مواقف إدارية

لغة الجسد والفريق الوطني والكورونا

| أحمد البحر

دعنا‭ ‬نبدأ‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ،‭ ‬بالإجابة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭: ‬ما‭ ‬هو‭ ‬تعريف‭ ‬لغة‭ ‬الجسد؟‭ ‬لتنشيط‭ ‬ذاكرتنا‭ ‬نقول‭ ‬إن‭ ‬تعريف‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬حسب‭ ‬بعض‭ ‬المصادر‭ ‬الإدارية‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬’’نوع‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬غير‭ ‬اللفظي‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬التعبير‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬عن‭ ‬الأفكار‭ ‬والمواقف‭ ‬والنوايا‭ ‬والشعور‭ ‬بواسطة‭ ‬سلوك‭ ‬بدني‭ ‬مثل‭ ‬ملامح‭ ‬الوجه‭ ‬ووضع‭ ‬الجسد‭ ‬والإشارة‭ ‬والإيماءات‭ ‬وحركات‭ ‬وتعابير‭ ‬العيون‘‘‭. ‬ويصنف‭ ‬عالم‭ ‬الإدارة‭ ‬شيف‭ ‬خيرا‭ ‬مكونات‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬كالتالي‭: ‬الحوار‭ ‬اللفظي،‭ ‬أي‭ ‬الكلمات‭ ‬والتعابير‭ ‬المستخدمة،‭ ‬يمثل‭ ‬7‭ % ‬من‭ ‬مجموع‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬نود‭ ‬إيصالها‭ ‬للطرف‭ ‬الآخر،‭ ‬بينما‭ ‬معظم‭ ‬التواصل‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مظهرنا‭ ‬ولغة‭ ‬الجسد‭ ‬لدينا،‭ ‬والذي‭ ‬يمثل‭ ‬55‭ %‬،‭ ‬أما‭ ‬نبرة‭ ‬الصوت‭ ‬فتمثل‭ ‬البقية‭ ‬وهي‭ ‬38‭ %.‬

لذا،‭ ‬فالمتحدث‭ ‬وخاصة‭ ‬المتحدث‭ ‬الرسمي‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬أية‭ ‬مؤسسة،‭ ‬يجب‭ ‬وأنا‭ ‬أعني‭ ‬هذه‭ ‬العبارة،‭ ‬يجب،‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬دقيقًا‭ ‬وواضحًا‭ ‬عندما‭ ‬يدلي‭ ‬بأي‭ ‬تصريح،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعي‭ ‬حقيقة‭ ‬مهمة‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬المتلقي‭ ‬يريد‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التواصل‭ ‬اللفظي‭ ‬يتواءم‭ ‬مع‭ ‬التواصل‭ ‬غير‭ ‬اللفظي،‭ ‬أي‭ ‬مع‭ ‬لغة‭ ‬الجسد‭ ‬كما‭ ‬عرّفناها‭ ‬آنفًا‭. ‬فالمتلقي‭ ‬يبحث‭ ‬جاهدًا‭ ‬عن‭ ‬المقولة‭ ‬الخالدة‭.. ‬“ولكن‭ ‬ليطمئن‭ ‬قلبي”‭. ‬فهو‭ ‬يحاول‭ ‬أن‭ ‬يقرأ‭ ‬ما‭ ‬وراء‭ ‬الكلمات‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬عالم‭ ‬الإدارة‭ ‬بيتر‭ ‬دراكر‭: ‬’’الاستماع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬قوله‘‘‭.‬

والآن،‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ،‭ ‬لنتحدث‭ ‬عن‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لمكافحة‭ ‬والتصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الصحافية‭ ‬المنتظمة‭ ‬التي‭ ‬يعقدها‭ ‬وتبث‭ ‬مباشرة‭ ‬للجمهور‭. ‬أنا‭ ‬من‭ ‬الحريصين‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬هذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬وأستطيع‭ ‬القول‭ ‬وبكل‭ ‬ثقة‭ ‬إني‭ ‬أشعر‭ ‬بارتياح‭ ‬نفسي‭ ‬كبير‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬المتحدثون،‭ ‬فالأسلوب‭ ‬الذي‭ ‬يوظفه‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬المهني‭ ‬في‭ ‬توصيل‭ ‬رسالته‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الحقائق‭ ‬والأرقام‭ ‬ويقدمها‭ ‬لنا‭ ‬بطريقة‭ ‬واضحة‭ ‬وسلسة‭ ‬وبأسلوب‭ ‬هادئ‭ ‬ومتزن‭ ‬بعيد‭ ‬عن‭ ‬التهويل‭ ‬والمبالغات‭ ‬في‭ ‬نبرة‭ ‬الصوت‭ ‬وحركات‭ ‬الأيدي‭ ‬وتعابير‭ ‬الوجه‭ ‬والعيون‭.‬

هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬العلمي‭ ‬الذي‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬المهنية‭ ‬العالية‭ ‬لأعضاء‭ ‬الفريق‭ ‬والثقة‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬يتمتعون‭ ‬بها،‭ ‬أدخل‭ ‬الراحة‭ ‬والطمأنينة‭ ‬في‭ ‬نفوسنا،‭ ‬رغم‭ ‬شدة‭ ‬الوباء،‭ ‬ورسخ‭ ‬لدينا‭ ‬الشعور‭ ‬بالتفاؤل‭ ‬والمصداقية‭ ‬بأن‭ ‬الغد‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬إن‭ ‬شاء‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لأعضاء‭ ‬هذا‭ ‬الفريق،‭ ‬نحن‭ ‬نفخر‭ ‬بكم‭ ‬وبالعاملين‭ ‬معكم‭. ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬سيدي‭ ‬القارئ؟