسمين خلف

صدرت‭ ‬التوجيهات‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الأم‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬وأثلجت‭ ‬قلوب‭ ‬كل‭ ‬الأمهات‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تم‭ ‬توجيه‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬للأم‭ ‬العاملة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬مواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬الكورونا،‭ ‬تقديراً‭ ‬لجهودها‭ ‬الأسرية‭ ‬ورعايتها‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الاستثنائية‭.‬

ولنتطرق‭ ‬للموظفات‭ ‬الحوامل‭ ‬واللواتي‭ ‬هن‭ ‬مشروع‭ ‬أمهات‭ ‬المستقبل،‭ ‬كثيرات‭ ‬هن‭ ‬الموظفات‭ ‬اللاتي‭ ‬يعتبر‭ ‬حملهن‭ ‬الأول،‭ ‬أو‭ ‬إن‭ ‬جاز‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬إنهن‭ ‬“مشروع‭ ‬أمهات”،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يصبحن‭ ‬بعد‭ ‬أمهات‭ ‬فعلياً،‭ ‬فسقطن‭ ‬من‭ ‬حسابات‭ ‬الإعفاء‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المكاتب،‭ ‬والعمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬عن‭ ‬بُعد‭! ‬رغم‭ ‬أنهن‭ ‬من‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬خطورة‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬قدر‭ ‬الله‭ ‬وأصبن‭ ‬بالفايروس،‭ ‬كونهن‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬صحية‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬طبيعية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬فترة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬المرأة،‭ ‬وكثيرات‭ ‬قد‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬مشاكل‭ ‬صحية،‭ ‬أو‭ ‬مشاكل‭ ‬الحمل‭ ‬الأخرى،‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬مناعتهن‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬غيرهن‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬وتواجدهن‭ ‬في‭ ‬مقار‭ ‬العمل،‭ ‬واختلاطهن‭ ‬بالمراجعين‭ ‬أو‭ ‬الموظفين‭ ‬الآخرين‭ ‬يعرضهن‭ ‬ويعرض‭ ‬أجنتهن‭ ‬كذلك‭ ‬لذات‭ ‬الخطر‭. ‬

النسوة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬تجربة‭ ‬حملهن‭ ‬الأول‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يعانين‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعب‭ ‬والإجهاد‭ ‬وعدم‭ ‬التعود‭ ‬على‭ ‬الوضع‭ ‬الجديد،‭ ‬يعانين‭ ‬من‭ ‬القلق‭ ‬الدائم‭ ‬والخوف‭ ‬من‭ ‬تعرض‭ ‬أجنتهن‭ ‬للإجهاض،‭ ‬والحرص‭ ‬المبالغ‭ ‬فيه‭ ‬أحياناً‭ ‬لتجنب‭ ‬أي‭ ‬مسبب‭ ‬قد‭ ‬يعرضهن‭ ‬لمشاكل‭ ‬الحمل‭ ‬أو‭ ‬الإجهاض‭ ‬مُبرر‭ ‬حقيقة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬فيما‭ ‬نمر‭ ‬به‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أخبار‭ ‬عدد‭ ‬الإصابات‭ ‬المكتشفة‭ ‬الجديدة‭ ‬أو‭ ‬الموت‭ ‬بسبب‭ ‬الإصابة‭ ‬بالفايروس‭ ‬تزيد‭ ‬قلقهن‭ ‬وخوفهن،‭ ‬بل‭ ‬تسبب‭ ‬للكثيرات‭ ‬منهن‭ ‬الرعب،‭ ‬والذي‭ ‬وبلاشك‭ ‬سيلقي‭ ‬بأثره‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬أجنتهن،‭ ‬لتدهور‭ ‬حالتهن‭ ‬النفسية‭.‬

مع‭ ‬قرار‭ ‬تقليل‭ ‬نسبة‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬70‭ %‬،‭ ‬من‭ ‬الأولى‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الرحمة‭ ‬أن‭ ‬يعفين‭ ‬أمهات‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬حرصاً‭ ‬على‭ ‬صحتهن‭ ‬وصحة‭ ‬أجنتهن،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬زملاؤهن‭ ‬بمهامهن‭ ‬الوظيفية،‭ ‬فكما‭ ‬ترحم،‭ ‬تُرحم‭.‬

 

ياسمينة‭:‬

نتمنى‭ ‬شمل‭ ‬أمهات‭ ‬المستقبل‭ ‬بقرار‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬المنزل‭.‬