فجر جديد

كلكم “غيث”

| إبراهيم النهام

في‭ ‬بادرة‭ ‬رائعة‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬الطيبين،‭ ‬تلقيت‭ ‬مؤخرا‭ ‬كما‭ ‬هائلا‭ ‬من‭ ‬الاتصالات‭ ‬من‭ ‬مواطنين،‭ ‬ورجال‭ ‬أعمال،‭ ‬وأعضاء‭ ‬بمجلسي‭ ‬الشورى‭ ‬والنواب،‭ ‬يسألونني‭ ‬باهتمام‭ ‬عن‭ ‬الوالدة‭ ‬شريفة‭ ‬عيسى،‭ ‬والوالدة‭ (‬أم‭ ‬محمد‭) ‬وهم‭ ‬من‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬عنهم‭ ‬“البلاد”‭ ‬أخيرا‭ ‬تقارير‭ ‬تصف‭ ‬حالهما‭ ‬المعيشي‭ ‬والإنساني،‭ ‬وأي‭ ‬حال؟

البادرة‭ ‬الجميلة‭ ‬هنا،‭ ‬بأن‭ ‬المتصلين‭ (‬كلهم‭) ‬وبلا‭ ‬استثناء،‭ ‬رفضوا‭ ‬أن‭ ‬يذكروا‭ ‬أسماءهم‭ ‬لي،‭ ‬لكنني‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬ونظرا‭ ‬لطبيعة‭ ‬عملي‭ ‬الصحافي،‭ ‬كنت‭ ‬محتفظا‭ ‬بأرقام‭ ‬بعضهم‭ ‬بسجل‭ ‬هاتفي،‭ ‬فبالوقت‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يقول‭ ‬لي‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬لا‭ ‬تسألني‭ ‬عن‭ ‬اسمي،‭ ‬كنت‭ ‬أعرف‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬بالفعل،‭ ‬وكنت‭ ‬أدعو‭ ‬له‭ ‬بقرارة‭ ‬نفسي‭ ‬بالخير‭ ‬الكثير‭.‬

إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تجاوبت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬مع‭ ‬قصتي‭ ‬هاتين‭ ‬السيدتين‭ ‬الفاضلتين‭ ‬بشكل‭ ‬مبكر‭ ‬جدا،‭ ‬حيث‭ ‬تلقيت‭ ‬اتصالات‭ ‬رسمية‭ ‬تسأل‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء،‭ ‬والمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة،‭ ‬وباهتمام‭ ‬صادق،‭ ‬الهدف‭ ‬منه‭ ‬خدمتهما‭ ‬ما‭ ‬أمكن‭.‬

الكتابة‭ ‬عن‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬أمر‭ ‬رائع‭ ‬جدا،‭ ‬وبه‭ ‬خير‭ ‬كثير،‭ ‬وبه‭ ‬أيضا‭ ‬امتثال‭ ‬لحديث‭ ‬الرسول‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬بأن‭ ‬“الدال‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬كفاعله”،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتوجب‭ ‬منا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نسلكه‭ ‬ما‭ ‬استطعنا،‭ ‬فهي‭ ‬بالنهاية‭ ‬دنيا‭ ‬زائلة،‭ ‬لا‭ ‬نفع‭ ‬منها‭ ‬إلا‭ ‬العمل‭ ‬الصالح‭.‬

ختاما،‭ ‬استذكرت‭ ‬برفض‭ ‬أبناء‭ ‬بلدي‭ ‬الإدلاء‭ ‬بأسمائهم،‭ ‬حكاية‭ ‬الشاب‭ ‬الإماراتي‭ (‬غيث‭) ‬والذي‭ ‬يقدم‭ ‬أعظم‭ ‬الملاحم‭ ‬الإنسانية‭ ‬عبر‭ ‬برنامج‭ (‬قلبي‭)‬‭ ‬اطمأن‭ ‬بكل‭ ‬رمضان،‭ ‬وهو‭ ‬يقدم‭ ‬للفقراء‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي،‭ ‬مساعدات‭ ‬عينية‭ ‬ومادية‭ ‬تتخطى‭ ‬بقيمتها‭ ‬عشرات‭ ‬الملايين‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭.‬

غيث‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬حتى‭ ‬اللحظة،‭ ‬شابا‭ ‬غامضا‭ ‬لدى‭ ‬الجميع،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬شكله،‭ ‬أو‭ ‬اسمه‭ ‬الحقيقي،‭ ‬أو‭ ‬هويته،‭ ‬أو‭ ‬منشأه،‭ ‬لكنهم‭ ‬يعرفونه‭ ‬بأعمال‭ ‬العطرة،‭ ‬والتي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬الناس‭ ‬بالخفاء،‭ ‬وليس‭ ‬الرياء‭ ‬بمساعدتهم،‭ ‬والأمل‭ ‬كل‭ ‬الأمل‭ ‬بأن‭ ‬نكون‭ ‬كلنا‭ ‬“غيث”‭ ‬في‭ ‬عمل‭ ‬الخير‭.‬