ريشة في الهواء

الكلمة والمسؤولية

| أحمد جمعة

الصحافة‭ ‬مرآة‭ ‬أي‭ ‬مجتمع‭ ‬حيوي‭ ‬نشط،‭ ‬يعج‭ ‬بالحيوية‭ ‬والانتعاش،‭ ‬والكتاب‭ ‬عيون‭ ‬المجتمع‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬المكاسب‭ ‬والأخطاء‭ ‬معاً،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمنا‭ ‬طوال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬–‭ ‬والصحافيين‭ - ‬ضمير‭ ‬المجتمع‭ ‬والمعبر‭ ‬عن‭ ‬واقعه‭ ‬وتعكس‭ ‬صورة‭ ‬المجتمع‭ ‬بكل‭ ‬جوانبه،‭ ‬ترى‭ ‬المكاسب‭ ‬وتشيد‭ ‬بها‭ ‬وترى‭ ‬الأخطاء‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬وتنبه‭ ‬لها،‭ ‬تشيد‭ ‬بالمنجزات‭ ‬وتنتقد‭ ‬الأخطاء‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬تجرح‭ ‬ولا‭ ‬تضخم،‭ ‬فهي‭ ‬مثل‭ ‬الطبيب‭ ‬الذي‭ ‬يشخص‭ ‬المرض‭ ‬والبقية‭ ‬على‭ ‬الدواء،‭ ‬هكذا‭ ‬تعلمنا‭ ‬أن‭ ‬الصحافة‭ ‬تشخص‭ ‬وتترك‭ ‬العمل‭ ‬للجهة‭ ‬المعنية‭ ‬لتصلحه‭ ‬وتنجزه‭.‬

اليوم‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظرف‭ ‬الطارئ‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬ومن‭ ‬ضمنه‭ ‬مجتمعنا‭ ‬البحريني،‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬لتلعب‭ ‬الصحافة‭ ‬والكتاب‭ ‬دورًا‭ ‬حيويًا‭ ‬ونشطاً‭ ‬بل‭ ‬استثنائيًا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الدقيقة‭ ‬والحساسة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬ضمن‭ ‬ظروف‭ ‬أشبه‭ ‬بحالة‭ ‬طوارئ‭ ‬دولية‭ ‬يتكاتف‭ ‬فيها‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬تحدياتها‭ ‬بكل‭ ‬عزيمة‭ ‬وإصرار،‭ ‬فالوضع‭ ‬دقيق‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يحاربون‭ ‬على‭ ‬الجبهة‭ ‬وفي‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬ومسعفين‭ ‬ومتطوعين،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الثانية‭ ‬أيضًا‭ ‬يقدم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬وهناك‭ ‬بالطبع‭ ‬المتفرجون‭ ‬والمطبلون‭ ‬والمنافقون‭ ‬ومعهم‭ ‬تجار‭ ‬الأزمات‭ ‬الذين‭ ‬يتغذون‭ ‬على‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬ويستغلون‭ ‬الأوضاع‭ ‬لمصالح‭ ‬شخصية‭ ‬ضيقة‭ ‬وهذه‭ ‬الفئة‭ ‬موجودة‭ ‬بكل‭ ‬رقعة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬ومهمتها‭ ‬الاستغلال‭ ‬والمصالح،‭ ‬ومهمة‭ ‬الصحافة‭ ‬والصحافيين‭ ‬التنبيه‭ ‬لهذه‭ ‬الفئة‭.‬

نريد‭ ‬من‭ ‬صحافتنا‭ ‬وكتابنا‭ ‬ومجتمعنا‭ ‬كله‭ ‬أن‭ ‬يتكاتف‭ ‬ويعمل‭ ‬ضمن‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬شاملة‭ ‬وحيوية‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬وخلال‭ ‬الإنجاز‭ ‬تقع‭ ‬بعض‭ ‬الأخطاء‭ ‬وتحدث‭ ‬بعض‭ ‬التجاوزات‭ ‬ويحدث‭ ‬بعض‭ ‬التقصير،‭ ‬وهنا‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نتحسس‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬والكتاب‭ ‬بحجة‭ ‬الوضع‭ ‬الخاص‭ ‬والمرحلة‭ ‬الطارئة،‭ ‬بالعكس‭ ‬وعلى‭ ‬النقيض‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الدقيقة‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬الكاتب‭ ‬والصحيفة‭... ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬يستغل‭ ‬البعض‭ ‬الإنجازات‭ ‬والنجاحات‭ ‬لإغفال‭ ‬الأخطاء‭ ‬وتمريرها‭ ‬بحجة‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن،‭ ‬نحن‭ ‬نقف‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬الذين‭ ‬في‭ ‬الصفوف‭ ‬الأولى‭ ‬يضحون‭ ‬بحياتهم‭ ‬وندعم‭ ‬كل‭ ‬ورشة‭ ‬بناء‭ ‬وإعمار‭ ‬وبذات‭ ‬الوقت‭ ‬ننظر‭ ‬بعيون‭ ‬الصحافة‭ ‬الموضوعية‭ ‬التي‭ ‬ترى‭ ‬بعين‭ ‬المكاسب‭ ‬والمنجزات‭ ‬وترى‭ ‬بالعين‭ ‬الأخرى‭ ‬الأخطاء‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تخل‭ ‬بقواعد‭ ‬العمل‭ ‬الصحافي‭ ‬الموضوعي‭ ‬ولا‭ ‬مسؤولية‭ ‬القلم‭ ‬والكلمة‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الفاعل‭ ‬للكلمة‭ ‬الحرة‭ ‬وهي‭ ‬تجسد‭ ‬الوعي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬بفضل‭ ‬دور‭ ‬الكتاب‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭.. ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬وهو‭ ‬نبراسنا‭ ‬تجاه‭ ‬مجتمعنا‭ ‬وتجاه‭ ‬الكلمة‭ ‬ونحو‭ ‬مكاسب‭ ‬وطننا‭ ‬الذي‭ ‬بنيناه‭ ‬بعرق‭ ‬وجهد‭ ‬وتضحيات‭ ‬الأوائل‭ ‬الذين‭ ‬حملوا‭ ‬مشعل‭ ‬الحرية‭ ‬والتنوير‭ ‬ولحق‭ ‬بهم‭ ‬الأبناء‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬الكلمة‭ ‬حائط‭ ‬الصد‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬وأمن‭ ‬بلادنا‭.‬

 

تنويرة‭: ‬

لا‭ ‬تسرع‭ ‬وقت‭ ‬البطء‭ ‬ولا‭ ‬تبطئ‭ ‬وقت‭ ‬السرعة‭.‬