شواهد

مواطنة مهجورة.. خسرت كل شيء!

| سعيد محمد

كان‭ ‬طموحها‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬زوجة‭ ‬وأمًّا‭ ‬وربة‭ ‬بيت‭ ‬ناجحة‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬سيدة‭ ‬أعمال‭ ‬تدير‭ ‬عملًا‭ ‬يضمن‭ ‬لها‭ ‬مصدر‭ ‬رزق،‭ ‬لكنها‭ ‬بعد‭ ‬17‭ ‬عامًا،‭ ‬خسرت‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬ووجدت‭ ‬نفسها‭ ‬أمام‭ ‬“هجران‭ ‬الزوج”‭ ‬وأمام‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬وقضايا‭ ‬محاكم‭ ‬للتنفيذ،‭ ‬وحين‭ ‬طرحت‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬معاناتها،‭ ‬كان‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬صوتها‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬باءت‭ ‬كل‭ ‬محاولاتها‭ ‬السابقة‭ ‬واتصالاتها‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالفشل،‭ ‬فبين‭ ‬الوعود‭ ‬وبين‭ ‬“نتابع‭ ‬وضعك”‭ ‬وبين‭ ‬“ندرس‭ ‬حالتك”،‭ ‬ما‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬أحزانها‭ ‬وضيق‭ ‬ذات‭ ‬يدها‭.‬

تحدثث‭ ‬المواطنة‭ ‬“و‭.‬س”‭ ‬لتناشد‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ولتناشد‭ ‬المسؤولين‭ ‬بأن‭ ‬ينظروا‭ ‬في‭ ‬حالتها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬خسرت‭ ‬عملها‭ ‬وقضت‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬بين‭ ‬أروقة‭ ‬المحاكم،‭ ‬وفي‭ ‬سنة‭ ‬السادسة‭ ‬والخمسين،‭ ‬تجد‭ ‬نفسها‭ ‬وقد‭ ‬صدر‭ ‬لهم‭ ‬حكم‭ ‬بالهجران‭ ‬تسأل‭: ‬“كيف‭ ‬تواجه‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل؟‭ ‬وكيف‭ ‬تعيش‭ ‬مع‭ ‬ابنتها؟”‭.‬

تسرد‭ ‬جوانب‭ ‬من‭ ‬قصتها‭ ‬فتقول‭ ‬إنها‭ ‬قبل‭  ‬17عامًا‭ ‬افتتحت‭ ‬صالونًا‭ ‬نسائيًا،‭ ‬وكما‭ ‬يعرف‭ ‬الجميع،‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬الحر‭ ‬يتعرض‭ ‬أحيانًا‭ ‬لكساد‭ ‬أو‭ ‬مفاجآت،‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬صاحب‭ ‬أو‭ ‬صاحبة‭ ‬العمل‭ ‬الاستمرار‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬والمساندة‭ ‬والتيسير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجميع،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬العملاء‭ ‬والمتعاملين،‭ ‬وما‭ ‬حدث‭ ‬لي‭ ‬جعل‭ ‬طموحي‭ ‬كمواطنة‭ ‬يذهب‭ ‬أدراج‭ ‬الرياح‭ ‬فالديون‭ ‬تتراكم‭ ‬والمطالبات‭ ‬تزداد‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬معينًا‭ ‬إلا‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬كلي‭ ‬أمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬صوتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬“البلاد”‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬وضعي‭ ‬ومساعدتي‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬أعيشها‭ ‬بسبب‭ ‬قضايا‭ ‬مطالبات‭ ‬في‭ ‬المحاكم‭ ‬والعجز‭ ‬حتى‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬فاتورة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والتي‭ ‬جعلتني‭ ‬في‭ ‬أحرج‭ ‬الظروف،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬رسوم‭ ‬دراسة‭ ‬ابنتي‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بالمرحلة‭ ‬الثانوية،‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬تغطيتها‭ ‬ولا‭ ‬أستطيع‭ ‬نقلها‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬حكومية‭.. ‬لقد‭ ‬تسببت‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬في‭ ‬إغلاق‭ ‬أول‭ ‬مشروع‭ ‬لي‭ ‬بسبب‭ ‬حجز‭ ‬البنك،‭ ‬وأعدت‭ ‬المحاولة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بكل‭ ‬تفاؤل‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الالتزامات‭ ‬المالية‭ ‬العديدة‭ ‬تجعلني‭ ‬لا‭ ‬استطيع‭ ‬التحرك‭ ‬أو‭ ‬التطور‭ ‬في‭ ‬عملي‭ ‬ولا‭ ‬أجد‭ ‬من‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬والأهلية‭ ‬التي‭ ‬خاطبتها‭ ‬أي‭ ‬عون‭ ‬لتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.. ‬إنني‭ ‬أسأل‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬ييسر‭ ‬أموري،‭ ‬وأن‭ ‬يصل‭ ‬صوتي‭ ‬إلى‭ ‬المسؤولين‭ ‬للنظر‭ ‬في‭ ‬وضعي‭ ‬ومساعدتي‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬على‭ ‬قدمي‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭.‬

حتى‭ ‬البيت‭.. ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لها‭ ‬بيت‭! ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وهي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العمر،‭ ‬ولا‭ ‬تجد‭ ‬مساندًا‭ ‬إلا‭ ‬الله،‭ ‬تأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تواصل‭ ‬حياتها‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬معها،‭ ‬لكني‭ ‬تنطلق‭ ‬في‭ ‬عملها‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬ابنتها،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬المسئولين‭ ‬لن‭ ‬يقصروا‭ ‬معها‭.‬