قمة العشرين الاستثنائية والآمال المعقودة

| غدير الطيار

من‭ ‬جديد‭ ‬تثبت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬وولي‭ ‬العهد،‭ ‬أنها‭ ‬الدولة‭ ‬الأهم‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والمنظومة‭ ‬الدولية،‭ ‬وقيادتها‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الحساس،‭ ‬حيث‭ ‬أظهر‭ ‬خطاب‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬قمة‭ ‬العشرين‭ ‬الاستثنائية‭ ‬دور‭ ‬المملكة‭ ‬المسؤول‭ ‬والمهم‭ ‬تجاه‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬واستشعارها‭ ‬عمق‭ ‬الأزمة‭ ‬وأثرها‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والمال،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دعوة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬لتكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬لإيجاد‭ ‬لقاح‭ ‬خاص‭ ‬بفايروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد،‭ ‬تعكس‭ ‬عمق‭ ‬التزامه‭ ‬الإنساني‭ ‬والأخلاقي‭ ‬تجاه‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬المتضررة‭ ‬جراء‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬الصحية‭. ‬

حقيقة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬أرعب‭ ‬العالم‭ ‬وأخضع‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬لعزل‭ ‬تام‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي،‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬يثير‭ ‬القلق،‭ ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬تفاقم‭ ‬الأزمة‭ ‬حتى‭ ‬وصلت‭ ‬للأسواق‭ ‬العالمية‭ ‬وانهيارها‭ ‬وانهيار‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬فكان‭ ‬الخوف‭ ‬الشديد‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬الدول‭ ‬واتخاذها‭ ‬جميع‭ ‬الاحترازات‭ ‬الوقائية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حماية‭ ‬البشر،‭ ‬حيث‭ ‬أصبحت‭ ‬تصارع‭ ‬الألم‭ ‬وأعلنت‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وأصبح‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬حرب‭ ‬حقيقية،‭ ‬فرضت‭ ‬قوانين‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وأغلقت‭ ‬الحدود‭ ‬والمطارات‭ ‬وانشغلت‭ ‬الحكومات‭ ‬بمواجهة‭ ‬الوباء‭ ‬الذي‭ ‬يهدد‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭.‬

الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬دخل‭ ‬مرحلة‭ ‬ركود‭ ‬تنبئ‭ ‬بكارثة‭ ‬اقتصادية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تتضافر‭ ‬الجهود،‭ ‬لذا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التدخل‭ ‬وإيجاد‭ ‬خطة‭ ‬إنقاذ‭ ‬شاملة‭ ‬وفق‭ ‬استراتيجية‭ ‬محددة،‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬الأزمة‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬المملكة،‭ ‬حيث‭ ‬قامت‭ ‬بدور‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وحديث‭ ‬ملكنا‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬العناية‭ ‬بصحة‭ ‬الإنسان‭ ‬وأنها‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يسجله‭ ‬التاريخ‭ ‬لحكومة‭ ‬عظيمة‭ ‬لملك‭ ‬عظيم‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬دعت‭ ‬المملكة‭ ‬لعقد‭ ‬قمة‭ ‬افتراضية‭ ‬استثنائية‭ ‬لقادة‭ ‬دول‭ ‬مجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬برئاسة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬لمعالجة‭ ‬تداعيات‭ ‬كورونا،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬تأثيرها‭ ‬الإنساني‭ ‬والاقتصادي،‭ ‬وحقيقة‭ ‬شكلت‭ ‬كلمة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين،‭ ‬في‭ ‬افتتاح‭ ‬القمة،‭ ‬بارقة‭ ‬أمل‭ ‬لدول‭ ‬العالم،‭ ‬وعكست‭ ‬وجود‭ ‬التزام‭ ‬إنساني‭ ‬وأخلاقي‭ ‬قوي‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬رئاسة‭ ‬G20‭ ‬بمواجهة‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بكل‭ ‬تداعياتها،‭ ‬وتؤكد‭ ‬الاستجابة‭ ‬السريعة‭ ‬للسعودية‭ ‬للأزمات‭ ‬التي‭ ‬تحيق‭ ‬بالعالم،‭ ‬ريادتها‭ ‬ودورها‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭. ‬

إن‭ ‬معالجة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬وصل‭ ‬لها‭ ‬العالم‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬شمولية‭ ‬مبرمجة‭ ‬مفهومة‭ ‬تخدم‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬وتعالج‭ ‬الوضع‭ ‬وتقود‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬والعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬من‭ ‬لها‭ ‬سوى‭ ‬السعودية‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬وحق‭ ‬لكل‭ ‬سعودي‭ ‬بل‭ ‬عربي‭ ‬وخليجي‭ ‬الفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬بهذا‭ ‬العمل،‭ ‬إنها‭ ‬مملكة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وما‭ ‬قمة‭ ‬العشرين‭ ‬إلا‭ ‬ورقة‭ ‬من‭ ‬أوراق‭ ‬المجد‭ ‬العظيم‭ ‬لدولة‭ ‬عظيمة،‭ ‬ونكرر‭ ‬“دمت‭ ‬يا‭ ‬وطني‭ ‬شامخا”‭.‬