ما وراء الحقيقة

أبواق العثمانيين

| د. طارق آل شيخان الشمري

أغلقت‭ ‬الرياض‭ ‬مؤخرا‭ ‬موقع‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬الأناضول‭ ‬التركية،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬متوقع،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬إغلاق‭ ‬الموقع‭ ‬جاء‭ ‬كرسالة‭ ‬تتدرج‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات،‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬المعادية‭ ‬لم‭ ‬تنته‭ ‬من‭ ‬سياستها‭ ‬المضادة‭ ‬للبلد‭. ‬

فوكالة‭ ‬أنباء‭ ‬الأناضول‭ ‬تعتبر‭ ‬أسوأ‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬إسلامية‭ ‬أساءت‭ ‬لنا‭ ‬كعرب‭ ‬مسلمين،‭ ‬وتعتبر‭ ‬أسوأ‭ ‬موقع‭ ‬إخباري‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬تفتيت‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والمجتمع‭ ‬العربي‭ ‬وشرائحه،‭ ‬تحت‭ ‬مسميات‭ ‬درجت‭ ‬قناة‭ ‬الجزيرة‭ ‬وأختها‭ ‬قناة‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬استخدامها‭ ‬كحرية‭ ‬التعبير‭ ‬والديمقراطية‭ ‬والرأي‭ ‬الحر‭ ‬والصحافة‭ ‬الاستقصائية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المصطلحات‭ ‬والمسميات‭ ‬التي‭ ‬تستخدمها،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تعتبر‭ ‬أسوأ‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬المصداقية‭ ‬والحقيقة‭ ‬المجردة‭. ‬فمثلا،‭ ‬بخصوص‭ ‬مقتل‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالصحافي‭ ‬السعودي‭ ‬جمال‭ ‬خاشقجي،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬الكذب‭ ‬والتدليس‭ ‬والفبركات‭ ‬والحملات‭ ‬السياسية‭ ‬والإعلامية‭ ‬التي‭ ‬رسمتها‭ ‬الإدارة‭ ‬العثمانية‭ ‬وسياسة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والتحريض‭ ‬ضدها،‭ ‬كون‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬ليست‭ ‬قنوات‭ ‬رسمية‭ ‬تركية‭. ‬بمعنى‭ ‬أنها‭ ‬تستخدم‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬للاستمرار‭ ‬بسياسة‭ ‬استهداف‭ ‬الرياض،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقول‭ ‬أحد‭ ‬إن‭ ‬الإدارتين‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬تديران‭ ‬هذه‭ ‬الحملات،‭ ‬طبعا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬القنوات‭ ‬والصحف‭ ‬غير‭ ‬رسمية‭ ‬ولا‭ ‬تخضع‭ ‬رسميا‭ ‬للإدارة‭ ‬التركية‭ ‬وإدارة‭ ‬96‭ ‬القطرية‭. ‬

لكن‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬الأناضول‭ ‬الرسمية‭ ‬بتدشين‭ ‬حملات‭ ‬سياسية‭ ‬وإعلامية‭ ‬ضد‭ ‬السعودية‭ ‬بشكل‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬بقية‭ ‬المواقع‭ ‬والصحف‭ ‬التابعة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬للإدارتين،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬السافر‭ ‬بالشؤون‭ ‬العربية‭ ‬وتزييف‭ ‬الحقائق،‭ ‬بشكل‭ ‬أقذر‭ ‬وأسوأ‭ ‬مما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬وكالات‭ ‬الأنباء‭ ‬والأبواق‭ ‬التابعة‭ ‬للدول‭ ‬الديكتاتورية،‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أبدا‭ ‬السكوت‭ ‬عليه،‭ ‬وأمر‭ ‬حسن‭ ‬ذاك‭ ‬الذي‭ ‬فعلته‭ ‬الرياض‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة‭.‬

يبدو‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬التركية‭ ‬لم‭ ‬تتعظ‭ ‬من‭ ‬هزائمها‭ ‬أمام‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬فكما‭ ‬أنهينا‭ ‬حلم‭ ‬الاحتلال‭ ‬العثماني‭ ‬القذر‭ ‬من‭ ‬مخيلة‭ ‬فرعون‭ ‬تركيا،‭ ‬سنرغمه‭ ‬أيضا‭ ‬على‭ ‬خسارة‭ ‬مكانته‭ ‬وتاريخه‭ ‬السياسي‭ ‬بالقريب‭ ‬العاجل،‭ ‬فنحن‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬أيها‭ ‬العثمانيون‭ ‬أصحاب‭ ‬حضارة‭ ‬وتاريخ‭ ‬وهوية‭ ‬وعزة‭ ‬وكبرياء‭ ‬ولسنا‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭.‬