من فيض التوجيه الملكي... ولي العهد والتدبير المحكم

| حسين العويناتي

تتجلى‭ ‬معاني‭ ‬الوطنية‭ ‬والوحدة‭ ‬والتآلف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬بالالتفاف‭ ‬حول‭ ‬قيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المفدى‭ ‬أيده‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بأبهى‭ ‬صورها،‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬قيادة‭ ‬وشعبا‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬أزمة‭ ‬“كورونا”‭ ‬مثلا‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬وقصة‭ ‬كفاح‭ ‬ونجاح‭ ‬في‭ ‬الإجراء‭ ‬المنظم‭ ‬والتدبير‭ ‬المحكم‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬عصفت‭ ‬بالعالم‭ ‬وأسقطت‭ ‬أنظمة‭ ‬صحية‭ ‬لدول‭ ‬يشهد‭ ‬لسبقها‭ ‬الطبي‭ ‬وما‭ ‬تمتلكه‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬علمية‭ ‬متراكمة‭ ‬ومعاهد‭ ‬أبحاث‭ ‬طبية‭ ‬متقدمة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬أثبتت‭ ‬للعالم‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬عنفوانها‭ ‬وصلابتها‭ ‬وتميزها‭ ‬بنظم‭ ‬أمرها،‭ ‬ووعي‭ ‬مواطنيها‭ ‬وتماسك‭ ‬نظامها‭ ‬الصحي‭.‬

انبثقت‭ ‬توجيهات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المفدى‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬بصيرة‭ ‬قائد‭ ‬فذ‭ ‬حكيم،‭ ‬تلمس‭ ‬هموم‭ ‬مواطنيه‭ ‬فجاءت‭ ‬مكرماته‭ ‬السخية‭ ‬داعمة‭ ‬لعموم‭ ‬أبنائه،‭ ‬ولكل‭ ‬القطاعات‭ ‬والفئات،‭ ‬هدأت‭ ‬من‭ ‬روع‭ ‬المحنة،‭ ‬فرفعوا‭ ‬أكفهم‭ ‬تضرعا‭ ‬لله‭ ‬بالدعاء‭ ‬لجلالته‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬شملهم‭ ‬من‭ ‬رعايته‭ ‬الأبوية‭.‬

وجاءت‭ ‬القرارات‭ ‬والإجراءات‭ ‬التي‭ ‬اتخذها‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬متفردة‭ ‬وسباقة‭ ‬وحاسمة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬المتفشي،‭ ‬أنقذت‭ ‬القرارات‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬الأرواح‭ ‬وحافظت‭ ‬على‭ ‬صحة‭ ‬وسلامة‭ ‬الجميع،‭ ‬ونحن‭ ‬نجني‭ ‬ثمارها‭ ‬كمواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬ابتدأها‭ ‬سموه‭ ‬بقرار‭ ‬عاجل‭ ‬لضخ‭ ‬ميزانية‭ ‬بالملايين‭ ‬لشراء‭ ‬أجهزة‭ ‬حساسة‭ ‬باهظة‭ ‬الثمن‭ ‬ومعدات‭ ‬طبية‭ ‬لدعم‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬استعدادا‭ ‬وتربصا‭ ‬بالوباء‭ ‬قبل‭ ‬فتكه‭ ‬وانتشاره،‭ ‬وقد‭ ‬آزر‭ ‬تلك‭ ‬القرارات‭ ‬الشجاعة‭ ‬والمصيرية‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬فريق‭ ‬حكومي‭ ‬فتي،‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬الوطن‭ ‬نباهي‭ ‬بهم‭ ‬ونفتخر،‭ ‬سمي‭ ‬بفريق‭ ‬البحرين،‭ ‬سمة‭ ‬وصف‭ ‬بها‭ ‬نتيجة‭ ‬عطاء‭ ‬متدفق‭ ‬وتميز‭ ‬لا‭ ‬محدود،‭ ‬فقوبلت‭ ‬تلك‭ ‬الإجراءات‭ ‬الاحترازية‭ ‬التي‭ ‬تخطت‭ ‬توقعات‭ ‬وتطلعات‭ ‬الجميع،‭ ‬برحابة‭ ‬صدر‭ ‬ووعي‭ ‬مجتمعي‭ ‬لا‭ ‬محدود‭. ‬

وما‭ ‬يزيد‭ ‬المرء‭ ‬غبطة‭ ‬وسرورا‭ ‬انتشار‭ ‬كثيف‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لكلمات‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬الصادقة‭ ‬والمعبرة‭ ‬عن‭ ‬حبه‭ ‬للجميع‭ ‬بلا‭ ‬تفرقة‭ ‬أو‭ ‬تفضيل،‭ ‬بنبرة‭ ‬صوت‭ ‬سموه‭ ‬الدافئة‭ ‬والمطمأنة‭ ‬لكل‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن‭ ‬والمقيمين،‭ ‬إذ‭ ‬قابل‭ ‬المواطنون‭ ‬تلك‭ ‬الرسائل‭ ‬العفوية‭ ‬والصادقة‭ ‬بمزيد‭ ‬من‭ ‬المحبة‭ ‬والعرفان‭ ‬لسموه،‭ ‬وتقديم‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء‭ ‬لسموه‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬عرفانا‭ ‬منهم‭ ‬لمواقفه‭ ‬الإنسانية‭ ‬النبيلة،‭ ‬وعلى‭ ‬إدارته‭ ‬المحكمة‭ ‬لأزمة‭ ‬تفشي‭ ‬المرض،‭ ‬كما‭ ‬قدموا‭ ‬شكرهم‭ ‬وثناءهم‭ ‬لمنتسبي‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وأشادوا‭ ‬بمهنيتهم‭ ‬العالية‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬ونقل‭ ‬المواطنون‭ ‬في‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي‭ ‬تلمسهم‭ ‬المباشر‭ ‬الحرفية‭ ‬التي‭ ‬يتمتع‭ ‬بها‭ ‬أفراد‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وعبروا‭ ‬عن‭ ‬مشاعرهم‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬قلوبهم‭ ‬النقية،‭ ‬يشكرون‭ ‬فيها‭ ‬درع‭ ‬الوطن‭ ‬المنيع‭ ‬وسده‭ ‬الحصين،‭ ‬ويشيدون‭ ‬بحضنها‭ ‬الجامع‭ ‬لكل‭ ‬بيت‭ ‬بحريني،‭ ‬وذلك‭ ‬ليس‭ ‬غريبا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬العتيدة،‭ ‬بقيادة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬المشير‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬الذي‭ ‬يتابع‭ ‬بدقة‭ ‬واهتمام‭ ‬بالغ‭ ‬احترافية‭ ‬الأداء‭ ‬وسير‭ ‬العمل‭ ‬وسرعة‭ ‬الإنجاز‭.‬

إنها‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها‭.. ‬طالما‭ ‬وقفوا‭ ‬يدا‭ ‬بيد‭ ‬مجتمعين‭ ‬متآزرين‭ ‬متحدين‭ ‬يغبطهم‭ ‬الداني‭ ‬والقاصي‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬الوطنية،‭ ‬تحميهم‭ ‬رعاية‭ ‬الله‭.‬