الحمدلله .. والشكر لكم

| عبدالنبي الشعلة

لن نتوقف عن التذكير والثناء والإشادة بقيادتنا الرشيدة وسياساتها الحكيمة كلما سمعنا ورأينا ما تتعرض له وتعانيه شعوب كثيرة كنا نغبطها ونعتقد بأنها أوفر حظا وأكثر تقدمًا منا ، وأن حياتها أكثر أمنا واستقرارا وضمائا من حياتنا ، وإذا بجائحة كورونا ، التي ألمت بنا وبهم ، تفتح عيوننا وتميط اللثام عن ابصارنا وتصحح مفاهيمنا وقناعاتنا ؛ بعد أن كشفت لنا جملة من الحقائق المؤلمة ونحن نرى ، وكلنا ألم ولوعة وأسي ، عشرات الآلاف من رعايا الدول الغربية المتقدمة تلتحق يوميًا بصفوف المصابين بهذا الوباء القاتل ، وآلافا منهم لا يتلقون العلاج اللازم ، وصاروا يموتون يوميًا أيضًا لتبقى جثثهم مكدسة مهملة بعد أن تخلي ذووها عن تسلمها لعجزهم عن دفع تكاليف إزالتها ونقلها وإعدادها للدفن ومواراة التراب . وأنتم لا شك تعلمون أن في الولايات المتحدة ، على سبيل المثال ، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا حتى كتابة هذه الأسطر أكثر من 740 ألف مصاب ، وأن نحو 40 ألفا منهم قد فارقوا الحياة ! ولكن هل تعلمون أن في الولايات المتحدة التي كنا نرفع الأعناق للنظر إليها ، وهي رائدة العالم الغربي وأقوى وأغنى دول العالم وأكثرها تقدمًا ورخاء وأصلبها تمسكا والتزاما بالديمقراطية وحقوق الإنسان ، لا يتمتع الإنسان أو المواطن فيها بشكل عام بالعلاج المجاني إلا لشرائح وحالات محدودة وفي حدود ضيقة جدّا ، وعلى المواطن أن يتحمل تكاليف علاجه الباهظة عن طريق شراء بوليصات تأمين صحي ، وأن 11 % أي ما يساوي 27 مليون أميركي لا يستطيعون شراء هذه البوليصات ، كما أن 28 % من الأميركان يواجهون صعوبة في دفع فواتير العلاج ؟ فلما حلت كارثة كورونا وجد الكثير من الأميركان أنفسهم عاجزين عن دفع تكاليف الفحص التي تتراوح بين ألف و 3 آلاف دولار قبل أن تقرر الحكومة الأميركية مؤخرًا إعفاءهم منها ، إلا أنه يبقى عليهم دفع كلفة العلاج التي قد تبلغ 35 ألف دولار للفرد المدة 10 أيام في المستشفى ، كما أكدت مجلة " التايمز " الأميركية الشهر الماضي ، وإذا مات المريض فإن على أقربائه دفع ما بين 11 و 13 ألف دولار كلفة دفن جثته ، فإن عجزوا عن ذلك كما هو حاصل الآن فيتم حرقها وهذا أيضًا ليس مجانا ، فالفحص والعلاج والدفن أو حتى حرق الجثة ليست خدمات إنسانية يمليها الضمير ويستحقها كل مواطن وتفرضها أبسط القيم والحقوق الإنسانية ؛ لقد أصبحت عندهم بضائع تباع وتشترى ، يحصل على الأفضل منها من يستطيع أن يدفع أكثر . لقد أرسى السلف الصالح من القادة المؤسسين لهذا الوطن الغالي من آل خليفة الكرام قواعد ثابتة مرتكزة على أسس راسخة من القيم الإنسانية والمبادئ الأخلاقية ، فأصبحنا نقطف الثمار اليانعة اليوم في عهد الخلف الصالح ، إذ يحصل المحتاج على المساعدة والدعم ، ويتلقى المريض مجانا العلاج اللازم وبأعلى المستويات وبسهولة ويسر ، ويُحمل من يختاره الله في الأفئدة وعلى الأكتاف ، دون مقابل ، إلى مثواه الأخير ؛ ليلقى ربه قرير العين هانئا ، فالحمد الله على نعمه ونعمائه وشكرًا لقيادتنا الرشيدة .