صور مختصرة

البحريني والمواقف الإنسانية والخيرية

| عبدالعزيز الجودر

تابعنا‭ ‬حملة‭ ‬التبرعات‭ ‬المباركة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬للتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وهاهي‭ ‬بشائر‭ ‬الخير‭ ‬والبركة‭ ‬تنهمر‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬والشركات‭ ‬والأفراد‭ ‬عبر‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للمؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬استجابة‭ ‬للطلبات‭ ‬المتصاعدة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والبحرينيين‭ ‬المتضررين،‭ ‬وفوق‭ ‬ذلك‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التاريخية‭ ‬والتكافل‭ ‬والتلاحم‭ ‬والتعاضد‭ ‬واللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬والوقوف‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭.‬

في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تعتبر‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الناجعة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬المباركة‭ ‬من‭ ‬الجميع،‭ ‬دولة‭ ‬وحكومة‭ ‬ومجتمعا،‭ ‬استوقفتني‭ ‬كغيري‭ ‬تلك‭ ‬الفيديوهات‭ ‬والمشاهد‭ ‬التي‭ ‬تتداول‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬بعفوية‭ ‬ومشاركة‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الإنسانية‭ ‬والخيرية‭ ‬لأولئك‭ ‬البسطاء‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الأوفياء‭ ‬المخلصين‭ ‬أصحاب‭ ‬المهن‭ ‬والمشاريع‭ ‬المتواضعة،‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬من‭ ‬أمثال‭ ‬باعة‭ ‬الأسماك‭ ‬على‭ ‬قارعة‭ ‬الطرق‭ ‬وأصحاب‭ ‬الأكشاك‭ ‬التي‭ ‬تبيع‭ ‬المنتوجات‭ ‬والأكلات‭ ‬الشعبية‭ ‬مثل‭ ‬“النفيش‭ ‬والعسكريم‭ ‬والذرة”،‭ ‬والإسراع‭ ‬بالمساهمة‭ ‬بمدخولهم‭ ‬اليومي‭ ‬البسيط‭ ‬لدعم‭ ‬حملة‭ ‬التبرعات‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القصص‭ ‬المؤثرة،‭ ‬فمنهم‭ ‬من‭ ‬قام‭ ‬بكسر‭ ‬حصالته‭ ‬وأخرج‭ ‬ما‭ ‬بداخلها‭ ‬من‭ ‬مبلغ‭ ‬متواضع‭ ‬دعما‭ ‬للجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬الرامية‭ ‬للتصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭ ‬وإيمانا‭ ‬بمسؤوليتهم‭ ‬تجاه‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها،‭ ‬حقا‭ ‬إنها‭ ‬مواقف‭ ‬وطنية‭ ‬شجاعة‭ ‬ومشرفة‭ ‬تنم‭ ‬عن‭ ‬المعادن‭ ‬الأصيلة‭ ‬والحب‭ ‬والإخلاص‭ ‬لهذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬وشعبها‭ ‬وقيادتها،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬مداخيل‭ ‬هؤلاء‭ ‬اليومية‭ ‬“حدها‭ ‬بدها‭... ‬ولبها‭ ‬أتعيّشهم”‭.‬

في‭ ‬حين‭ ‬نرصد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الملايين‭ ‬والثروات‭ ‬الطائلة‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬“اللي‭ ‬افلوسهم‭ ‬تارسة‭ ‬البنوك‭ ‬وعقاراتهم‭ ‬وأملاكهم‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬الله‭ ‬يبارك‭ ‬لهم‭ ‬فيها”،‭ ‬إلى‭ ‬لحظة‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ ‬لم‭ ‬نشهد‭ ‬منهم‭ ‬أي‭ ‬تحرك‭ ‬يذكر،‭ ‬“حتى‭ ‬بأدنات‭ ‬الدون‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬ذر‭ ‬الرماد‭ ‬في‭ ‬العيون”،‭ ‬“يعني‭ ‬هذوله‭ ‬الأثرياء‭ ‬أحطبّة‭ ‬خضرة‭ ‬تعمي‭ ‬العين‭ ‬ولا‭ ‬تطبخ‭ ‬الغدة”،‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬نقف‭ ‬اليوم‭ ‬مع‭ ‬البحرين‭ ‬وقفة‭ ‬صلبة‭ ‬وصادقة‭ ‬ونضحي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬سلامتها‭ ‬وصحة‭ ‬المواطن‭ ‬وكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬بيننا‭ ‬كي‭ ‬نتخطى‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬المؤقتة‭ ‬فلا‭ ‬خير‭ ‬فينا‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬