مبادرات الرئيس

| د. عبدالله الحواج

في‭ ‬الصميم‭ ‬من‭ ‬مواقف،‭ ‬والتاريخي‭ ‬من‭ ‬مبادرات،‭ ‬توقفت‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي‭ ‬على‭ ‬ثلاثة‭ ‬أخبار‭ ‬اعتلت‭ ‬صدر‭ ‬الصحف‭ ‬اليومية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬جميعها‭ ‬للتحوط،‭ ‬أو‭ ‬للاحتراز،‭ ‬أو‭ ‬لرأب‭ ‬أصداع‭ ‬كورونا،‭ ‬وجميعها‭ ‬تستهدف‭ ‬حماية‭ ‬المواطن،‭ ‬وصون‭ ‬كرامته،‭ ‬وترتيب‭ ‬أوليات‭ ‬حياته،‭ ‬الضمان‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ومضاعفة‭ ‬مخصصاته‭ ‬في‭ ‬ناحية،‭ ‬وبدء‭ ‬إجراءات‭ ‬تسليم‭ ‬منح‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الرمضانية‭ ‬إلى‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة‭ ‬في‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬ثم‭ ‬تلك‭ ‬المباحثات‭ ‬الأممية‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬بـ‭ ‬“الاتصال‭ ‬المرئي”‭ ‬لعرض‭ ‬دلالات‭ ‬مبادرة‭ ‬الرئيس‭ ‬القائد‭ ‬حول‭ ‬يوم‭ ‬الضمير‭ ‬العالمي‭.‬

ثلاثة‭ ‬أخبار‭ ‬تؤكد‭ ‬الطبيعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الخالصة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬المقام‭ ‬الأول‭ ‬باتجاه‭ ‬الهموم‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الواجب‭ ‬اتخاذها‭ ‬لدعم‭ ‬هذا‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المحنة،‭ ‬للترويح‭ ‬عنه،‭ ‬لتوفير‭ ‬الحاجات‭ ‬والضرورات‭ ‬التي‭ ‬تبيح‭ ‬جميع‭ ‬المحظورات،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬قبل‭ ‬كورونا،‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتواصل‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬عصر‭ ‬كورونا،‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يُرتكب‭ ‬من‭ ‬تضارب‭ ‬أو‭ ‬تباطؤ‭ ‬أو‭ ‬تغاضي‭ ‬قبل‭ ‬كورونا،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستمر‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬“الجائحة”‭ ‬من‭ ‬قمم‭ ‬رؤوسنا‭ ‬حتى‭ ‬أخماص‭ ‬أقدامنا‭.‬

من‭ ‬هنا‭ ‬كان‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الكارثة‭ ‬الأممية‭ ‬المرعبة،‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬الحصان‭ ‬أمام‭ ‬العربة‭ ‬ويقود‭ ‬بنفسه‭ ‬حزمة‭ ‬إجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬لحفظ‭ ‬الحد‭ ‬المقبول‭ ‬لأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المواطن،‭ ‬لتوفير‭ ‬السلامة‭ ‬الحياتية،‭ ‬والنجاعة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬فوق‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة،‭ ‬الكل‭ ‬سواسية‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬وقلب‭ ‬وعقل‭ ‬سمو‭ ‬الرئيس،‭ ‬والكل‭ ‬متساوون‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬والأدوار‭ ‬كتفًا‭ ‬بكتف،‭ ‬ويدًا‭ ‬بيد،‭ ‬وروحًا‭ ‬بروح،‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬فوق‭ ‬الجائحة‭ ‬المرعبة،‭ ‬ولا‭ ‬صوت‭ ‬يعلو‭ ‬فوق‭ ‬صوت‭ ‬المواطن،‭ ‬عنايةً‭ ‬بصحته،‭ ‬وتأكيدًا‭ ‬على‭ ‬سلامته،‭ ‬ووفاءً‭ ‬بالتزامات‭ ‬الدولة‭ ‬تجاهه‭.‬

الضمان‭ ‬الاجتماعي‭ ‬مهم،‭ ‬مضاعفة‭ ‬مخصصاته‭ ‬أهم،‭ ‬الإعانات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأخرى‭ ‬أيضًا‭ ‬مهمة،‭ ‬إعانة‭ ‬غلاء‭ ‬المعيشة‭ ‬لمحدودي‭ ‬الدخل،‭ ‬للمتقاعدين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬معاش‭ ‬تقاعدي،‭ ‬وللمواطنين‭ ‬الذين‭ ‬لم‭ ‬يحصلوا‭ ‬على‭ ‬الراتب‭ ‬أو‭ ‬التقاعد‭ ‬اللازم‭ ‬لسد‭ ‬الرمق،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬أيضًا‭ ‬مهم‭.‬

أموال‭ ‬المعسرين‭ ‬المحجوز‭ ‬عليهم‭ ‬بأحكام‭ ‬قضائية‭ ‬بفعل‭ ‬التعثر‭ ‬المالي،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬أصابت‭ ‬الإعانات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬مقتل،‭ ‬فلم‭ ‬يعد‭ ‬مسموحًا‭ ‬بالسحب‭ ‬منها‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬راتب‭ ‬منتظم،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬عائد‭ ‬تجاري‭ ‬أو‭ ‬عقاري‭ ‬متصل،‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬عمولات‭ ‬أو‭ ‬مداخيل‭ ‬تراتبية‭ ‬نظير‭ ‬وظيفة‭ ‬أو‭ ‬عمل‭ ‬تجاري‭ ‬أو‭ ‬أرباح‭ ‬وساطة‭ ‬من‭ ‬صفقات‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬مصرفية‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭.‬

الضمير‭ ‬العالمي،‭ ‬مبادرة‭ ‬الأب‭ ‬الرئيس‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مدخل‭ ‬جديد‭ ‬لمشروعات‭ ‬قوانين‭ ‬ترتبط‭ ‬بالجائحة‭ ‬ولا‭ ‬ترتبط‭ ‬باللائحة،‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬عباءة‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نسميه‭ ‬بالكوارث‭ ‬الطبيعية،‭ ‬والأوبئة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الشاملة‭ ‬الجامعة،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬طارئ،‭ ‬أو‭ ‬زلزال،‭ ‬أو‭ ‬بركان،‭ ‬أو‭ ‬حربًا‭ ‬سوف‭ ‬تضع‭ ‬أوزارها‭ ‬شئنا‭ ‬أم‭ ‬أبينا‭.‬

كورونا‭ ‬معنا‭ ‬على‭ ‬المحك،‭ ‬والأب‭ ‬الرئيس‭ ‬يدرك‭ ‬تمامًا‭ ‬أن‭ ‬القوانين‭ ‬واللوائح‭ ‬والأنظمة‭ ‬المرعية‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬السلم‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الحرب‭ ‬سوف‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬مثلما‭ ‬هي‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬عصر‭ ‬الكابوس‭ ‬“شبه”‭ ‬المستدام‭.‬

ضمير‭ ‬الرئيس،‭ ‬هو‭ ‬ضمير‭ ‬العالم‭ ‬بأسره،‭ ‬الكون‭ ‬بمفارقاته‭ ‬و‭ ‬“جوائحه”‭ ‬يطلق‭ ‬المبادرات؛‭ ‬ليحمي‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء،‭ ‬ويصون‭ ‬حضارة‭ ‬بني‭ ‬البشر‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفرقة‭ ‬أو‭ ‬استثناء‭.‬