تيارات

التطوع ليس شاي كرك من الماكينة!

| راشد الغائب

أجمل‭ ‬ما‭ ‬ميّز‭ ‬جلسة‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬لمناقشة‭ ‬قانون‭ ‬التطوع‭ ‬لخدمة‭ ‬الأمن‭ ‬العام‭ ‬هو‭ ‬مرافعات‭ ‬الوكيل‭ ‬المساعد‭ ‬للشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬بوحمود‭. ‬

أطل‭ ‬بمنصة‭ ‬ممثلي‭ ‬الحكومة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬انتخاب‭ ‬برلمان‭ ‬2018،‭ ‬بعد‭ ‬غياب‭ ‬بسبب‭ ‬رحلة‭ ‬الاستشفاء‭. ‬

قلت‭ ‬لزملائي‭ ‬بالصحيفة‭: ‬اصغوا‭ ‬لمداخلاته،‭ ‬ولا‭ ‬تكتفوا‭ ‬بالسمع‭. ‬

إنه‭ ‬مسؤول‭ ‬أمني‭ ‬راقٍ‭ ‬في‭ ‬تعامله،‭ ‬ومهذب‭ ‬في‭ ‬مواقفه،‭ ‬وخرّج‭ ‬كوادر‭ ‬قانونية‭ ‬من‭ ‬مدرسته،‭ ‬ومن‭ ‬بينهم‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬راشد‭ ‬بونجمة،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬خلع‭ ‬البدلة‭ ‬العسكرية‭ ‬مديرا‭ ‬لإدارة‭ ‬الشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭.‬

لو‭ ‬أطل‭ ‬اللواء‭ ‬بوحمود‭ ‬بجلسة‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ - ‬المقررة‭ ‬اليوم‭ - ‬لمناقشة‭ ‬ذات‭ ‬القانون،‭ ‬فلا‭ ‬تفوتوا‭ ‬فرصة‭ ‬الإصغاء‭.‬

وأؤيد‭ ‬الاتفاق‭ ‬النيابي‭ ‬الحكومي‭ ‬بإلغاء‭ ‬مادة‭ ‬بقانون‭ ‬التطوع‭ ‬قررت‭ ‬صرف‭ ‬مكافأة‭ ‬مالية‭ ‬للمتطوع؛‭ ‬لأن‭ ‬التطوع‭ ‬رديف‭ ‬عدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مقابل،‭ ‬ولكن‭ ‬بعض‭ ‬البحرينيين‭ ‬يشوهون‭ ‬تعريف‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح،‭ ‬ويحولونه‭ ‬لاستحقاق؛‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتعويض‭ ‬مالي‭ ‬أو‭ ‬وظيفة،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يستقيم‭ ‬مع‭ ‬فلسفة‭ ‬التطوع‭.‬

التطوع‭ ‬رسالة‭ ‬نبيلة،‭ ‬ولذته‭ ‬رائعة،‭ ‬وبخاصة‭ ‬لمن‭ ‬قضى‭ ‬شطرا‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬بالعمل‭ ‬بمؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬والتي‭ ‬تنذر‭ ‬وقتك‭ ‬وجهدك‭ ‬لها‭ ‬بكل‭ ‬حب،‭ ‬ولا‭ ‬تسأل‭ ‬عن‭ ‬مقابل،‭ ‬بل‭ ‬تضع‭ ‬من‭ ‬رصيدك‭ ‬لإنعاش‭ ‬روح‭ ‬الجمعية‭! ‬

أما‭ ‬من‭ ‬يفكر‭ ‬بإنعاش‭ ‬جيبه‭ ‬بالدنانير‭ ‬من‭ ‬التطوع،‭ ‬فإنه‭ ‬قد‭ ‬طرق‭ ‬الباب‭ ‬الخاطئ،‭ ‬وتحوّل‭ ‬إلى‭ ‬ماكينة‭ ‬صنع‭ ‬الشاي‭ ‬والقهوة‭ ‬المدفوعة‭ ‬الأجر‭: ‬ضع‭ ‬100‭ ‬فلس،‭ ‬وانتظر‭ ‬دقيقة‭ ‬لاستلام‭ ‬مشروبك‭ ‬ساخنا‭.‬

من‭ ‬حق‭ ‬المتطوع‭ ‬أن‭ ‬يسوّق‭ ‬كفاءته‭ ‬لنيل‭ ‬الوظيفة‭ ‬المناسبة،‭ ‬ويجب‭ ‬اختيار‭ ‬الأجدر‭.‬

 

تيار

“النفس‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬المديح‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬فرعون‭!‬”‭.‬

مولانا‭ ‬جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي