تعقيب على تعقيب.. لا بديل عن النظام الرأسمالي

| عبدالنبي الشعلة

في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬نُشر‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬هذه‭ ‬الجريدة‭ ‬مقال‭ ‬قيِّم‭ ‬للأخ‭ ‬الكاتب‭ ‬والأديب‭ ‬والدبلوماسي‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬البحارنة،‭ ‬كتبه‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“أزمة‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬العالمي”،‭ ‬وذلك‭ ‬تعقيبًا‭ ‬على‭ ‬المقال‭ ‬الذي‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬كتبته‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬بأيام؛‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬تداعيات‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“ستنتصر‭ ‬البشرية‭ ‬وستعود‭ ‬إلى‭ ‬قاعدة‭ ‬القيم‭ ‬الرزينة”‭ ‬ونُشر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريدة‭ ‬أيضًا،‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصة‭ ‬مقالي‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬سيتمكن‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬إن‭ ‬عاجلًا‭ ‬أو‭ ‬آجلًا،‭ ‬من‭ ‬الانتصار‭ ‬على‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وهزيمته،‭ ‬وستستيقظ‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬غفوتها‭ ‬لتدرك‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المفاهيم‭ ‬والقيم‭ ‬والمعايير‭ ‬والممارسات‭ ‬الرزينة،‭ ‬وسيحافظ‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬بعد‭ ‬ترويضه‭ ‬وتقليم‭ ‬أظافره‭ ‬ومخالبه‭ ‬وحقنه‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬موفقًا‭ ‬في‭ ‬تعقيبه‭ ‬ومصيبًا‭ ‬في‭ ‬طرحه‭ ‬ومحقًا‭ ‬في‭ ‬تشخيصه‭ ‬وتشريحه‭ ‬لبعض‭ ‬جوانب‭ ‬الاعوجاج‭ ‬والانحراف‭ ‬التي‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬النظامان‭ ‬الاشتراكي‭ ‬والرأسمالي،‭ ‬وما‭ ‬أدى‭ ‬إليه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬اختلالات‭ ‬واخفاقات‭.‬

‭ ‬فبالنسبة‭ ‬للنظام‭ ‬الاشتراكي؛‭ ‬قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬إن‭ ‬“النظام‭ ‬الاشتراكي‭ ‬حالفه‭ ‬الفشل‭ ‬بعد‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي”‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فشل‭ ‬النظام‭ ‬الاشتراكي،‭ ‬والأصح‭ ‬في‭ ‬رأينا‭ ‬أن‭ ‬فشل‭ ‬النظام‭ ‬الاشتراكي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تفكك‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬وليس‭ ‬العكس،‭ ‬فبعد‭ ‬أن‭ ‬فقد‭ ‬السيف‭ ‬الاشتراكي‭ ‬لمعانه‭ ‬وصلابته‭ ‬انفرط‭ ‬العقد‭ ‬وتناثرت‭ ‬حباته‭ ‬وتحول‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬العظيم‭ ‬إلى‭ ‬ركام،‭ ‬وقد‭ ‬كانت‭ ‬روسيا‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬النظام‭ ‬الاشتراكي‭ ‬فصارت‭ ‬أول‭ ‬مقبرة‭ ‬دُفن‭ ‬فيها،‭ ‬ومات‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬غير‭ ‬مأسوف‭ ‬عليه‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬حسنات‭ ‬تذكر،‭ ‬فلم‭ ‬يترحم‭ ‬عليه‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬ذاقت‭ ‬مرارته‭ ‬في‭ ‬الاتحاد‭ ‬المنهار،‭ ‬كما‭ ‬دُفن‭ ‬في‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تُبق‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الاشتراكي‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬ما‭ ‬ذكره‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي؛‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تخلت‭ ‬عنه‭ ‬قلبًا‭ ‬وقالبًا،‭ ‬وإلا‭ ‬لما‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬الحقيقة‭ ‬أبقت‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬أدواته‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬منطلق‭ ‬من‭ ‬تأخذه‭ ‬العزة‭ ‬بالإثم،‭ ‬أو‭ ‬لمجرد‭ ‬حفظ‭ ‬ماء‭ ‬الوجه؛‭ ‬بل‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الأدوات‭ ‬أتاحت‭ ‬ووفرت‭ ‬للحزب‭ ‬الواحد‭ ‬الحاكم‭ ‬وسائل‭ ‬القمع‭ ‬والسيطرة‭ ‬والتحكم،‭ ‬فحققت‭ ‬نموًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬مشهودًا‭ ‬وأبقت‭ ‬الحقوق‭ ‬السياسية‭ ‬والمدنية‭ ‬الفردية‭ ‬مكبلة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يفسر‭ ‬انطلاق‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬الصين‭!‬

نعم،‭ ‬وكما‭ ‬ذكر‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي،‭ ‬فإن‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬متمسكة‭ ‬بالنظام‭ ‬الاشتراكي‭ ‬الذي‭ ‬حولها‭ ‬إلى‭ ‬أول‭ ‬نظام‭ ‬“شيوعي‭ ‬وراثي”‭ ‬وواحدة‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬وأكثرها‭ ‬انغلاقا‭.‬

وعن‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬قال‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬محقًا‭ ‬إنه‭ ‬“قد‭ ‬تعالت‭ ‬الأصوات‭ ‬المنذرة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العلماء‭ ‬والدارسين‭ ‬والمختصين‭ ‬والمستشارين،‭ ‬داعية‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬تعديل‭ ‬مسار‭ ‬الأنظمة‭ ‬الرأسمالية‭ ‬للاهتمام‭ ‬بالإنسان‭ ‬قبل‭ ‬الآلة،‭ ‬وبرخاء‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬تكديس‭ ‬الأرباح‭ ‬وبمشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬إنتاج‭ ‬وتطوير‭ ‬السلاح‭ ‬بأشكاله‭ ‬التقليدية‭ ‬والبيولوجية‭ ‬والذرية،‭ ‬وبضرورة‭ ‬توفير‭ ‬موازنات‭ ‬مالية‭ ‬للدواء‭ ‬والعلاج‭ ‬تحسبا‭ ‬للأزمات،‭ ‬وبالسلام‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬مقابل‭ ‬الغزو‭ ‬وتغذية‭ ‬الحروب‭ ‬القطرية‭ ‬وإشاعة‭ ‬الرعب‭ ‬والخوف‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬المغلوبة‭ ‬على‭ ‬أمرها”‭ ‬مضيفًا‭ ‬بل‭ ‬داعيًا‭ ‬ضمنيًا‭ ‬إلى‭ ‬استبدال‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬قائلًا‭ ‬“فاليوم‭ ‬تتطلع‭ ‬فيه‭ ‬القلوب‭ ‬والأبصار‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالنظام‭ ‬العالمي‭ ‬الجديد”‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬ما‭ ‬توصلنا‭ ‬اليه‭ ‬وأعدنا‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭. ‬وعلى‭ ‬دقته،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الاستنتاج‭ ‬غير‭ ‬قابل‭ ‬للتعميم‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تنتهج‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي،‭ ‬فهو‭ ‬ينحصر‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬ممارسات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬بصفتها‭ ‬الدولة‭ ‬الكبرى‭ ‬والقوة‭ ‬العظمى‭ ‬المهيمنة‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬الدول‭ ‬الرأسمالية،‭ ‬وبذلك‭ ‬يكون‭ ‬الخلل‭ ‬والداء‭ ‬قد‭ ‬أصاب‭ ‬رأس‭ ‬النظام‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬ولا‭ ‬ينعكس‭ ‬بالضرورة‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬أخرى‭ ‬تتبنى‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬كالاتحاد‭ ‬السويسري‭ ‬والدول‭ ‬الاسكندنافية،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬أيدي‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬لم‭ ‬تتلوث‭ ‬بالرذائل‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الرأس،‭ ‬ولم‭ ‬تتلطخ‭ ‬بدماء‭ ‬الشعوب‭ ‬وعرقها،‭ ‬ولم‭ ‬تضحِّ‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬وكثير‭ ‬مثلها‭ ‬بأي‭ ‬إنسان‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬فرد‭ ‬من‭ ‬شعوبها،‭ ‬ولم‭ ‬تفرط‭ ‬في‭ ‬رخاء‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتطوير‭ ‬مشروعات‭ ‬التنمية‭ ‬ولم‭ ‬تتورط‭ ‬في‭ ‬إنتاج‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬كالأسلحة‭ ‬البيولوجية‭ ‬والنووية،‭ ‬وهي‭ ‬توفر‭ ‬بسخاء‭ ‬موازنات‭ ‬ضخمة‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭ ‬لشعوبها‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬ودون‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نُقر‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬اشتكى‭ ‬الرأس‭ ‬من‭ ‬العطب‭ ‬والخراب،‭ ‬وهي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬سائر‭ ‬الجسد‭ ‬يتداعى‭ ‬له‭ ‬بالسهر‭ ‬والحمى؛‭ ‬إعمالًا‭ ‬للقاعدة‭ ‬الراسخة‭ ‬التي‭ ‬أرساها‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭ ‬عليه‭ ‬وعلى‭ ‬آله‭ ‬وصحبه‭ ‬أفضل‭ ‬الصلاة‭ ‬والسلام؛‭ ‬ولذلك‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬النظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬يعاني،‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة،‭ ‬من‭ ‬الوجع‭ ‬والعوار،‭ ‬وصار‭ ‬يواجه‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬واتساع‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الطبقات،‭ ‬كما‭ ‬أدت‭ ‬شراسته‭ ‬إلى‭ ‬طغيان‭ ‬الأنانية‭ ‬وانخفاض‭ ‬جدار‭ ‬القيم‭ ‬واختلال‭ ‬ميزانها؛‭ ‬فتحول‭ ‬الطموح‭ ‬إلى‭ ‬جشع‭ ‬والمنافسة‭ ‬إلى‭ ‬أطماع،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬أعظم‭ ‬وأكبر‭ ‬أخطائه‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬تقاعسه‭ ‬عن‭ ‬ضمان‭ ‬اضطلاع‭ ‬الدولة‭ ‬والتزامها‭ ‬الكامل‭ ‬بقضايا‭ ‬ومشاريع‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والتعليم‭ ‬والعناية‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭ ‬والاعتماد‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬وأدوات‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬

وأود‭ ‬كذلك‭ ‬الإشارة‭ ‬والإشادة‭ ‬بما‭ ‬ذكره‭ ‬الأستاذ‭ ‬تقي‭ ‬في‭ ‬تعقيبه‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬“وبعكس‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي،‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬النظم‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الحرة‭ ‬بعض‭ ‬المرونة‭ ‬في‭ ‬إمكان‭ ‬إصلاح‭ ‬النظام‭ ‬والتطوير‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬الاستمرار،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الطريق‭. ‬وفي‭ ‬الأزمة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬سنة‭ ‬2008‭ ‬تدخلت‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬السوق،‭ ‬ووضعت‭ ‬يدها‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬مصرفية‭ ‬ومالية‭ ‬وصناعية،‭ ‬وضخت‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬والمساعدات‭ ‬ما‭ ‬مكنها‭ ‬من‭ ‬تجاوز‭ ‬تلك‭ ‬الأزمة”،‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أضيف‭ ‬بأنه‭ ‬تحت‭ ‬ضغوط‭ ‬الركود‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬زحف‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬منطلقًا‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬سبتمبر‭ ‬2008؛‭ ‬قامت‭ ‬الحكومة‭ ‬الفدرالية‭ ‬بشراء‭ ‬أسهم‭ ‬كبرى‭ ‬الشركات‭ ‬الأميركية،‭ ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬أشهر،‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬انحسر‭ ‬الركود‭ ‬وأعادت‭ ‬الشركات‭ ‬الأميركية‭ ‬الأموال‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة،‭ ‬وانتعش‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الأميركي‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬وحافظ‭ ‬على‭ ‬صدارته‭ ‬بين‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬السلبيات؛‭ ‬فإن‭ ‬الرأسمالية‭ ‬الحقيقية‭ ‬تبقى‭ ‬الأصلح‭ ‬ولا‭ ‬يعيبها‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المراجعة‭ ‬والإصلاح‭ ‬والتجديد‭ ‬وتصحيح‭ ‬المسار‭ ‬وتعديله،‭ ‬وإن‭ ‬ما‭ ‬يغفر‭ ‬للنظام‭ ‬الرأسمالي‭ ‬زلاته‭ ‬وخطاياه‭ ‬تمكنه‭ ‬من‭ ‬البقاء‭ ‬كنظام‭ ‬يحترم‭ ‬ويلتزم‭ ‬بقيم‭ ‬الحرية‭ ‬والديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬منه‭ ‬نظامًا‭ ‬متمسكًا‭ ‬بإمكانية‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتطوير،‭ ‬وثمرة‭ ‬نتاج‭ ‬فكري‭ ‬وتطور‭ ‬تاريخي‭ ‬منبثق‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬العمل‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.‬