لمحات

الثقة بالنظام الصحي

| د.علي الصايغ

لا‭ ‬يخفى‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬الخطر‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬واجهته‭ ‬الصين‭ ‬بكل‭ ‬بسالة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومة‭ ‬صحية‭ ‬متكاملة،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬للأزمات،‭ ‬وأرقام‭ ‬خيالية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات،‭ ‬وتوظيف‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والكوادر‭ ‬الطبية‭ ‬المؤهلة،‭ ‬والإحساس‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشعب،‭ ‬والقدرة‭ ‬المهولة‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬القدرة‭ ‬الاستيعابية،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬الذي‭ ‬ظهر‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬ووهان‭ ‬أولاً،‭ ‬وحصد‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الأرواح،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬تعلنه‭ ‬وباءً‭ ‬عالمياً،‭ ‬اجتاح‭ ‬بقاع‭ ‬الأرض‭ ‬قاطبة‭ ‬بسرعة‭ ‬انتشار‭ ‬رهيبة‭.‬

كما‭ ‬تتعامل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مع‭ ‬خطر‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬بكل‭ ‬مهنية‭ ‬ومسؤولية،‭ ‬بينما‭ ‬تهاوت‭ ‬أنظمة‭ ‬صحية‭ ‬عالمية‭ ‬أمام‭ ‬الفيروس،‭ ‬وفشلت‭ ‬في‭ ‬مواجهته‭ ‬بالطريقة‭ ‬المثلى،‭ ‬وبالتالي‭ ‬حصد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭ ‬كفانا‭ ‬الله،‭ ‬وفي‭ ‬ذلك‭ ‬مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬جداً‭ ‬تلقى‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬كل‭ ‬المسؤولين‭ ‬عن‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فكيف‭ ‬لأنظمة‭ ‬تدعي‭ ‬التقدم،‭ ‬ومواصلة‭ ‬البحث‭ ‬العلمي،‭ ‬والاستعداد،‭ ‬أن‭ ‬تقف‭ ‬عاجزة‭ ‬أمام‭ ‬هذا‭ ‬الوباء،‭ ‬وتجعل‭ ‬الناس‭ ‬يلقون‭ ‬حتفهم‭ ‬دون‭ ‬مساعدة،‭ ‬فماذا‭ ‬علمهم‭ ‬كورونا‭ ‬من‭ ‬دروس؟‭ ‬وهل‭ ‬سيتكرر‭ ‬عجز‭ ‬النظام‭ ‬الصحي‭ ‬العالمي‭ ‬مستقبلاً‭ ‬بعد‭ ‬انقشاع‭ ‬هذه‭ ‬الغمة؟‭!‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يتحلى‭ ‬الجميع‭ ‬بحس‭ ‬المسؤولية‭ ‬تجاه‭ ‬هذا‭ ‬الخطر‭ ‬حتى‭ ‬تتكامل‭ ‬الجهود،‭ ‬وذلك‭ ‬بالالتزام‭ ‬التام‭ ‬بالتعليمات‭ ‬الموجبة‭ ‬للوقاية‭ ‬من‭ ‬المرض،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬انتشاره،‭ ‬وعدم‭ ‬الاستهانة‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬الإرشادات‭ ‬الصحية‭ ‬والتنظيمية،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬نثق‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬أجهزتنا‭ ‬الصحية،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬الصعاب،‭ ‬وتفادي‭ ‬الأخطاء،‭ ‬ونحمد‭ ‬الله‭ ‬أولاً‭ ‬وأخيراً‭ ‬بأننا‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬الوطن‭ ‬المعطاء‭.‬