لمحات

كورونا العمالة السائبة والمرنة

| د.علي الصايغ

في‭ ‬ظل‭ ‬الأحداث‭ ‬المتسارعة‭ ‬التي‭ ‬يشهدها‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬صار‭ ‬العدو‭ ‬اللدود،‭ ‬وأصبح‭ ‬تدارك‭ ‬انتشاره‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليه‭ ‬أولوية‭ ‬عالمية‭ ‬وهدفاً‭ ‬وطنياً‭ ‬يسعى‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه،‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأوطان‭ ‬والبشرية،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬جداً،‭ ‬أن‭ ‬ننتقد‭ ‬ما‭ ‬آل‭ ‬إليه‭ ‬الوضع‭ ‬مع‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬والمرنة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬وأن‭ ‬نتساءل‭ ‬إن‭ ‬كانت‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭ ‬سبب‭ ‬زيادة‭ ‬أعداد‭ ‬المصابين‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬أو‭ ‬لا؟‭!‬

بات‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬بمكان‭ ‬أن‭ ‬نعالج‭ ‬المشكلة‭ ‬من‭ ‬جذورها،‭ ‬وأن‭ ‬نرتهن‭ ‬إلى‭ ‬حكم‭ ‬العقل‭ ‬والمنطق،‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إنهائها،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬ثقلاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬ومهدداً‭ ‬للقدرة‭ ‬الاستيعابية‭ ‬الصحية،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬الوطن،‭ ‬وأمنه،‭ ‬وسلامته،‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬ترحيل‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ (‬50‭ ‬ألفاً‭ ‬عدد‭ ‬العمالة‭ ‬المخالفة‭ ‬وفق‭ ‬التصريحات‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬الماضي‭)‬،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬لنا‭ ‬بها،‭ ‬ولا‭ ‬فائدة،‭ ‬غير‭ ‬التكدس،‭ ‬ومزاحمة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬لقمة‭ ‬عيشهم،‭ ‬واقتسام‭ ‬الخدمات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمالة‭ ‬المرنة‭ (‬تقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬29‭ ‬ألف‭ ‬عامل‭) ‬التي‭ ‬يصعب‭ ‬عليها‭ ‬التكفل‭ ‬بتكاليف‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬الباهظة‭ ‬الخاصة‭ ‬بمرض‭ ‬كورونا‭.‬

لاشك‭ ‬بأن‭ ‬أي‭ ‬عامل‭ ‬وافد،‭ ‬له‭ ‬حق‭ ‬الرعاية‭ ‬الإنسانية،‭ ‬باستثناء‭ ‬العمالة‭ ‬السائبة‭ ‬التي‭ ‬ليست‭ ‬لها‭ ‬صفة‭ ‬شرعية،‭ ‬أما‭ ‬العمالة‭ ‬المرنة‭ ‬فقد‭ ‬أرهقت‭ ‬السوق‭ ‬التجاري،‭ ‬وقد‭ ‬ترهق‭ ‬النظام‭ ‬الصحي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بصحة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬بممارساتها‭ ‬الخاطئة‭ ‬أو‭ ‬التهاون‭ ‬في‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬من‭ ‬الحق‭ ‬أن‭ ‬يرحلوا،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تتخذ‭ ‬ضد‭ ‬دولهم‭ ‬التي‭ ‬ترفض‭ ‬استقبالهم‭ ‬إجراءات‭ ‬كفيلة‭ ‬مناسبة،‭ ‬فالمواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬الشرعيون‭ ‬يستحقون‭ ‬أولوية‭ ‬الرعاية‭ ‬دون‭ ‬غيرهم‭.‬