الأقدار المرسومة لصالح البحرين

| محمد العثمان

دائما‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬سباقة‭ ‬وفي‭ ‬الطليعة،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬–‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ - ‬سباقا‭ ‬ومبادرا‭ ‬بالمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬قبل‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬على‭ ‬انطلاق‭ ‬ما‭ ‬سمي‭ ‬بثورات‭ ‬الربيع‭ ‬العربي،‭ ‬حيث‭ ‬بادر‭ ‬جلالته‭ ‬وبشجاعة‭ ‬مطلقة‭ ‬وإرادة‭ ‬ذاتية‭ ‬خالصة‭ ‬وأطلق‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬مدماكه‭ ‬الأساس‭ ‬السير‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬الديمقراطية؛‭ ‬وإعادة‭ ‬الحياة‭ ‬البرلمانية‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬الحريات‭ ‬العامة،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الآراء‭ ‬الحرّة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭.‬

ونحن‭ ‬نستعيد‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأحداث‭ ‬أو‭ ‬نعيد‭ ‬ترتيبها‭ ‬سنجد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬كان‭ ‬بإرادة‭ ‬ملكيّة‭ ‬خالصة،‭ ‬حيث‭ ‬شاركنا‭ ‬في‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬بالتصويت‭ ‬في‭ ‬استفتاء‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬يومي‭ ‬14‭ ‬و15‭ ‬فبراير‭ ‬2001‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صدر‭ ‬أمر‭ ‬أميري‭ ‬رقم‭ ‬8‭ ‬لسنة‭ ‬2001،‭ ‬بدعوة‭ ‬المواطنين‭ ‬للاستفتاء‭ ‬على‭ ‬مشروع‭ ‬الميثاق‭ ‬والذي‭ ‬توّج‭ ‬بالموافقة‭ ‬عليه‭ ‬بنسبة‭ ‬98‭,‬4‭ %.‬

وقد‭ ‬شهدنا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬صدور‭ ‬قانون‭ ‬رقم‭ (‬18‭) ‬لسنة‭ ‬2017‭ ‬بشأن‭ ‬العقوبات‭ ‬والتدابير‭ ‬البديلة‭ ‬والتوجيه‭ ‬الملكي‭ ‬بشأن‭ ‬دعم‭ ‬تطبيق‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬لما‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬الاتجاه‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬غاية‭ ‬المنظومة‭ ‬العقابية‭ ‬الإصلاحية،‭ ‬والتي‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأهداف‭ ‬المرجوة‭ ‬من‭ ‬الردع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬دون‭ ‬المساس‭ ‬بحقوق‭ ‬المجني‭ ‬عليهم،‭ ‬وجاء‭ ‬هذا‭ ‬التوجيه‭ ‬وكأنه‭ ‬استباق‭ ‬لأحداث‭ ‬العام‭ ‬‮٢٠٢٠‬‭ ‬التي‭ ‬ابتلي‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬مطلعه‭ ‬بجائحة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ولو‭ ‬تأملنا‭ ‬فإن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلدان‭ ‬أطلقت‭ ‬السجناء‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬أشبه‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬بالفوضوية‭ ‬العشوائية‭ ‬وغير‭ ‬القانونية‭ ‬أحيانا‭.‬

علينا‭ ‬بث‭ ‬الأمل‭ ‬والوعي‭ ‬والتعاون‭ ‬المجتمعي‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬للسير‭ ‬بخطى‭ ‬ثابتة،‭ ‬ليتواكب‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬تطبيقات‭ ‬الدولة‭ ‬السياسة‭ ‬الجنائية‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬استبدلت‭ ‬العقوبات‭ ‬السالبة‭ ‬للحرية‭ ‬قصيرة‭ ‬المدة‭ ‬بعقوبات‭ ‬بديلة‭ ‬واستبدلت‭ ‬الحبس‭ ‬الاحتياطي‭ ‬بالتدابير‭ ‬البديلة‭.‬