مُلتقطات

“احتشادُ” الأجانب في كلية المعلمين!

| د. جاسم المحاري

أشارت‭ ‬“لجنة‭ ‬التحقيق‭ ‬البرلمانية”‭ ‬بشأن‭ ‬عدم‭ ‬قيام‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬ببحرنة‭ ‬الوظائف‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬مؤخرا‭ ‬إلى‭ ‬رد‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬استفساراتها،‭ ‬ومنها‭ ‬نسبة‭ ‬الأجانب‭ ‬التي‭ ‬تعدّت‭ (‬22‭ %)! ‬ما‭ ‬تضمنّه‭ ‬الردّ‭ ‬تفصيلا‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬مُغاير‭ ‬لما‭ ‬نصّت‭ ‬عليه‭ ‬الفقرة‭ (‬أ‭) ‬من‭ ‬المادة‭ (‬16‭) ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬“الوظائف‭ ‬العامة‭ ‬خدمة‭ ‬وطنية‭ ‬تُناط‭ ‬بالقائمين‭ ‬بها‭ ‬ويستهدف‭ ‬موظفو‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬وظائفهم‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة،‭ ‬و‭(‬لا‭) ‬يُولّى‭ ‬الأجانب‭ ‬الوظائف‭ ‬العامة‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬الأحوال‭ ‬التي‭ ‬يُبينها‭ ‬القانون”‭. ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬نقضها‭ ‬لما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬مشروع‭ ‬“الإحلال‭ ‬الوظيفي”‭ ‬لعام‭ ‬2019م‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لتأهيل‭ ‬“صف‭ ‬ثان”‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬والموظفين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الوظائف‭ ‬المفصلية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الوظائف‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬الأجانب‭ ‬والعمل‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك‭.‬

“كلية‭ ‬البحرين‭ ‬للمعلمين”‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2008م‭ ‬لرفد‭ ‬المدارس‭ ‬الابتدائية‭ ‬بالمعلمين‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬بكالوريوس‭ ‬التربية‭ ‬لمدة‭ (‬4‭) ‬سنوات‭ ‬دراسيّة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ (‬4‭) ‬مسارات‭ ‬تخصّصيّة‭ ‬تزوّد‭ ‬الطلبة‭ ‬فيها‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والمهارات‭ ‬والقيم‭ ‬والسلوكيات‭ ‬وفق‭ ‬رؤيتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬التميز،‭ ‬ورسالتها‭ ‬في‭ ‬تمكين‭ ‬التربويين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعاتها‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬والإنجليزية‭ ‬والدراسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والتربوية‭ ‬والعلوم‭ ‬والرياضيات،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬برامجها‭ ‬الأكاديمية‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬التمهيديّة‭ ‬والبكالوريوس‭ ‬والدبلوم‭ ‬العالي‭ ‬والتّطوير‭ ‬المهني‭ ‬والقيادة‭ ‬التربويّة‭. ‬جاءت‭ ‬–‭ ‬هذه‭ ‬الكلية‭ - ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المواقع‭ ‬الحكومية‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬جانبها‭ ‬التقرير‭ ‬المذكور‭ ‬بعد‭ ‬“انحسار”‭ ‬العنصر‭ ‬البحريني‭ ‬فيها،‭ ‬ولاسيما‭ ‬في‭ ‬الوظائف‭ ‬الأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬تجاوزت‭ (‬60‭) ‬وظيفة‭!‬

 

نافلة‭:‬

بجولة‭ ‬يتيمة‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬“كلية‭ ‬البحرين‭ ‬للمعلمين”‭ ‬الرسمي‭ ‬ستكتفي‭ ‬ببضعِ‭ ‬أمثلةٍ‭ ‬لاستحواذ‭ ‬الأجانب،‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬عميدها‭ ‬وصولا‭ ‬لمنسق‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬فيها،‭ ‬فيما‭ ‬تعجّ‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬بأدنى‭ ‬التخصصّات‭ ‬العلمية‭ ‬كالدبلوم‭ ‬وتناقضها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬للشواغر‭ ‬العلمية‭ ‬والأكاديمية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬لكوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬بخالص‭ ‬الكفاءات‭ ‬وتراكم‭ ‬الخبرات‭ ‬وفسيح‭ ‬العطاءات‭ ‬أن‭ ‬تتبوأها‭. ‬فهذه‭ ‬سيدة‭ ‬أجنبية‭ ‬“تُطوّر‭ ‬المناهج”‭ ‬بتخصصّ‭ ‬علوم‭ ‬المنزل‭! ‬وتلك‭ ‬بتخصّص‭ ‬“أدب‭ ‬إنجليزي”‭ ‬تدرس‭ ‬مهارات‭ ‬الإدارة‭ ‬والقيادة‭! ‬فيما‭ ‬آخر‭ ‬“مهندس‭ ‬المناهج”‭ ‬بمؤهل‭ ‬دبلوم‭ ‬تعليم‭! ‬وهناك‭ ‬مَنْ‭ ‬تُنفذ‭ ‬“طرائق‭ ‬التدريس”‭ ‬بتخصصّ‭ ‬كيمياء‭! ‬وهناك‭ ‬متخصصّة‭ ‬في‭ ‬“التخلف‭ ‬العقلي”‭ ‬وتُدرّب‭ ‬الموجهين‭! ‬والأدهى‭ ‬مَنْ‭ ‬كان‭ ‬تخصصّه‭ ‬“إدارة‭ ‬تربوية”‭ ‬ومجاله‭ ‬حلّ‭ ‬صراعات‭! ‬وأخيراً‭ ‬لا‭ ‬آخراً‭ ‬هل‭ ‬ستحظى‭ ‬الكفاءات‭ ‬الوطنية‭ (‬المعطلة‭!) ‬بفرصة‭ ‬تغذية‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬بعدما‭ ‬فاتها‭ ‬قطار‭ ‬التعيين‭ ‬عوضاً‭ ‬عن‭ ‬الأجانب‭ ‬والوافدين‭ ‬بعد‭ ‬خطة‭ ‬طرح‭ ‬“دبلوم‭ ‬الدراسات‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬التعليم”‭ ‬للعام‭ ‬الجامعي‭ ‬2020‭/‬‏2021م؟

هي‭ ‬“التفاتة”،‭ ‬تستدعي‭ ‬“وقفة”‭ ‬مَنْ‭ ‬له‭ ‬قلب‭ ‬حانٍ‭ ‬على‭ ‬بحريننا‭ ‬الحبيبة،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬السادة‭ ‬النواب‭ ‬أو‭ ‬الأكارم‭ ‬ديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية‭ ‬أو‭ ‬الموقرين‭ ‬إدارة‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬ووزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفد‭ ‬مسعى‭ ‬“البحرنة”‭ ‬الذي‭ ‬أجزلت‭ ‬فيه‭ ‬“اللجنة‭ ‬البرلمانية”‭ ‬المختصة‭ ‬بعطاء‭ ‬فاق‭ ‬التوقعات‭.‬