مُلتقطات

مدارسُ القرآن... “النبأ العظيم” أنموذجاً

| د. جاسم المحاري

ذكرَ‭ ‬أهلُ‭ ‬العلمِ‭ ‬في‭ ‬مُتون‭ ‬المصنّفات‭ ‬فضل‭ ‬تعليم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬Teaching the Holy Quran‭ ‬وتعّلمه‭ ‬وحفظه‭ ‬وبيانه‭ ‬بأنه‭ ‬“ذروة‭ ‬سنام‭ ‬الإسلام”،‭ ‬بل‭ ‬وقدَّمه‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬الجهاد‭ ‬الذي‭ ‬سيُسأل‭ ‬عنه‭ ‬ويُجزى‭ ‬به‭ ‬ويُستكفى‭ ‬منه،‭ ‬فخيركم‭ ‬مَنْ‭ ‬تَعلَّمه‭ ‬وعلَّمه‭ ‬ليكون‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬خاصته‭ ‬وشفيعاً‭ ‬له‭ ‬ونوراً‭ ‬يهتدي‭ ‬به‭ ‬وسبيلاً‭ ‬يٌقتدى‭ ‬إلى‭ ‬الصراط‭ ‬المستقيم‭ ‬الذي‭ ‬يُزّين‭ ‬بعذب‭ ‬الأصوات‭ ‬وتدّبر‭ ‬العقول‭ ‬وتعرّف‭ ‬الشرائع‭ ‬وتفقّه‭ ‬الأحكام‭ ‬وتتّبع‭ ‬المنهاج‭ ‬لما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬عظيم‭ ‬الأجر‭ ‬في‭ ‬معرفة‭ ‬سُبُل‭ ‬السعادة‭ ‬والشقاء‭ ‬ودقائق‭ ‬الذنوب‭ ‬والمعاصي‭ ‬وأبواب‭ ‬الدعاء‭ ‬والصلاة‭ ‬في‭ ‬أجلّ‭ ‬الرّتب‭ ‬وعلو‭ ‬النُّزُل‭.‬

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬السياق،‭ ‬جاء‭ ‬إنشاء‭ ‬“إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم”‭ ‬التابعة‭ ‬لوزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬عام‭ ‬2011م‭ ‬كخطوة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬السبيل‭ ‬الذي‭ ‬تُدار‭ ‬به‭ ‬شؤون‭ ‬مُحكم‭ ‬الكتاب‭ ‬ومراكزه‭ ‬العاملة،‭ ‬ومن‭ ‬جملة‭ ‬هذه‭ ‬المراكز‭ ‬المحلية‭ ‬بِمِثَالِها‭ ‬لا‭ ‬حَصرِهَا،‭ ‬برزَ‭ ‬مركز‭ ‬“النبأ‭ ‬العظيم‭ ‬لعلوم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم”‭ ‬الذي‭ ‬تأسّس‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬2018م‭ ‬بمبادرة‭ ‬ثلة‭ ‬من‭ ‬ذوي‭ ‬الخبرة‭ ‬والتجربة‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الكتاب‭ ‬وتدريس‭ ‬علومه‭ ‬بعد‭ ‬اختلاج‭ ‬فكرة‭ ‬إنشائه‭ ‬بينهم؛‭ ‬كمركز‭ ‬مستقل‭ ‬يعمل‭ ‬لِأنْ‭ ‬يكون‭ ‬مركزاً‭ ‬رائدًا‭ ‬يخدم‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬البحرين‭ ‬ورفدها‭ ‬بالكفؤ‭ ‬من‭ ‬المدرسين‭ ‬في‭ ‬مساقي‭ ‬“التأسيس‭ ‬على‭ ‬القراءة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والحفظ”‭ ‬للصغار،‭ ‬وللكبار‭ ‬في‭ ‬مساقي‭ ‬“القراءة‭ ‬الصحيحة‭ ‬والتلاوة”‭ ‬بشقيها‭ ‬النظري‭ ‬والعملي‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬لِأنْ‭ ‬يتبوأ‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬يُشار‭ ‬لها‭ ‬بعديد‭ ‬البنان‭ ‬كواحد‭ ‬من‭ ‬مدارس‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬التي‭ ‬عَهِدَت‭ ‬على‭ ‬نفسها‭ ‬وسيلة‭ ‬باصرة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الدعوة‭ ‬السمحة‭ ‬وفق‭ ‬مكنون‭ ‬الكتاب‭ ‬والتعريف‭ ‬بالأركان‭ ‬التي‭ ‬حَفِظَتْ‭ ‬ضرورات‭ ‬الدين‭ ‬والمال‭ ‬والعقل‭ ‬والعرض،‭ ‬وآمنت‭ ‬بالتعاليم‭ ‬الحقّة‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الإنسان‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تُحدّ‭ ‬بِأٌطُرِ‭ ‬السنّ‭ ‬أو‭ ‬العلم‭.‬

نافلة‭: ‬

حاز‭ ‬مركز‭ ‬“النبأ‭ ‬العظيم‭ ‬لعلوم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم”‭ ‬الفتّي‭ ‬على‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬بين‭ (‬39‭) ‬مركزا‭ ‬وحلقة‭ ‬لتعليم‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ - ‬قسم‭ ‬الذكور‭ ‬للعام‭ ‬الدراسي‭ ‬2018‭/‬2019م‭ ‬في‭ ‬التقييم‭ ‬السنوي‭ ‬للمراكز‭ ‬والحلقات‭ ‬القرآنية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭. ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬تقديرٌ‭ ‬مستحقٌ‭ ‬لعطاء‭ ‬وتفان‭ ‬تخطى‭ ‬الحدود‭ ‬المعهودة‭ ‬في‭ ‬الإنجاز‭ ‬المتقن‭ ‬والبذل‭ ‬الخالص‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬كوادر‭ ‬بحرينية‭ ‬خالصة‭ ‬نذرت‭ ‬نفسها‭ ‬لخدمة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬600‭) ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬وطنها‭ ‬البحرين‭. ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬هيكليته‭ ‬التراتبية‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬رقابي‭ ‬وتنفيذي،‭ ‬انبثق‭ ‬عنه‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬ومشرف‭ ‬عام‭ ‬وأمين‭ ‬سر‭ ‬ومشرفا‭ ‬فترتين‭ ‬وأمين‭ ‬مالي‭ ‬ورئيسا‭ ‬لجنة‭ ‬الأنشطة‭ ‬والإعلام،‭ ‬وفق‭ ‬نظام‭ ‬انتخابي‭ ‬كل‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬دراسية‭ ‬تبدأ‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬وتنتهي‭ ‬في‭ ‬أغسطس‭. ‬

تهانينا‭ ‬القلبية‭ ‬لِخَدَمة‭ ‬الكتاب‭ ‬الكريم‭ ‬بواسع‭ ‬العطاء‭ ‬وخالص‭ ‬المجهود‭.‬