مفهوم التسويق الوردي

| رائد البصري

التسويق‭ ‬الوردي‭ ‬PANK‭- ‬MARKTINING‭ ‬ويعنى‭ ‬بكافة‭ ‬الأنشطة‭ ‬التسويقية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الشركة‭ ‬التجارية‭ ‬عندما‭ ‬تستهدف‭ ‬بمنتجاتها‭ ‬شريحة‭ ‬الإناث‭ ‬وتقوم‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأنشطة‭ ‬التي‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الوسائل‭ ‬بغرض‭ ‬معرفة‭ ‬سلوكها‭ ‬الشرائي‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يناسب‭ ‬المرأة‭ ‬وطريقة‭ ‬تفكيرها‭ ‬لتلبية‭ ‬رغباتها‭ ‬وحاجاتها‭.‬

ويتم‭ ‬تعديل‭ ‬المزيج‭ ‬التسويقي‭ ‬ليلائم‭ ‬المرأة‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬المنتج‭ ‬وتصميمه‭ ‬وتغليفه‭ ‬مروراً‭ ‬بأسلوب‭ ‬التسعير‭ ‬وطرق‭ ‬الترويج‭ ‬المناسبة‭ ‬واستخدام‭ ‬القنوات‭ ‬الإعلانية‭ ‬والرسالة‭ ‬المصممة‭ ‬خصيصاً‭ ‬لمخاطبة‭ ‬المرأة‭. ‬ونظرا‭ ‬لاختلاف‭ ‬الطبيعة‭ ‬النفسية‭ ‬للمرأة‭ ‬عن‭ ‬الرجل‭ ‬تختلف‭ ‬معها‭ ‬دوافع‭ ‬الشراء‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬والسلوك‭ ‬الشرائي‭ ‬عامة‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬مؤثرا‭ ‬في‭ ‬المرأة،‭ ‬لذا‭ ‬أولت‭ ‬الشركات‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬للتسويق‭ ‬الوردي‭ ‬لأن‭ ‬النسبة‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬الإنفاق‭ ‬الشرائي‭ ‬تكون‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المرأة‭ ‬لا‭ ‬الرجل‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬تتجلى‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصميم‭ ‬المنتجات‭ ‬وخصائصها‭ ‬وتغليفها‭ ‬من‭ ‬لون‭ ‬وشكل‭ ‬وأحجام‭ ‬وسعر‭ ‬وطرق‭ ‬إعلان‭ ‬وتصاميم‭ ‬وأساليب‭ ‬ترويج‭ ‬وحتى‭ ‬طريقة‭ ‬الاستماع‭ ‬لملاحظات‭ ‬وأفكار‭ ‬الزبائن‭ ‬بخصوص‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭.‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬التسويق‭ ‬الوردي‭ ‬على‭ ‬بيع‭ ‬المنتجات‭ ‬للمرأة‭ ‬بل‭ ‬يشمل‭ ‬المنتجات‭ ‬الموجهة‭ ‬للرجل‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬المرأة‭ ‬مؤثراً‭ ‬كبيراً‭ ‬في‭ ‬القرار‭ ‬الشرائي‭ ‬وكذلك‭ ‬منتجات‭ ‬الأطفال‭ ‬وغيرها‭ ‬وما‭ ‬يختص‭ ‬بشئون‭ ‬العائلة‭ ‬كونها‭ ‬هي‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬الشرائي،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬التسويق‭ ‬الوردي‭ ‬استخدام‭ ‬اللون‭ ‬الوردي‭ ‬في‭ ‬التصميم‭ ‬المنتج‭ ‬والإعلانات‭ ‬فحسب‭ ‬فهذا‭ ‬خطأ‭ ‬شائع‭.‬

فالمرأة‭ ‬هي‭ ‬المسئولة‭ ‬عن‭ ‬المنزل‭ ‬وعن‭ ‬الأسرة‭ ‬وعن‭ ‬الأطفال‭ ‬وعن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬لذا‭ ‬ليس‭ ‬بمستغرب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬صانعة‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬ظهر‭ ‬مصطلح‭ ‬“التسويق‭ ‬الوردي‭ ‬Pink Marketing”‭ ‬أو‭ ‬“التسويق‭ ‬إلى‭ ‬المرأة”‭.‬

وتشير‭ ‬بيانات‭ ‬متعددة‭ ‬سيطرة‭ ‬المرأة‭ ‬على‭ ‬الإنفاق،‭ ‬من‭ ‬نظيرها‭ ‬الرجل،‭ ‬وعلى‭ ‬عكس‭ ‬الصورة‭ ‬النمطية‭ ‬الشائعة‭ ‬عن‭ ‬النساء‭ ‬أنهن‭ ‬مهتمات‭ ‬بشراء‭ ‬السلع‭ ‬الترفيهية‭ ‬كمستحضرات‭ ‬التجميل‭ ‬والملابس،‭ ‬إنما‭ ‬أظهرت‭ ‬الإحصائيات‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬صاحبة‭ ‬النصيب‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬شراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬السلع‭ ‬الهامة‭ ‬كالمنازل‭ ‬والحواسيب‭ ‬والعناية‭ ‬الصحية‭ ‬والسيارات‭ ‬والخدمات‭ ‬البنكية‭ ‬والأغذية‭ ‬والسفر‭.‬

وقد‭ ‬بدأ‭ ‬المفهوم‭ ‬يؤتي‭ ‬ثماره‭ ‬استناداً‭ ‬على‭ ‬إحصائيات‭ ‬كثيرة‭ ‬راقبت‭ ‬سلوكيات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الشراء‭ ‬والتسوق‭. ‬وتشير‭ ‬الأرقام‭ ‬أن‭ ‬85‭ % ‬من‭ ‬العمليات‭ ‬الشرائية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬نساء‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬الإنفاق‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬والتجاري‭ ‬وتنفق‭ ‬النساء‭ ‬حوالي‭ ‬200‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬السيارات‭ ‬الجديدة‭ ‬وخدمات‭ ‬الصيانة‭ ‬المرافقة‭ ‬لها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬58‭ % ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬والسلع‭ ‬المختلفة‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأثاث‭ ‬والديكور‭ ‬والإكسسوارات‭ ‬المنزلية‭ ‬وتزداد‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬على‭ ‬الشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬المتاجر‭ ‬الإفتراضية‭. ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬المحلي‭ ‬تشير‭ ‬آخر‭ ‬الاحصائيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ (‬مصرف‭ ‬البحرين‭ ‬المركزي‭) ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬استخداماً‭ ‬للبطاقات‭ ‬الائتمانية‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬الشراء‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬القوة‭ ‬الشرائية‭ ‬للمرأة‭ ‬ومما‭ ‬يؤكد‭ ‬تنامي‭ ‬“مفهوم‭ ‬التسويق‭ ‬الوردي”‭. ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬سابقاً‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬من‭ ‬91‭ % ‬من‭ ‬السيدات‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المعمورة‭ ‬يشتكين‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬المعلنين‭ ‬والمسوقين‭ ‬لا‭ ‬يفهمونهن‭ ‬ولا‭ ‬يعرفون‭ ‬أذواقهن‭!. ‬فماذا‭ ‬لو‭ ‬استمع‭ ‬المعلنون‭ ‬والتجار‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭ ‬للنساء‭ ‬وصغوا‭ ‬لهن‭ ‬جيداً،‭ ‬فكيف‭ ‬إذاً‭ ‬ستكون‭ ‬النتيجة‭ ‬أو‭ ‬المحصلة‭ ‬النهائية‭ ‬للمبيعات؟‭.‬