زبدة القول

وداعا عوض هاشم

| د. بثينة خليفة قاسم

الدكتور‭ ‬عوض‭ ‬هاشم،‭ ‬أستاذ‭ ‬الإعلام‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬سيبقى‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬كإعلامي‭ ‬له‭ ‬بصمة‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬ميدان‭ ‬الإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬‮٤٠‬‭ ‬عاما‭. ‬“دقات‭ ‬قلب‭ ‬المرء‭ ‬قائلة‭ ‬له‭... ‬إن‭ ‬الحياة‭ ‬دقائق‭ ‬وثواني،‭ ‬فاطلب‭ ‬لنفسك‭ ‬بعد‭ ‬موتك‭ ‬ذكرها‭... ‬فالذكر‭ ‬للإنسان‭ ‬عمر‭ ‬ثاني”‭.‬

وقد‭ ‬طلب‭ ‬الدكتور‭ ‬عوض‭ ‬هاشم‭ ‬لنفسه‭ ‬ذكرها‭ ‬بما‭ ‬قدمه‭ ‬خلال‭ ‬سنين‭ ‬عمره‭ ‬من‭ ‬عطاءات‭ ‬كثيرة‭ ‬للإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬المهنية‭ ‬والأكاديمية،‭ ‬فقد‭ ‬قدم‭ ‬الكثير‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الإذاعية‭ ‬والتلفزيونية‭ ‬وتتلمذ‭ ‬على‭ ‬يديه‭ ‬الكثيرون‭ ‬خلال‭ ‬عمله‭ ‬بالإذاعة‭ ‬والتلفزيون‭ ‬بالبحرين،‭ ‬وقد‭ ‬أحب‭ ‬الدكتور‭ ‬عوض‭ ‬هاشم‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬بصدق،‭ ‬وأحسسنا‭ ‬جميعا‭ ‬بهذا‭ ‬الحب‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أتى‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬العروبة‭ ‬لكي‭ ‬يعيش‭ ‬بيننا‭ ‬ويصبح‭ ‬واحدا‭ ‬مننا‭. ‬

تعرفت‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل‭ ‬ووجدت‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬تعاون‭ ‬واحترام‭ ‬واستعداد‭ ‬دائم‭ ‬لتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يريد،‭ ‬تعلمت‭ ‬منه‭ ‬الكثير‭ ‬ولم‭ ‬يبخل‭ ‬علي‭ ‬أبدا‭ ‬بتقديم‭ ‬خبرته‭ ‬الإعلامية‭ ‬الطويلة،‭ ‬كان‭ ‬لطيفا‭ ‬كالنسيم‭ ‬وراقيا‭ ‬وعفيفا‭ ‬في‭ ‬تعاملاته‭ ‬فسكن‭ ‬قلوب‭ ‬الجميع‭.‬

وقد‭ ‬انتقل‭ ‬الدكتور‭ ‬عوض‭ ‬هاشم‭ ‬إلى‭ ‬جوار‭ ‬ربه‭ ‬بعد‭ ‬رحلة‭ ‬عطاء‭ ‬طويلة،‭ ‬وهذه‭ ‬هي‭ ‬سنة‭ ‬الحياة،‭ ‬فراق‭ ‬بعد‭ ‬جمع‭ ‬واكتمال‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬كلماتي‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تلقيت‭ ‬نبأ‭ ‬رحيله‭ ‬الحزين‭ ‬هو‭ ‬ترديد‭ ‬هذين‭ ‬البيتين‭ ‬من‭ ‬الشعر‭: ‬“ما‭ ‬عاش‭ ‬من‭ ‬عاش‭ ‬مذموما‭ ‬خصائله‭... ‬ولم‭ ‬يمت‭ ‬من‭ ‬مات‭ ‬بالخير‭ ‬مذكورا”‭. ‬الإعلام‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬مكوناته‭ ‬سيفتقد‭ ‬الدكتور‭ ‬عوض‭ ‬هاشم‭ ‬صاحب‭ ‬البصمة‭ ‬وصاحب‭ ‬العطاء‭ ‬الطويل،‭ ‬فرحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬جزاء‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬للكثيرين‭ ‬خلال‭ ‬رحلته‭. ‬

“وكل‭ ‬ابن‭ ‬أنثى‭ ‬وإن‭ ‬طالت‭ ‬سلامته‭... ‬يوما‭ ‬على‭ ‬آلة‭ ‬حدباء‭ ‬محمول”‭.‬