ريشة في الهواء

خليفة بن سلمان والكتاب

| أحمد جمعة

علاقة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬بالكتاب‭ ‬والصحافيين‭ ‬علاقة‭ ‬ديناميكية‭ ‬حية‭ ‬تنبض‭ ‬بالاستمرارية‭ ‬ولها‭ ‬من‭ ‬الديمومة‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬علاقة‭ ‬تاريخية‭ ‬تمتد‭ ‬جذورها‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬وتتجسد‭ ‬بالمواقف‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬بين‭ ‬الكتاب‭ ‬وسموه،‭ ‬فهي‭ ‬علاقة‭ ‬ليست‭ ‬آنية‭ ‬أو‭ ‬وقتية،‭ ‬تتعلق‭ ‬بمناسبة‭ ‬أو‭ ‬حدث‭ ‬أو‭ ‬موقف،‭ ‬علاقة‭ ‬سموه‭ ‬بالكتاب‭ ‬والصحافيين‭ ‬وخصوصا‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يحملون‭ ‬مسؤولية‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوطن‭ ‬وخير‭ ‬الشعب،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يتلونون‭ ‬ولا‭ ‬يزايدون،‭ ‬إنما‭ ‬أقدامهم‭ ‬ثابتة‭ ‬مثلما‭ ‬أقلامهم‭ ‬ثابتة‭ ‬وأفكارهم‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني‭ ‬والإنساني‭ ‬والحضاري‭ ‬الشامل‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬ضيقة‭ ‬للواقع،‭ ‬بل‭ ‬ينظر‭ ‬نظرة‭ ‬شمولية‭ ‬تتعلق‭ ‬بمصير‭ ‬الوطن‭ ‬وسلامته‭ ‬واستقراره،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬وحد‭ ‬الرؤية‭ ‬وقوى‭ ‬العلاقة‭ ‬ورسخها‭ ‬وجذرها‭ ‬في‭ ‬تربة‭ ‬الوطن‭.‬

إن‭ ‬علاقة‭ ‬الكتاب‭ ‬ومسؤوليتهم‭ ‬تجاه‭ ‬الواقع‭ ‬والحياة‭ ‬والوطن‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬درب‭ ‬طويل‭ ‬وشاق‭ ‬لا‭ ‬يحتمله‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬أُوتي‭ ‬الأمانة‭ ‬وشرف‭ ‬الكلمة،‭ ‬فطريق‭ ‬القلم‭ ‬مزروع‭ ‬بالأشواك‭ ‬والألغام‭ ‬لمن‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬السباحة‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬الكتابة‭ ‬والتعبير،‭ ‬لكن‭ ‬بذات‭ ‬الوقت‭ ‬هو‭ ‬طريق‭ ‬سهل‭ ‬وممتنع‭ ‬في‭ ‬حديقة‭ ‬خلاقة‭ ‬بالعطاء‭ ‬والإنجاز،‭ ‬وهنا‭ ‬تكمن‭ ‬المسؤولية،‭ ‬هنا‭ ‬الخيط‭ ‬الرفيع‭ ‬بين‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬عدمها،‭ ‬وهذا‭ ‬الفهم‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬رسخ‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬والكتاب‭ ‬والصحافيين‭ ‬الذين‭ ‬عاصروا‭ ‬مع‭ ‬سموه‭ ‬كل‭ ‬المواقف‭ ‬والمحن‭ ‬ولم‭ ‬يخذلوه‭ ‬ولم‭ ‬يخذلهم‭ ‬ولم‭ ‬يخذلوا‭ ‬بلدهم‭ ‬أو‭ ‬شعبهم،‭ ‬لذلك‭ ‬استمرت‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬وتوطدت‭ ‬بين‭ ‬سموه‭ ‬وبين‭ ‬الكتاب‭ ‬منذ‭ ‬تلك‭ ‬المواقف‭ ‬والأحداث‭.‬

وللذين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬جوهر‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬ولا‭ ‬مضامينها‭ ‬الإنسانية‭ ‬العميقة‭ ‬فسموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬شر‭ ‬دائم‭ ‬السؤال‭ ‬عن‭ ‬الكتاب‭ ‬ودائم‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السؤال‭ ‬عنهم‭ ‬ومتابعة‭ ‬أخبارهم‭ ‬وشؤونهم‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التواصل‭ ‬المباشر‭ ‬معهم،‭ ‬وأذكر‭ ‬هنا‭ ‬بالمناسبة‭ ‬أن‭ ‬سموه‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬رعاه‭ ‬الله‭ ‬يتلقى‭ ‬العلاج‭ ‬بألمانيا‭ ‬فكان‭ ‬دائم‭ ‬السؤال‭ ‬والمتابعة‭ ‬والاستفسار‭ ‬وهذه‭ ‬قمة‭ ‬بل‭ ‬ذروة‭ ‬ومنتهى‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬سموه‭ ‬والكتاب،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬كما‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬تجسدت‭ ‬علاقة‭ ‬بمثل‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬الإنسانية‭ ‬بين‭ ‬قائد‭ ‬وأبنائه‭ ‬حتى‭ ‬بمثل‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وهنا‭ ‬منتهى‭ ‬التجسيد‭ ‬للعلاقة‭ ‬الوجدانية‭ ‬مع‭ ‬الكتاب‭ ‬فهو‭ ‬جدارنا‭ ‬الحامي‭ ‬الذي‭ ‬معه‭ ‬نشعر‭ ‬بالدفء‭ ‬والأمان،‭ ‬والحضن‭ ‬الذي‭ ‬يسند‭ ‬أفكارنا‭ ‬وأقلامنا‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬ويمدنا‭ ‬بالدعم‭ ‬والمساندة،‭ ‬بمواقفه‭ ‬الإنسانية‭ ‬والوطنية‭ ‬المعاضدة‭ ‬لنا،‭ ‬يطوقنا‭ ‬كالبلسم،‭ ‬ويحفزنا‭ ‬بإشادته‭ ‬الدائمة‭ ‬واهتمامه‭ ‬بشؤوننا،‭ ‬يعجز‭ ‬القلم‭ ‬عن‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬مكنون‭ ‬حبنا‭ ‬لسموه،‭ ‬يعجز‭ ‬القلم‭ ‬عن‭ ‬سرد‭ ‬تفاصيل‭ ‬كثيرة‭ ‬عميقة‭ ‬وذات‭ ‬أبعاد‭ ‬إنسانية‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬سموه‭ ‬والكتاب،‭ ‬وأسمى‭ ‬ما‭ ‬كسبناه‭ ‬نحن‭ ‬الكتاب‭ ‬هو‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬والثقة‭ ‬بما‭ ‬نكتبه‭ ‬ونعبر‭ ‬عنه‭ ‬بمسؤولية‭ ‬القلم‭ ‬الوطني،‭ ‬دون‭ ‬قلق‭ ‬أو‭ ‬خوف‭ ‬أو‭ ‬جزع،‭ ‬فوجود‭ ‬سموه‭ ‬بقربنا‭ ‬يمنحنا‭ ‬الدفء‭ ‬والأمان‭ ‬وكذلك‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتنا‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬نكتب‭ ‬لنكون‭ ‬عند‭ ‬ثقة‭ ‬سموه‭ ‬بنا‭ ‬وبمستوى‭ ‬ما‭ ‬نعبر‭ ‬به‭.‬

 

تنويرة‭:

‬انسحب‭ ‬إذا‭ ‬وجدت‭ ‬قافلة‭ ‬الطبول‭ ‬آتية‭.‬