أرقام تصنعُ البَحرين.. رِيادةُ في الطبِ وَاْلخَدمَات الصحية (1)

| د. حسين المهدي

نعرض‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مقالنا‭ ‬هذا‭ ‬تطور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬تَميزت‭ ‬بْرِيادِتها‭ ‬فيِ‭ ‬مَجالات‭ ‬عدة‭ ‬منذ‭ ‬نحو‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬وأشرنا‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬التعليمي‭ ‬وتنمية‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬مقالنا‭ ‬السابق،‭ ‬ونسلط‭ ‬اليوم‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬نمو‭ ‬القطاع‭ ‬الطبي‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬ستينياته،‭ ‬ثم‭ ‬نكمل‭ ‬لاحقاً،‭ ‬في‭ ‬القسم‭ ‬الثاني‭ ‬التحديثات‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬منذ‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭ ‬حتى‭ ‬وقتنا‭ ‬الحاضر‭.‬

شهدت‭ ‬عشرينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬انطلاق‭ ‬النشاط‭ ‬الطبي‭ ‬والصحي‭ ‬المُنظم،‭ ‬عندما‭ ‬أمر‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬بتعيين‭ ‬الدكتور‭ ‬بِندَركار،‭ ‬وافتتاح‭ ‬عيادته‭ ‬بالمحرق،‭ ‬كأول‭ ‬طبيب‭ ‬هندي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1925م‭ ‬“لمُعالجة‭ ‬البحارة‭ ‬والغاصة‭ ‬في‭ ‬مَغاصاتهم”‭.‬

وَبعد‭ ‬سبعة‭ ‬عشر‭ ‬عاماً،‭ ‬تم‭ ‬افتتاح‭ ‬أول‭ ‬مستشفى،‭ ‬بالنعيم‭ ‬بالعاصمة‭ ‬المنامة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1942م،‭ ‬ثُم‭ ‬مستشفى‭ ‬السلمانية،‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1958م،‭ ‬في‭ ‬عَهد‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬الشيخ‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬آنذاك،‭ ‬مْشكِلاً‭ ‬انطلاقة‭ ‬للنمو‭ ‬المعزز‭ ‬للصحة‭ ‬العامة‭ ‬الحديثة،‭ ‬ثُم‭ ‬التحق‭ ‬أول‭ ‬طبيبٍ‭ ‬بحريني‭ ‬بِالخدمات‭ ‬الطبية،‭ ‬وَهو‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬فخرو،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬افتِتاح‭ ‬هذا‭ ‬المُستشفى‭. ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬فيِ‭ ‬تاريخ‭ ‬التعدادات‭ ‬السكانية‭ ‬للبحرين‭ - ‬أولاها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1941م،‭ ‬وثانيها،‭ ‬بعد‭ ‬9‭ ‬أعوام،‭ ‬وَثالثُها‭ ‬في‭ ‬1959م‭ ‬–‭ ‬عَرض‭ ‬التعداد‭ ‬الرابع‭ ‬لِعام‭ ‬1965م‭ ‬لـ‭ ‬“دائرة‭ ‬المالية‭ ‬لحكومة‭ ‬البحرين”،‭ ‬تم‭ ‬عقد‭ ‬مقارنة‭ ‬تحليلية‭ ‬شاملة،‭ ‬بتوفير‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أعضاء‭ ‬“الهيئة‭ ‬الطبية”،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬التقدُم‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تحقيقه‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬هذه‭ ‬الخدمات،‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التعداد‭ ‬الثالث‭ ‬والرابع،‭ ‬بارتفاع‭ ‬مجموع‭ ‬العاملين‭ ‬فيه،‭ ‬بِنحو‭ ‬الثلثين،‭ ‬واستحواذ‭ ‬“الطبيبات‭ ‬المُؤهلات”‭ ‬على‭ ‬نصيب‭ ‬الأسد‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬وبلغ‭ ‬عددُهن‭ ‬65‭ ‬طبيبة،‭ ‬عاكساً‭ ‬ما‭ ‬وَصلت‭ ‬إليه‭ ‬مُساهمة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الطبابة‭ ‬في‭ ‬مُنتصف‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭.‬

واليوم،‭ ‬اطلعت‭ ‬على‭ ‬“مقتطفات‭ ‬المنتدى‭ ‬الإلكتروني‭ (‬الطبي‭) ‬وعرض‭ ‬تجربة‭ ‬البحرين‭ ‬وَتوثيقها‭ ‬بين‭ ‬الأوساط‭ ‬العلمية”،‭ ‬الذي‭ ‬أعلن‭ ‬خلاله،‭ ‬تحقيق‭ ‬البحرين‭ ‬الريادة،‭ ‬أيضاً‭ ‬بحصدها‭ ‬أَعلى‭ ‬معدل‭ ‬لفحوصات‭ ‬كورونا‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬Per Capita Testing‭.‬