ما وراء الحقيقة

المرأة وكورونا

| د. طارق آل شيخان الشمري

في‭ ‬خضم‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬خلفته‭ ‬من‭ ‬مآس‭ ‬وضحايا‭ ‬ولم‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬دين‭ ‬وعرق‭ ‬ولون،‭ ‬وما‭ ‬تلاها‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬اقتصادية‭ ‬وصحية‭ ‬طالت‭ ‬الجميع‭ ‬بلا‭ ‬استثناء،‭ ‬أكدنا‭ ‬بمجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬العربية‭ ‬الدولية‭ (‬كارنتر‭) ‬أن‭ ‬مسؤولية‭ ‬التصدي‭ ‬لجائحة‭ ‬كورونا‭ ‬جماعية‭ ‬وتشترك‭ ‬فيها‭ ‬الحكومات‭ ‬وكل‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬خصوصا‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬عاملا‭ ‬مهما‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الفيروس‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الوطني‭ ‬والتربوي‭ ‬والصحي،‭ ‬وهذا‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬صمام‭ ‬الأمان‭ ‬للأسرة،‭ ‬بالتعاون‭ ‬طبعا‭ ‬مع‭ ‬رب‭ ‬الأسرة‭.‬

ولابد‭ ‬من‭ ‬القول‭ ‬إنه‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬والجبارة‭ ‬والمشكورة‭ ‬أيضا‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬والأمنية‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬خصوصا‭ ‬للتصدي‭ ‬بكل‭ ‬قوة‭ ‬ومكافحة‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬العالمية،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬المشاركة‭ ‬الجماعية‭ ‬والعمل‭ ‬الجماعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬لهذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬فهو‭ ‬بالمقام‭ ‬الأول‭ ‬واجب‭ ‬ديني‭ ‬ووطني‭ ‬وصحي‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬واجبا‭ ‬أسريا‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬المشاركة‭ ‬فيه‭. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬ضرورة‭ ‬قصوى‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬كل‭ ‬كيان‭ ‬وتجمع‭ ‬وفرد‭ ‬يعيش‭ ‬بالمجتمع،‭ ‬وأول‭ ‬هذه‭ ‬الكيانات‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬عليها‭ ‬القيام‭ ‬بهذه‭ ‬الواجبات‭ ‬الثلاث‭ ‬الصحية‭ ‬والدينية‭ ‬والوطنية‭ ‬الأسرة،‭ ‬فهي‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬تعتبر‭ ‬خط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬لمحاصرة‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬والتصدي‭ ‬له‭ ‬بكل‭ ‬الوسائل‭ ‬المتاحة‭. ‬

وهذا‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬المرأة‭ ‬ربة‭ ‬البيت‭ ‬تقود‭ ‬هذا‭ ‬الخط‭ ‬الدفاعي،‭ ‬ويكون‭ ‬ذلك‭ ‬بالطبع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارتها‭ ‬وقيادتها‭ ‬وممارسة‭ ‬مهامها‭ ‬الأسرية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقها،‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬تنفيذ‭ ‬ما‭ ‬تقرره‭ ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬والأمنية،‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬لحظر‭ ‬التجوال‭ ‬والإرشادات‭ ‬الصحية،‭ ‬وغرس‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬المتمثلة‭ ‬بعدم‭ ‬مخالفة‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬والاحترازية‭ ‬التي‭ ‬تقررها‭ ‬السلطات،‭ ‬لتكون‭ ‬سندا‭ ‬وداعما‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬والتصدي‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬العالمية‭. ‬إذا‭ ‬الأسرة‭ ‬بقيادة‭ ‬المرأة‭ ‬كيان‭ ‬فاعل‭ ‬وعامل‭ ‬مهم‭ ‬وخط‭ ‬الدفاع‭ ‬الأول‭ ‬لتنفيذ‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تطلبه‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬الأسري،‭ ‬للمساهمة‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الكيانات‭ ‬للقضاء‭ ‬نهائيا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬المرض‭ ‬الخطير،‭ ‬وأية‭ ‬أمراض‭ ‬أخرى‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭ ‬قد‭ ‬تضرب‭ ‬العالم‭.‬