ياسمينيات

لتصرف الرواتب مباشرة

| ياسمين خلف

ما‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬الحكومة‭ ‬الموقرة‭ ‬من‭ ‬التكفل‭ ‬برواتب‭ ‬المواطنين‭ ‬البحرينيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والمسجلين‭ ‬لدى‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للتأمين‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ولمدة‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر،‭ ‬ضمن‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭ ‬لمواجهة‭ ‬تداعيات‭ ‬وباء‭ ‬الكورونا‭ (‬كوفيد‭ ‬19‭)‬،‭ ‬موقف‭ ‬حكومي‭ ‬اقتصادي‭ ‬مسؤول،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬أرباب‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬أبدوا‭ ‬لموظفيهم‭ ‬حجم‭ ‬الخسائر‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬لحقت‭ ‬بهم‭ ‬جراء‭ ‬توقف‭ ‬العمل‭ ‬وتوقف‭ ‬الإنتاجية،‭ ‬وهو‭ ‬حال‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نكرانه،‭ ‬والجميع‭ ‬سواءً‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬أو‭ ‬الموظفين،‭ ‬هم‭ ‬ضحايا‭ ‬الانهيار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬تعاني‭ ‬اليوم‭ ‬منه‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تقريباً،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬المؤسف‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬أن‭ ‬أرباب‭ ‬أعمالهم‭ ‬أعلنوا‭ ‬لهم‭ ‬عدم‭ ‬صرف‭ ‬الرواتب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬توقف‭ ‬العمل،‭ ‬بل‭ ‬هددوهم‭ ‬بتسريحهم‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬إن‭ ‬هم‭ ‬اشتكوا‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬جهة‭ ‬سواءً‭ ‬الصحافة‭ ‬أو‭ ‬الوزارة‭!‬

ما‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه،‭ ‬هو‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬آلية‭ ‬مراقبة‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬صرف‭ ‬رواتب‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والذي‭ ‬بدأت‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬منذ‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬في‭ ‬تدشين‭ ‬خدمة‭ ‬تسجيل‭ ‬إلكترونية‭ ‬لأصحاب‭ ‬الأعمال‭. ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نشكك‭ ‬في‭ ‬ذمة‭ ‬وضمير‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال،‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يتضرر‭ ‬أحد،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬سيفتح‭ ‬الباب‭ ‬للبعض،‭ ‬وأكرر‭ ‬للبعض‭ ‬للتلاعب،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬الظلم‭ ‬الذي‭ ‬قد‭ ‬يلحق‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬جراء‭ ‬التحايل‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬المعلومات‭. ‬

ويمكن‭ ‬لوزارة‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬لأي‭ ‬تلاعب‭ ‬عبر‭ ‬صرفها‭ ‬شخصياً‭ ‬رواتب‭ ‬الموظفين،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬توعز‭ ‬لكل‭ ‬شركة‭ ‬أو‭ ‬مؤسسة‭ ‬خاصة‭ ‬إرسال‭ ‬قائمة‭ ‬بأسماء‭ ‬وحسابات‭ ‬الموظفين‭ ‬البنكية،‭ ‬لضمان‭ ‬استلام‭ ‬جميع‭ ‬الموظفين‭ ‬رواتبهم‭ ‬دونما‭ ‬نقصان،‭ ‬وأن‭ ‬تخصص‭ ‬خطاً‭ ‬ساخناً‭ ‬لتلقي‭ ‬شكاوى‭ ‬الموظفين‭ ‬المتضررين‭ ‬بسرية‭ ‬تامة،‭ ‬خصوصاً‭ ‬أن‭ ‬الموظفين‭ ‬أبدوا‭ ‬تخوفهم‭ ‬من‭ ‬الشكوى،‭ ‬حفاظاً‭ ‬على‭ ‬مورد‭ ‬رزقهم،‭ ‬وخوفاً‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬أرزاقهم‭ ‬بتسريحهم‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬بعد‭ ‬انقضاء‭ ‬أزمة‭ ‬الكورونا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬هدد‭ ‬البعض‭ ‬به‭ ‬موظفيه،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يجرؤ‭ ‬عليه‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الموظفين،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬يعولون‭ ‬أسرا،‭ ‬وعليهم‭ ‬التزامات‭ ‬مالية‭ ‬وقروض‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬من‭ ‬المسؤوليات،‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تحتمل‭ ‬اصطفافهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬طابور‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭. ‬

ياسمينة‭:

‬فلتكن‭ ‬عملية‭ ‬صرف‭ ‬الرواتب‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬مباشرة‭.‬