علينا العودة للقيم الإنسانية

| فرات البسام

إن‭ ‬صناعة‭ ‬البطولة‭ ‬الزائفة‭ ‬بخيال‭ ‬المجد‭ ‬ممكنة‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬حصان‭ ‬عليل‭ ‬ونحيف‭ ‬وسيف‭ ‬صدئ‭ ‬ورماح‭ ‬هزيلة‭ ‬لحروب‭ ‬طروادة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬يقرأ‭ ‬ويكتب‭ ‬تاريخ‭ ‬الأمم‭ ‬هم‭ ‬المبدعون‭ ‬والمثقفون‭ ‬والعباقرة،‭ ‬وكثيرا‭ ‬ما‭ ‬يجحد‭ ‬حقهم‭ ‬أثناء‭ ‬حياتهم،‭ ‬لكن‭ ‬قد‭ ‬تنصفهم‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭ ‬لينالوا‭ ‬جائزة‭ ‬للإبداع‭ ‬عن‭ ‬خدماتهم‭ ‬ونحن‭ ‬عظام‭ ‬في‭ ‬القبور‭ ‬للأسف،‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬شفافا‭ ‬في‭ ‬كتابتي‭ ‬وواقعيا‭ ‬فأنا‭ ‬حقيقة‭ ‬لم‭ ‬أتوقع‭ ‬أن‭ ‬يختبئ‭ ‬العالم‭ - ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬استثناء‭ - ‬من‭ ‬فايروس‭ ‬جبان‭ ‬ينتهز‭ ‬الفرصة‭ ‬كي‭ ‬يختبئ‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬أعضاء‭ ‬الإنسان‭ ‬والعين‭ ‬لا‭ ‬تراه‭ ‬واستطاع‭ ‬أن‭ ‬يرهن‭ ‬العالم‭ ‬بأكمله‭ ‬إلى‭ ‬قضاء‭ ‬الله،‭ ‬ولم‭ ‬تنفع‭ ‬صواريخ‭ ‬عابرة‭ ‬للقارات‭ ‬ولا‭ ‬نووية‭ ‬ولا‭ ‬ذرية،‭ ‬فقادة‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬والبنتاغون‭ ‬موجودون‭ ‬في‭ ‬الحجر،‭ ‬وكذلك‭ ‬هم‭ ‬موظفو‭ ‬الكرملين‭ ‬والشانزليزيه‭ ‬وقصر‭ ‬باكنغهام‭ ‬والمدينة‭ ‬المحرمة‭ ‬الصينية،‭ ‬وأوروبا‭ ‬تبرأت‭ ‬من‭ ‬حلفها،‭ ‬وما‭ ‬رأيته‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءاتي‭ ‬الكثيرة‭ ‬والتحليلية‭ ‬أن‭ ‬دولا‭ ‬كثيرة‭ ‬منها‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬نظام‭ ‬العولمة‭ ‬ومنها‭ ‬التي‭ ‬تدعي‭ ‬الإسلام‭ ‬بكلمات‭ ‬مربوطة‭ ‬بجمل‭ ‬تزين‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬بالعدل‭ ‬والمساواة،‭ ‬ولكنها‭ ‬تخفي‭ ‬البؤس‭ ‬والعنف‭ ‬والظلم‭.‬

لابد‭ ‬من‭ ‬إيصال‭ ‬تلك‭ ‬الحقيقة‭ ‬بوضوح‭ ‬بأن‭ ‬يشفى‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬العنصري‭ ‬والتخلف‭ ‬وأن‭ ‬يعرف‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬أنه‭ ‬عبد‭ ‬من‭ ‬عباد‭ ‬الله‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬بشر‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يفرق‭ ‬عنه‭ ‬إلا‭ ‬بالعلم‭ ‬والعلماء،‭ ‬وهم‭ ‬خلفاء‭ ‬الله‭ ‬بالأرض،‭ ‬وإن‭ ‬أكرمكم‭ ‬عند‭ ‬الله‭ ‬أتقاكم،‭ ‬وأدعو‭ ‬للحقيقة‭ ‬محاولا‭ ‬فك‭ ‬النصوص‭ ‬لإيجاد‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنصرية؟‭ ‬لكنني‭ ‬رأيتها‭ ‬واحدة‭ ‬بل‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الرسالة‭ ‬السماوية‭ ‬اليوم‭ ‬واضحة‭ ‬لم‭ ‬تستثن‭ ‬أحدا،‭ ‬للمؤمن‭ ‬الذي‭ ‬أكدت‭ ‬له‭ ‬تلك‭ ‬الرسالة‭ ‬أن‭ ‬إيمانه‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬والله‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬والمنافق‭ ‬المتلبس‭ ‬بالدين‭ ‬أو‭ ‬الطائفة‭ ‬والعنصري‭ ‬والطائفي،‭ ‬أكتب‭ ‬الخير‭ ‬وأتهجد‭ ‬به‭ ‬لأنني‭ ‬علقت‭ ‬توبتي‭ ‬على‭ ‬أستار‭ ‬المرايا،‭ ‬فنحن‭ ‬من‭ ‬نسل‭ ‬آدم‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬دمعة‭ ‬حزن‭ ‬تجمعنا‭ ‬لأننا‭ ‬سنخسر‭ ‬الدنيا،‭ ‬وأنا‭ ‬لن‭ ‬أذهب‭ ‬لعرافة‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬انتظر‭ ‬سطوع‭ ‬الضوء‭ ‬لتكتشف‭ ‬القادم‭ ‬فأنا‭ ‬أعلم‭ ‬منذ‭ ‬ملحمة‭ ‬جلجامش‭ ‬والفشل‭ ‬الذريع‭ ‬يرافق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬رحلته‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬الخلود‭.‬

اليوم‭ ‬أصبح‭ ‬العالم‭ ‬يطبق‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الفيلسوف‭ ‬الألماني‭ ‬إيمانويل‭ (‬علينا‭ ‬العودة‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭).‬