وقت الأزمات يظهر معدن البحريني
| بدور عدنان
بحسب الإحصائيات والبيانات الصادرة عن الجهات الرسمية، فإن شريحة كبيرة من المصابين بفيروس كورونا في البحرين اليوم من العمال الأجانب، وتعمل فئة كبيرة منهم في شركات ومؤسسات كبرى لها دورها الحيوي في مختلف القطاعات بالمملكة. الوضع الحالي - والإحصائيات التي تدل على تزايد معدل الإصابة بين هذه الفئة - أجبر العديد من الشركات على عزل جميع الموظفين الأجانب لديها في مسكنهم، ولضمان سير العمل قامت هذه المؤسسات بمضاعفة العمل على العمال البحرينيين لديها، حتى بات البحريني يعمل ضعف السابق لتغطية النقص والفراغ الذي تسبب به عزل العامل الأجنبي، وبدوره قام العامل البحريني بواجبه الوظيفي تجاه مؤسسته بالإضافة إلى واجبه الوطني تجاه وطنه على أكمل وجه، فلم يتهرب أو يتعذر بل تقبل الوضع وأظهر رباطة جأش وقدرة عالية على التعامل مع هذا الضغط.
العديد من أرباب العمل كان ينتقص من البحريني، وكثيراً ما كان يوصمه بالبلادة والكسل والتسيب، وبذلك كان يبرر استقطاب الأجانب وتفضيلهم في أغلب الأحيان على الموظف البحريني، لكن اليوم أثبت البحريني طيب معدنه وأصله خلال هذه الأزمة، فقام بكل ما يلزم لضمان سير العمل وعدم تأثر المنظومة المؤسسية جراء النقص حتى إن كان على حساب نفسه وصحته ووقته.
نعلم أن ما أصاب هذه الفئة من الأجانب بلاء، وندعوا البارئ أن يمن عليهم بالصحة والعافية، لكن لربما ما حدث وقفة تستحق منا الالتفات للبحريني الذي مازال يثبت المرة تلو الأخرى إخلاصه وتفانيه في الأزمات والشدائد، كما أتمنى أن تقدر تضحيات البحريني لا أن يتم تجاهله وتنكر تضحياته ويعود الوضع لسيرته الأولى.
معدن البحريني ذهب غير معرض للاهتراء أو الصدأ ذلك ما يوقنه الجميع دون استثناء فكل ما يقدم من مسوغات ومبررات لاستقطاب العامل الأجنبي مجرد أعذار واهية أثبتت الأزمة اليوم مدى ركاكتها فالبحريني دحض اليوم بتضحياته كل تلك الافتراءات وسيل التهم التي كانت توجه له، فللبحريني منا ألف تحية.