تحية إكبار للجيش الأبيض

| هدى حرم

قامتْ‭ ‬الكرةُ‭ ‬الأرضيةُ‭ ‬على‭ ‬أقدامِها،‭ ‬وشمَّرتْ‭ ‬عن‭ ‬سواعدها‭ ‬تصدياً‭ ‬للوباءِ‭ ‬المميت،‭ ‬ولأنَّ‭ ‬بعضَ‭ ‬بقاعِ‭ ‬الأرضِ‭ ‬لمْ‭ ‬تأخذهُ‭ ‬على‭ ‬محملِ‭ ‬الجدِ‭ ‬كانتْ‭ ‬الجائحة‭. ‬مناظرُ‭ ‬مرعبةٌ‭ ‬لجثثٍ‭ ‬تُلقى‭ ‬كالنفاياتِ‭ ‬في‭ ‬مكبّاتِها‭ ‬بلا‭ ‬مراسمِ‭ ‬دفن،‭ ‬وهلعٌ‭ ‬يلّفُ‭ ‬سماءات‭ ‬المدنِ‭ ‬في‭ ‬الدولِ‭ ‬المتحضرة‭ ‬حتى‭ ‬غابتْ‭ ‬منها‭ ‬الحياةُ‭ ‬اختيارياً‭ ‬بالعزل‭ ‬أو‭ ‬جبراً‭ ‬بالوفاة،‭ ‬ونحن‭ ‬خُلوٌ‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬فشكراً‭ ‬لرب‭ ‬العالمين‭ ‬وتحيةَ‭ ‬إجلالٍ‭ ‬وإكبارٍ‭ ‬لجُلِّ‭ ‬الطواقمِ‭ ‬الطبيةِ‭ ‬في‭ ‬بلادي‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬جائحة‭ ‬بعد‭ ‬عندما‭ ‬نهضوا‭ ‬على‭ ‬قدمٍ‭ ‬وساق‭ ‬لمحاربة‭ ‬الوباء،‭ ‬وما‭ ‬انتظروا‭ ‬الجائحةَ‭ ‬تجتاحُ‭ ‬الوطنَ‭ ‬فتفتُكَ‭ ‬بالمواطن‭ ‬والمقيم،‭ ‬وضعوا‭ ‬الخططَ‭ ‬وتأهّبوا‭ ‬للعمل‭ ‬صفاً‭ ‬واحداً‭ ‬لإحياءِ‭ ‬الناس،‭ ‬معرّضينَ‭ ‬حياتَهم‭ ‬هم‭ ‬للخطرِ‭ ‬متسلحين‭ ‬بحسِ‭ ‬المسؤوليةِ‭ ‬والحبِ‭ ‬والرغبةِ‭ ‬المخلصةِ‭ ‬في‭ ‬خدمةِ‭ ‬البشرِ‭ ‬ليترجموا‭ ‬كونهم‭ ‬ملائكة‭ ‬بحق‭ ‬للرحمةِ‭ ‬والإنسانية‭. ‬لمْ‭ ‬يكترثوا‭ ‬بساعاتِ‭ ‬العملِ‭ ‬المضنيةِ‭ ‬والابتعادِ‭ ‬عن‭ ‬الأهلِ‭ ‬والولد‭ ‬في‭ ‬سبيلِ‭ ‬خدمةِ‭ ‬الوطنِ‭ ‬والمواطنِ‭ ‬والمقيم‭ ‬وليردوا‭ ‬ولو‭ ‬نذراً‭ ‬يسيراً‭ ‬من‭ ‬الجميلِ‭ ‬لترابِ‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭. ‬همْ‭ ‬منْ‭ ‬يصارعُ‭ ‬المرضَ‭ ‬وهمْ‭ ‬الشاهدُ‭ ‬على‭ ‬الأحداثِ‭ ‬المؤلمة،‭ ‬يقاسمون‭ ‬المصابينَ‭ ‬الحزنَ‭ ‬والفرح‭ ‬ويشهدون‭ ‬على‭ ‬عقودِ‭ ‬الشفاء،‭ ‬ويودعون‭ ‬الناجين‭ ‬بدموعِ‭ ‬الفرحِ‭ ‬ويرعونَ‭ ‬المتألمينَ‭ ‬بماءِ‭ ‬المقلِ‭ ‬حتى‭ ‬يبرأوا‭. ‬انتشرَ‭ ‬الجيشُ‭ ‬الأبيضُ‭ ‬في‭ ‬ميادينِ‭ ‬الجهاد،‭ ‬في‭ ‬العنايةِ‭ ‬المركزةِ‭ ‬وفي‭ ‬الأجنحة،‭ ‬عملوا‭ ‬دون‭ ‬كللٍ‭ ‬أو‭ ‬مللٍ‭ ‬حدَّ‭ ‬الإرهاق‭ ‬في‭ ‬المختبراتِ‭ ‬الطبيةِ‭ ‬التابعةِ‭ ‬لمشافي‭ ‬الدولة،‭ ‬تنقلوا‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬لرصدِ‭ ‬الحالاتِ‭ ‬المستجدةِ‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وأنشأوا‭ ‬مراكزَ‭ ‬للفحصِ‭ ‬داخلَ‭ ‬المركبات،‭ ‬وتواجدوا‭ ‬في‭ ‬مراكز‭ ‬الحجر‭. ‬

لمْ‭ ‬تألُ‭ ‬الدولةُ‭ ‬جهداً‭ ‬في‭ ‬الدعم،‭ ‬فبُنِيَتْ‭ ‬المحاجرُ‭ ‬الصحيةُ‭ ‬الاحترازيةُ‭ ‬على‭ ‬مدِ‭ ‬البصر‭ ‬وأُحيطَ‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬الحجرِ‭ ‬بأقصى‭ ‬سبلِ‭ ‬الرعايةِ‭ ‬والعنايةِ‭ ‬الصحيةِ‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬الكوادرِ‭ ‬الطبيةِ‭ ‬المؤهلةِ‭ ‬وفقاً‭ ‬لبروتوكولات‭ ‬الصحةِ‭ ‬العالمية‭. ‬

 

فتحيةَ‭ ‬إجلالٍ‭ ‬وإكبارٍ‭ ‬لجيشنا‭ ‬الأبيض،‭ ‬خطُ‭ ‬دفاعِنا‭ ‬الأولِ‭ ‬الذي‭ ‬يجعلنا‭ ‬ننامُ‭ ‬في‭ ‬أمانٍ‭ ‬معتمدين‭ ‬على‭ ‬لطفِ‭ ‬الله‭ ‬ورعايةِ‭ ‬الطاقمِ‭ ‬الطبي‭ ‬البطل‭ ‬الذي‭ ‬سيدحر‭ ‬الفيروس‭ ‬بإذن‭ ‬الله؛‭ ‬فلهم‭ ‬أرفع‭ ‬القبعة‭.‬