رؤيا مغايرة

التعليم عن بعد إنجاز جديد أمام العالم

| فاتن حمزة

ما‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬مؤخراً‭ ‬رئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فوزية‭ ‬زينل،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬النواب،‭ ‬باقتراح‭ ‬برغبة‭ ‬بشأن‭ ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬بتطبيق‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مراحل‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث،‭ ‬كان‭ ‬فعلا‭ ‬قراراً‭ ‬صائباً‭ ‬يصب‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬رغم‭ ‬تأخره،‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬تحسب‭ ‬لهم،‭ ‬وكان‭ ‬تطبيقه‭ ‬فرصة‭ ‬نثبت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬للعالم‭ ‬قدراتنا‭ ‬وحجم‭ ‬إمكانياتنا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

على‭ ‬دولنا‭ ‬التحرر‭ ‬من‭ ‬الصور‭ ‬النمطية‭ ‬في‭ ‬تلقي‭ ‬التعليم،‭ ‬فنحن‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬حصر‭ ‬التعليم‭ ‬فيه‭ ‬بعنصر‭ ‬المكان‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬العملية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬حضور‭ ‬الطالب،‭ ‬لذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نفكر‭ ‬جدياً‭ ‬في‭ ‬الاستعاضة‭ ‬بهذه‭ ‬البدائل‭ ‬عن‭ ‬الطرق‭ ‬التقليدية‭.‬

ولا‭ ‬ينقضي‭ ‬تعجبي‭ ‬من‭ ‬تأخر‭ ‬هذه‭ ‬المسائل‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬سائر‭ ‬المسائل،‭ ‬ويجب‭ ‬تشريعه‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬ضوابط،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬أزمات‭ ‬لنفكر‭ ‬في‭ ‬تبني‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نفعلها‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬نمطاً‭ ‬جديداً‭ ‬في‭ ‬المسائل‭ ‬النظرية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ترتبط‭ ‬بعنصر‭ ‬المكان،‭ ‬لنواكب‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬بل‭ ‬نسبقها‭ ‬باستثمار‭ ‬طاقاتنا‭ ‬ومقدراتنا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭.‬

نجدد‭ ‬الشكر‭ ‬لرئيسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬على‭ ‬مقترحها‭ ‬ونشكر‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬مساندة‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬ومشاركته‭ ‬أزمته‭ ‬والسعي‭ ‬لدعمه‭ ‬وحل‭ ‬مشكلاته،‭ ‬ونكرر‭ ‬شكرنا‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬وجميع‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬جهودهم‭ ‬الحثيثة‭ ‬وتضحياتهم‭ ‬المستمرة‭ ‬وصمودهم‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬وكيفية‭ ‬محاربته،‭ ‬فعلا‭ ‬نعجز‭ ‬أن‭ ‬نوفيهم‭ ‬حقهم‭ ‬في‭ ‬مقال‭. ‬

كما‭ ‬نشكر‭ ‬قيادتنا‭ ‬الرشيدة‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬على‭ ‬اهتماماته‭ ‬التي‭ ‬وسعت‭ ‬جميع‭ ‬زوايا‭ ‬وشؤون‭ ‬الوطن‭ ‬وجميع‭ ‬أفراده،‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬دوره‭ ‬في‭ ‬تسيير‭ ‬العملية‭ ‬التعليمية‭ ‬والصحية‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬وجل‭ ‬خطواته‭ ‬حسنات‭ ‬مغمورة‭ ‬في‭ ‬بحور‭ ‬اهتمام‭ ‬جلالته‭ ‬وعطاءه‭.‬

وختاما‭ ‬وددت‭ ‬تقديم‭ ‬كلمة‭ ‬عتب‭ ‬لبعض‭ ‬التجار‭ ‬وبعض‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬وبعض‭ ‬المدارس‭ ‬الخاصة‭... ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يساهموا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬بالوقوف‭ ‬مع‭ ‬الوطن‭ ‬والمواطن،‭ ‬أو‭ ‬كانت‭ ‬مساهماتهم‭ ‬ضيقة‭ ‬مقارنة‭ ‬بإمكانياتهم‭ ‬وحجم‭ ‬مكاسبهم‭ ‬رغم‭ ‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬البلاد‭.‬