لمحات

حملة فينا خير

| د.علي الصايغ

تتجلى‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬الصعبة‭ ‬عزوم‭ ‬الرجال،‭ ‬ونخوة‭ ‬الأوفياء،‭ ‬وقد‭ ‬سطرت‭ ‬حملة‭ ‬فينا‭ ‬خير‭ ‬أنموذجاً‭ ‬لهذا‭ ‬الوفاء،‭ ‬والتكاتف‭ ‬المعهود‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬طوائفهم،‭ ‬وتوجهاتهم،‭ ‬ومعتقداتهم،‭ ‬وأفكارهم،‭ ‬وآرائهم،‭ ‬فقد‭ ‬وقفوا‭ ‬صفا‭ ‬واحدا‭ ‬للمساهمة‭ ‬بما‭ ‬يستطيعون‭ ‬عوناً‭ ‬للبحرين‭ ‬في‭ ‬محنتها‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬تكاتف‭ ‬الجهود‭ ‬كافة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬حقيقة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬في‭ ‬خطابه‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬فيديو‭ ‬خاص‭ ‬مسجل‭ ‬بكل‭ ‬عفوية‭ ‬وذوق؛‭ ‬إذ‭ ‬يتضمن‭ ‬أفضل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عن‭ ‬البحرين،‭ ‬ومكانتها‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬البحرينيين،‭ ‬وما‭ ‬يشكله‭ ‬هذا‭ ‬التعاضد‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬المحن‭ ‬والشدة‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬عظيم‭ ‬يجزى؛‭ ‬باعتباره‭ ‬وفاء‭ ‬للوطن‭ ‬المعطاء‭.‬

 

إنَّ‭ ‬حجم‭ ‬الإقبال،‭ ‬وعدد‭ ‬المتبرعين‭ ‬حتى‭ ‬كتابة‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬مدعاة‭ ‬للفخر،‭ ‬وإثبات‭ ‬أن‭ ‬البحرينيين‭ ‬توحدهم‭ ‬الأفراح‭ ‬والأتراح،‭ ‬وأن‭ ‬تماسكهم،‭ ‬وتوادهم،‭ ‬وحبهم‭ ‬لعمل‭ ‬الخير،‭ ‬ومساعدة‭ ‬الآخر،‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬له،‭ ‬جزء‭ ‬متأصل‭ ‬في‭ ‬صفات‭ ‬كل‭ ‬بحريني،‭ ‬وفي‭ ‬تركيبته‭ ‬الخاصة،‭ ‬التي‭ ‬نسجتها‭ ‬تعاليم‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف،‭ ‬والأخلاقيات‭ ‬التي‭ ‬تربوا‭ ‬عليها،‭ ‬ولطالما‭ ‬ميزت‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬حتى‭ ‬أصبحوا‭ ‬مضرباً‭ ‬للأمثال‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكرم‭ ‬والطيبة‭ ‬ودماثة‭ ‬الأخلاق،‭ ‬وبكل‭ ‬تأكيد،‭ ‬ودون‭ ‬أدنى‭ ‬شك،‭ ‬سيستمر‭ ‬هذا‭ ‬العطاء‭ ‬حتى‭ ‬تنقشع‭ ‬الغمة‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬الغالية،‭ ‬وترجع‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهدها،‭ ‬بل‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بعون‭ ‬الله‭.‬