سمو الأمير سلمان... والجيش الأبيض (1)

| كاظم السعيد

“المملكة‭ ‬ستنتصر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬التحديات‭ ‬بالروح‭ ‬الوطنية‭ ‬ومشاركة‭ ‬مجتمع‭ ‬واع”،‭ ‬بهذه‭ ‬الكلمات‭ ‬عبر‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬الأمين‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬عن‭ ‬إصراره‭ ‬الحثيث‭ ‬على‭ ‬قيادة‭ ‬الجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬لمواجهة‭ ‬وباء‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ (‬COVID-19‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬بادر‭ ‬سموه‭ ‬بالتصدي‭ ‬له‭ ‬مبكرا،‭ ‬حيث‭ ‬الحكمة‭ ‬وجهوزية‭ ‬القرار‭ ‬بأهمية‭ ‬الخطوات‭ ‬الاستباقية‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬سموه،‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬استمرار‭ ‬حرية‭ ‬التنقل‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬المنزل‭ ‬للضرورات‭ ‬المعيشية‭ ‬للجميع،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اتخاذه‭ ‬من‭ ‬قرارات‭ ‬وإجراءات‭ ‬هدفها‭ ‬الأول‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬كونها‭ ‬أولوية‭ ‬دائمة‭.‬

لقد‭ ‬كانت‭ ‬توجيهات‭ ‬وإدارة‭ ‬سموه‭ ‬ملف‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والفريق‭ ‬الوطني،‭ ‬مثالا‭ ‬يحتذى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأزمات،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬بعث‭ ‬الطمأنينة‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬البحرينيين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وجعل‭ ‬البحرين‭ ‬مميزة‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬وجاهزيتها‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق،‭ ‬والذي‭ ‬يواجه‭ ‬شتى‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬وكانت‭ ‬شهادات‭ ‬التقدير‭ ‬والإشادة‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬التميز‭ ‬الذي‭ ‬حظيت‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات‭ ‬كشهادة‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬كلها‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬ومستحقة‭ ‬لسموه‭ ‬على‭ ‬حسن‭ ‬إدارته‭ ‬مجريات‭ ‬وأحداث‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬وللفريق‭ ‬الوطني‭ ‬الذي‭ ‬ضم‭ ‬خبرات‭ ‬وكفاءات‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬التخصصات‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬ظروفنا‭ ‬الراهنة‭ ‬بكل‭ ‬جهد‭ ‬وإخلاص،‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭ ‬إدارة‭ ‬الأزمة‭ ‬الراهنة‭ ‬بقيادة‭ ‬سموه‭ ‬جديرة‭ ‬بكل‭ ‬الثناء‭ ‬والتقدير،‭ ‬لما‭ ‬اتسمت‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬حنكة‭ ‬وحكمة‭ ‬وكفاءة‭ ‬ومهنية‭ ‬عالية،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬واضح‭ ‬وجلي‭.‬

وفي‭ ‬سياق‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النجاح‭ ‬الباهر‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المواجهة‭ ‬والذي‭ ‬أشاد‭ ‬به‭ ‬مدير‭ ‬عام‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تيدروس‭ ‬أهانوم‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬حديث‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬الموقف‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إشادته‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬والتدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬المملكة‭ ‬لاحتواء‭ ‬الوباء‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليه،‭ ‬حيث‭ ‬اشتمل‭ ‬تقرير‭ ‬المنظمة‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬حصدت‭ ‬بتنفيذها‭ ‬الإشادة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬الفريق‭ ‬الوطني‭ ‬لوضع‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لاحتواء‭ ‬ومنع‭ ‬انتشار‭ ‬المرض‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تأمين‭ ‬المنافذ‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬لفحص‭ ‬القادمين‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الموبوءة‭ ‬وتحويلهم‭ ‬إلى‭ ‬مراكز‭ ‬إيواء‭ ‬للعزل‭ ‬والعلاج،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬اعتمادا‭ ‬على‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬والتمريضي‭ ‬ورجال‭ ‬الأمن‭ ‬والجيش،‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الجيش‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬مضحيا‭ ‬بنفسه‭ ‬وروحه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭ ‬ومقيميها،‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬ننسى‭ ‬منهجية‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬اتبعتها‭ ‬هذه‭ ‬الفرق‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬استقبال‭ ‬القادمين‭ ‬بالفحص‭ ‬والحجر‭ ‬والعزل‭ ‬والقرارات‭ ‬السريعة‭ ‬والعاجلة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الوباء‭.‬