“فينا خير”

| د. عبدالقادر ورسمه

“فينا‭ ‬خير”‭ ‬نظرة‭ ‬تفاؤل‭ ‬لمستقبل‭ ‬زاهر‭ ‬أخضر‭ ‬للبحرين‭ ‬وللأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

حملة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”،‭ ‬جملة‭ ‬حلوة‭ ‬معبرة،‭ ‬أطلقها‭ ‬شيوخ‭ ‬البحرين‭ ‬والحكومة‭ ‬الرشيدة‭ ‬وأيضا‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والشعبية‭.‬

وبمجرد‭ ‬إطلاقها،‭ ‬تبناها‭ ‬الجميع‭ ‬أفرادا‭ ‬ومؤسسات،‭ ‬شيبا‭ ‬وشبابا،‭ ‬ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬النداء‭ ‬نرى‭ ‬الكل‭ ‬يركض‭ ‬ويجود‭ ‬بما‭ ‬عنده‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخير‭ ‬الأصيل‭ ‬المطبوع‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكل‭ ‬شعب‭ ‬المملكة‭.‬

ولكل‭ ‬إنسان،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬وزمان،‭ ‬تأتي‭ ‬الأزمات‭ ‬والمحن‭ ‬وتأتي‭ ‬المصائب‭ ‬الجسام‭ ‬المهلكة‭.‬

ولكن،‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يجمع‭ ‬قواه‭ ‬وأفكاره‭ ‬لمواجهة‭ ‬ما‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬أزمات‭ ‬حتى‭ ‬تمر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ينكسر‭ ‬أو‭ ‬يجزع‭. ‬بل‭ ‬نجده‭ ‬يزيد‭ ‬قوة‭ ‬وثقة‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬وفي‭ ‬ما‭ ‬حباه‭ ‬الله‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬وحكمة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الصعاب‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬الرخاء‭ ‬أو‭ ‬زمن‭ ‬المحن‭ ‬العصيبة‭. ‬

والأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬العالم؛‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كرونا‭ ‬فيروس،‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تهتز‭ ‬لها‭ ‬الجبال‭ ‬من‭ ‬شدتها‭ ‬الخفية‭ ‬وقساوتها‭ ‬القاتلة‭.‬

والكل،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ربوع‭ ‬العالم،‭ ‬مضطرب‭ ‬وغير‭ ‬مستقر‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬سريع‭ ‬الانتشار‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬شر‭ ‬وموت‭ ‬وأضرار‭ ‬مادية‭ ‬وغيرها‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭ ‬تأتي‭ ‬على‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭ ‬أينما‭ ‬يحل‭ ‬ويرتحل‭.‬

ولكن،‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬انطلق‭ ‬نداء‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬أقوى‭ ‬المؤشرات‭ ‬والأسلحة‭ ‬التي‭ ‬نملكها‭ ‬في‭ ‬بحرين‭ ‬الخير‭ ‬لدحر‭ ‬وهزيمة‭ ‬كل‭ ‬الشدائد‭ ‬وخاصة‭ ‬هذا‭ ‬الزائر‭ ‬غير‭ ‬المرغوب‭ ‬فيه‭ ‬بيننا‭ ‬في‭ ‬المملكة‭. ‬ومن‭ ‬الواضح،‭ ‬أن‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬قلبت‭ ‬موازين‭ ‬المواجهة‭ ‬لصالح‭ ‬البحرين‭ ‬ضد‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التي‭ ‬لن‭ ‬تنال‭ ‬قيد‭ ‬أُنملة‭ ‬ومثقال‭ ‬ذرة‭ ‬أو‭ ‬“شعرة”‭ ‬من‭ ‬عزيمة‭ ‬وقوة‭ ‬وتلاحم‭ ‬البحرين‭ ‬وشعب‭ ‬المملكة‭.‬

نقول‭ ‬هذا،‭ ‬لأن‭ ‬الجميع‭ ‬اصطف‭ ‬لتقديم‭ ‬ما‭ ‬عنده‭ ‬لدعم‭ ‬حملة‭ ‬“فينا‭ ‬خير”،‭ ‬وهذا‭ ‬الدعم‭ ‬المادي‭ ‬لا‭ ‬يقدر‭ ‬بثمن‭ ‬لأنه‭ ‬حرك‭ ‬المشاعر‭ ‬ومكامن‭ ‬النفوس‭ ‬والقلوب‭ ‬للوقوف‭ ‬معا‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الوباء‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬يجد‭ ‬منا‭ ‬سوى‭ ‬القوة‭ ‬والإصرار‭ ‬بقلب‭ ‬رجل‭ ‬واحد‭ ‬متمثلا‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬التجارية‭ ‬والفردية،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تأثر‭ ‬أعمالها‭ ‬ونشاطاتها‭ ‬المالية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬سلبيا‭ ‬بسبب‭ ‬الوباء‭ ‬القاتل،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تتوان‭ ‬ولم‭ ‬تنتكس‭ ‬بل‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬زحف‭ ‬“فينا‭ ‬خير”‭ ‬لجمع‭ ‬المال‭ ‬ومد‭ ‬يد‭ ‬التطوع‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭ ‬لصد‭ ‬عدوان‭ ‬الوباء‭ ‬وكسر‭ ‬جبروته‭ ‬حتى‭ ‬يتلاشى‭ ‬لأن‭ ‬البحرين‭ ‬تقول‭ ‬له‭ ‬“فينا‭ ‬خير”،‭ ‬وحيث‭ ‬وجد‭ ‬الخير‭ ‬فلن‭ ‬تأتي‭ ‬المصائب‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬شابهها‭.‬

وهكذا‭ ‬ديدن‭ ‬الشركات‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الأعمال‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬دائما‭ ‬سباقة‭ ‬لأعمال‭ ‬الخير‭ ‬وتقف‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وتدعمه‭ ‬بكل‭ ‬الطرق‭ ‬لإيمانها‭ ‬بالمساهمة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الفاعلة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬بكل‭ ‬الخير‭ ‬للمجتمع‭ ‬الخيِّر‭. ‬