أهل البحرين فيهم الخير

| رائد البصري

قبل‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬فقط‭ ‬لو‭ ‬أخبرك‭ ‬أحدهم‭ ‬أنك‭ ‬سترى‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬صعدت‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭ ‬تتقاتل‭ ‬على‭ ‬المناديل‭ ‬والكمامات‭ ‬الوقائية‭ ‬في‭ ‬المتاجر،‭ ‬وسترى‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬تسطو‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬المحملة‭ ‬بالأقنعة‭ ‬والكحول‭ ‬والمساحيق‭ ‬الطبية،‭ ‬وستشاهد‭ ‬رئيس‭ ‬أكبر‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬صاحب‭ ‬سياسة‭ ‬إغلاق‭ ‬الحدود‭ ‬وبناء‭ ‬جدران‭ ‬يطلب‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬الدول،‭ ‬وستجد‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬يظن‭ ‬أنه‭ ‬يستطيع‭ ‬السفر‭ ‬للعلاج‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬بالخارج‭ ‬لا‭ ‬يدري‭ ‬أين‭ ‬يذهب‭ ‬الآن،‭ ‬وأن‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬يقبعون‭ ‬في‭ ‬بيوتهم،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الخروج‭ ‬منها،‭ ‬إذ‭ ‬عُلقت‭ ‬صلاة‭ ‬الجمعة‭ ‬وصلاة‭ ‬الجنازة‭ ‬أصبحت‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬المقابر،‭ ‬وأن‭ ‬جميع‭ ‬دوريات‭ ‬العالم‭ ‬والحفلات‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬والرحلات‭ ‬قد‭ ‬ألغيت،‭ ‬وأن‭ ‬أسرة‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬وأجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬أهم‭ ‬من‭ ‬ترسانات‭ ‬الحروب،‭ ‬فهل‭ ‬كنت‭ ‬ستصدقه؟‭ ‬فكيف‭ ‬تحولت‭ ‬الأنشطة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بخطوط‭ ‬الإنتاج‭ ‬للشركات‭ ‬العالمية‭ ‬الكبرى،‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬علامات‭ ‬وماركات‭ ‬معروفة‭ ‬مثل‭ ‬سيارات‭ ‬مرسيدس‭ ‬وجنرال‭ ‬موتور‭ ‬الشهيرتين‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس،‭ ‬ودور‭ ‬الأزياء‭ ‬الشهيرة‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬ألبسة‭ ‬وقاية‭ ‬للكوادر‭ ‬الطبية،‭ ‬وشركات‭ ‬شرب‭ ‬الكحول‭ ‬والعطور‭ ‬حولت‭ ‬منتجاتها‭ ‬إلى‭ ‬سوائل‭ ‬معقمات‭ ‬صحية‭. ‬أما‭ ‬شركة‭ ‬آبل‭ ‬لصناعة‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬فحولت‭ ‬إنتاجها‭ ‬إلى‭ ‬كمامات‭ ‬طبية،‭ ‬حسب‭ ‬احتياجات‭ ‬قطاعات‭ ‬الصحة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬البلدان‭ ‬وللضرورة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الملحة،‭ ‬التي‭ ‬طغت‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الحياتية‭ ‬للبشر‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وللمساعدة‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الإضرار‭ ‬الناجمة‭ ‬عنه‭.‬

وهنا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬انطلقت‭ ‬“حملة‭ ‬فينا‭ ‬خير”‭ ‬التي‭ ‬دشنها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬رئيس‭ ‬المؤسسة‭ ‬الملكية‭ ‬لأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬بمبلغ‭ ‬سخي‭ ‬قدره‭ ‬مليون‭ ‬دينار،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر،‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬الحملة‭ ‬دعم‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الوباء،‭ ‬والعمل‭ ‬المطلوب‭ ‬اليوم‭ ‬هو‭ ‬وقفة‭ ‬تضامنية‭ ‬تجاه‭ ‬الوطن،‭ ‬ورد‭ ‬الدين‭ ‬الجميل‭ ‬للبحرين‭ ‬ولو‭ ‬بمساهمة‭ ‬متواضعة‭. ‬نعم‭ ‬الحكومة‭ ‬لم‭ ‬تقصر‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬والبنوك‭ ‬والمؤسسات‭ ‬وحتى‭ ‬الأفراد،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬والتسهيلات‭ ‬والإعفاءات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬مبادرات‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية،‭ ‬ولأن‭ ‬ليس‭ ‬مطلوب‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬اليوم‭ ‬صنع‭ ‬أجهزة‭ ‬تنفس‭ ‬ولا‭ ‬معقمات‭ ‬نظافة‭ ‬شخصية‭ ‬ولا‭ ‬بدلات‭ ‬طبية‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬فعلته‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬وإنما‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬المشاهدة‭ ‬العقيمة‭ ‬إلى‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭ ‬والإسهام‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬حملة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التبرع‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭ ‬ودعم‭ ‬الأسر‭ ‬المتضررة‭ ‬من‭ ‬الجائحة‭. ‬فعندما‭ ‬تشاهد‭ ‬عبر‭ ‬قنوات‭ ‬التواصل‭ ‬باعة‭ ‬الأسماك‭ ‬البسطاء‭ ‬في‭ ‬فرشاتهم‭ ‬يبادرون‭ ‬ويتفاعلون‭ ‬مع‭ ‬الحملة‭ ‬ويتبرعون‭ ‬بمد‭ ‬دخلهم‭ ‬اليومي‭ ‬للحملة‭ ‬بصوره‭ ‬معبرة‭ ‬هي‭ ‬أقل‭ ‬ما‭ ‬يقدمه‭ ‬الشباب‭ ‬البحريني‭ ‬المخلص‭ ‬والغيور‭ ‬وأبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الواعين‭  ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الراهنة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الوطن،‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬على‭ ‬خير‭.‬

إن‭ ‬اجتيازنا‭ ‬جميعا‭ ‬هذه‭ ‬المحنة‭ ‬بأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬الممكنة،‭ ‬سنكون‭ ‬نحن‭ ‬الرابحون‭ ‬ولا‭ ‬مكان‭ ‬للتراجع‭. ‬نعم‭ ‬حقا‭ ‬إن‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬فيهم‭ ‬الخير‭ ‬والخير‭ ‬الكثير،‭ ‬والبحرين‭ ‬تستاهل‭.‬

معلومات‭ ‬مهمة‭ ‬تخص‭ ‬تحمل‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬لعبء‭ ‬مكافحة‭ ‬كورونا‭:‬‭ ‬

تكلفة‭ ‬الفحص‭ ‬المختبري‭ ‬للأفراد‭ ‬148‭ ‬دب‭.‬

التكلفة‭ ‬السريرية‭ ‬للمعالجة‭ ‬المصاب‭ ‬لليوم‭ ‬الواحد‭ ‬130‭ ‬دب‭.‬

تكلفة‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد‭ ‬للمصاب‭ ‬في‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬800‭ ‬دب‭.‬

‭(‬المصدر‭:  ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬البحرين‭) .‬