ملتزمون من أجل البحرين

| عبدعلي الغسرة

بقدر‭ ‬ما‭ ‬يؤلم‭ ‬الوجع‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يُمثل‭ ‬مصدر‭ ‬قوة‭ ‬تُضيف‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬قدرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬بنفسه‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬التحمل،‭ ‬وتجعله‭ ‬يسير‭ ‬بخطى‭ ‬واثقة‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬ما‭ ‬يصبو‭ ‬إليه،‭ ‬ولا‭ ‬يرى‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوجع‭ ‬سوادًا‭ ‬بل‭ ‬ينتظر‭ ‬منه‭ ‬ميلادًا‭ ‬يشع‭ ‬فجرا‭ ‬جديدا‭ ‬لبدء‭ ‬حياة‭ ‬جديدة‭ ‬لتنتهي‭ ‬تجربة‭ ‬بدأت‭ ‬منذُ‭ ‬أشهر‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬البشرية‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬يتعاضد‭ ‬الجميع‭ ‬وتجتمع‭ ‬القلوب‭ ‬ليتشاركوا‭ ‬صناعة‭ ‬الأمل‭ ‬وشحذ‭ ‬العزيمة،‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الاستثنائي‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والحكومة‭ ‬والمواطنون‭ ‬يعملون‭ ‬معًا‭ ‬لإزالة‭ ‬كل‭ ‬العقبات‭ ‬والتحديات،‭ ‬ويتعاملون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬بكل‭ ‬ثقة‭ ‬وقدرة‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬تبعاتها‭ ‬والالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬وتنفيذ‭ ‬التعليمات‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬العامة‭ ‬والخاصة،‭ ‬والقدرة‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬منافع‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬بالجلوس‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬لتحقيق‭ ‬السلامة‭ ‬للجميع‭.‬

القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والحكومة‭ ‬والمواطنون‭ ‬يتخندقون‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬جبهة‭ ‬واحدة‭ ‬لاجتثاث‭ ‬الفيروس،‭ ‬ليشكلوا‭ ‬سدًا‭ ‬منيعًا‭ ‬لوقاية‭ ‬البحرين‭ ‬وشعبها‭ ‬وتحصينه‭ ‬صحيًا‭ ‬ورفع‭ ‬مستواه‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وضمان‭ ‬عدم‭ ‬تأثره،‭ ‬فجهود‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬وسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬وفريق‭ ‬البحرين‭ ‬والأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬والمتطوعين‭ ‬وجميع‭ ‬المواطنين‭ ‬ساعدت‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬البحرين‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬الالتزام‭ ‬يتطلب‭ ‬منا‭ ‬جميعًا‭ ‬كشركاء‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬إجراء‭ ‬متغيرات‭ ‬إدارية‭ ‬واجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬تحديات‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المتغيرات‭ ‬ما‭ ‬اتخذته‭ ‬الحكومة‭ ‬المُوقرة‭ ‬من‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬السريعة‭ ‬والحاسمة‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الوباء‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬ومجتمع‭ ‬الأعمال،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬اتخاذ‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬صحية‭ ‬ومالية،‭ ‬وهذا‭ ‬الالتزام‭ ‬أساسه‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬والشعب‭ ‬وبما‭ ‬يتحلى‭ ‬به‭ ‬الشعب‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬وعي‭ ‬اجتماعي،‭ ‬وبتكاتفه‭ ‬وبتعاون‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لخدمة‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬العابر،‭ ‬وهو‭ ‬السلاح‭ ‬الحقيقي‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬أية‭ ‬أزمة‭.‬

 

إن‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬البحرين‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تلاحم‭ ‬وطني‭ ‬ومجتمعي‭ ‬يُمثل‭ ‬أساسًا‭ ‬قويًا‭ ‬للدولة‭ ‬القوية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الأزمات،‭ ‬والعبور‭ ‬إلى‭ ‬المستقبل‭ ‬الآمن‭ ‬والمزدهر‭ ‬بكل‭ ‬ثقة،‭ ‬وبذلك‭ ‬ستظل‭ ‬البحرين‭ ‬دائمًا‭ ‬الوطن‭ ‬الأسعد‭ ‬بهذا‭ ‬التعاضد‭ ‬والاتحاد‭ ‬لأجل‭ ‬البحرين‭ ‬ومستقبل‭ ‬أجيالنا‭ ‬الأجمل‭ ‬بإذنه‭ ‬تعالى،‭ ‬لذلك‭ ‬نحن‭ ‬ملتزمون‭ ‬يا‭ ‬بحرين‭.‬