نبض العالم

ليتعلموا منا “حقوق الانسان”!!

| علي العيناتي

شنّ‭ ‬النجمان‭ ‬السابقان‭ ‬الكاميروني‭ ‬ايتو‭ ‬والايفواري‭ ‬دروغبا‭ ‬هجوماً‭ ‬عنيفاً‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬الفرنسيين‭ ‬الذي‭ ‬اقترحوا‭ ‬تجربة‭ ‬اللقاح‭ ‬المعد‭ ‬لعلاج‭ ‬فايروس‭ ‬كورونا‭ ‬أولا‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬قبل‭ ‬اعتماده‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭..‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬ايتو‭ ‬ان‭ ‬افريقيا‭ ‬ليست‭ ‬حقلا‭ ‬للتجارب‭ ‬بينما‭ ‬طلب‭ ‬دروغبا‭ ‬الإنصاف‭ ‬وعدم‭ ‬معاملة‭ ‬أناس‭ ‬افريقيا‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬قطيع‭ ‬من‭ ‬الخنازير‭ ‬“أجلكم‭ ‬الله”‭.‬

‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬الاطباء‭ ‬الفرنسيين‭ ‬قد‭ ‬تجاوزوا‭ ‬كل‭ ‬الأعراف‭ ‬والقيم‭ ‬بهذا‭ ‬الإدعاء‭ ‬المخزي‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬انتهاكاً‭ ‬صارخاً‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭..‬فالأفارقة‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬أصحاب‭ ‬البشرة‭ ‬السمراء‭ ‬هم‭ ‬أسوةً‭ ‬ببقية‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬فرق‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬الآخرين‭..‬فلماذا‭ ‬يستمر‭ ‬التمييز‭ ‬والانتقاص‭ ‬من‭ ‬حقوقهم‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬لم‭ ‬يخلقوا‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الخالق‭ ‬والعياذ‭ ‬بالله‭ ‬جل‭ ‬في‭ ‬علاه؟‭!!. ‬

‭  ‬هذه‭ ‬التصاريح‭ ‬غير‭ ‬المسؤولة‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬أميركا‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬تأتي‭ ‬امتداداً‭ ‬لسلسة‭ ‬من‭ ‬التصاريح‭ ‬والمواقف‭ ‬السلبية‭ ‬تجاه‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬رغم‭ ‬تشدقهم‭ ‬بها‭ ‬وادعائهم‭ ‬الكاذب‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬بأنهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يحترمها‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬الدفاع‭ ‬عنها‭.‬

‭  ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬جاءت‭ ‬لتقطع‭ ‬الشك‭ ‬باليقين‭ ‬وتبرهن‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع‭ ‬رحمة‭ ‬دولنا‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المصابين‭ ‬بكورونا‭ ‬مقارنةً‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬حتى‭ ‬ربع‭ ‬ما‭ ‬قدمت‭ ‬دولنا‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الخطير‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬رعاياها‭ ‬قبل‭ ‬الغرباء‭ ‬عنها‭..‬فقط‭ ‬انظروا‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الصغيرة‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬مساحتها‭ ‬والكبيرة‭ ‬جداً‭ ‬بعطائها‭ ‬ماذا‭ ‬قدمت‭ ‬وكيف‭ ‬رعت‭ ‬المصابين‭ ‬لتتعلموا‭ ‬منها‭ ‬المعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بالصورة‭ ‬الكاملة‭ ‬دون‭ ‬تزييف‭ ‬او‭ ‬تشويه‭ ‬أو‭ ‬ادعاءات‭ ‬باطلة‭.. ‬فسمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬قائد‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬والرجل‭ ‬الذي‭ ‬تعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬بكل‭ ‬دهاء‭ ‬وذكاء‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬أولوية‭ ‬تسعى‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭..‬وما‭ ‬يمس‭ ‬مواطنا‭ ‬أو‭ ‬مقيما‭ ‬واحداً‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المملكة‭ ‬يمس‭ ‬الوطن‭ ‬بأكمله‭..‬اي‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬اعتبرت‭ ‬جميع‭ ‬المصابين‭ ‬سواسية‭ ‬ولهم‭ ‬نفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والرعاية‭ ‬دون‭ ‬ان‭ ‬تضع‭ ‬اعتبارات‭ ‬الجنس،‭ ‬او‭ ‬العرق،‭ ‬او‭ ‬اللون‭ ‬او‭ ‬الديانة‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لمسه‭ ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭.. ‬فالمحاجر‭ ‬الصحية‭ ‬تضج‭ ‬بالآسيويين‭ ‬وفئة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الأفارقة‭ ‬والأوروبيين‭ ‬والأجانب‭ ‬المسلمين‭ ‬منهم‭ ‬وغير‭ ‬المسلمين‭. ‬

‭ ‬فيا‭ ‬ايتو‭ ‬ويا‭ ‬دروغبا‭ ‬عليكم‭ ‬التعود‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬المستفزة‭ ‬لأنها‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬بحقكم‭..‬وتيقنوا‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬تجدوا‭ ‬من‭ ‬ينصفكم‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬غيرنا‭ ‬فهذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬من‭ ‬ديننا‭ ‬الذي‭ ‬منحنا‭ ‬إياه‭ ‬رب‭ ‬البشر‭ ‬ليكون‭ ‬رحمةً‭ ‬لنا‭ ‬ولكل‭ ‬البشر‭!!.‬