ما وراء الحقيقة

إنسانية العرب والمسلمين في أزمة كورونا

| د. طارق آل شيخان الشمري

ضربت‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬العالم‭ ‬بأكمله،‭ ‬ولم‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬دولة‭ ‬متقدمة‭ ‬و”متخلفة”،‭ ‬ولم‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬غني‭ ‬وفقير،‭ ‬ولم‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬منظرين‭ ‬للقومية‭ ‬الشعوبية‭ ‬وبين‭ ‬سذج‭ ‬وجهلة،‭ ‬فقد‭ ‬ساوت‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬في‭ ‬إصابتها‭ ‬واستهدافها‭ ‬بين‭ ‬مختلف‭ ‬أصناف‭ ‬الدول‭ ‬والبشر،‭ ‬بالمقابل،‭ ‬فإن‭ ‬الدول،‭ ‬وأقصد‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬وفي‭ ‬تصديها‭ ‬لهذا‭ ‬الوباء‭ ‬العالمي‭ ‬لم‭ ‬تفرق‭ ‬بين‭ ‬مريض‭ ‬وآخر،‭ ‬فالإجراءات‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بخصوص‭ ‬التصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفريق‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬العربية،‭ ‬هذا‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاطف‭ ‬المجتمعي‭ ‬العربي‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬الشعوب‭ ‬الأخرى‭ ‬بخصوص‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬والذي‭ ‬أعطى‭ ‬صورة‭ ‬رائعة‭ ‬لمدى‭ ‬إنسانية‭ ‬العرب‭ ‬بالتفاعل‭ ‬مع‭ ‬المآسي‭ ‬والكوارث‭ ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬شعوب‭ ‬ودول‭ ‬العالم‭.‬

إن‭ ‬الإجراءات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لمواجهة‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬والتصدي‭ ‬له،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منع‭ ‬التجول‭ ‬أو‭ ‬العزل‭ ‬الصحي‭ ‬أو‭ ‬تلقي‭ ‬العلاج،‭ ‬كانت‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تفريق‭ ‬بين‭ ‬مواطن‭ ‬أو‭ ‬مقيم‭ ‬أو‭ ‬زائر،‭ ‬وهو‭ ‬تصرف‭ ‬حضاري‭ ‬وإنساني‭ ‬يعبر‭ ‬بكل‭ ‬صدق‭ ‬عن‭ ‬سياسة‭ ‬السلام‭ ‬وسيادة‭ ‬ثقافة‭ ‬الأخوة‭ ‬والإنسانية‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬العرب‭ ‬المسلمون‭ ‬وقت‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬لها‭ ‬مختلف‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الروح‭ ‬والنفس‭ ‬البشرية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬النظر‭ ‬لدينها‭ ‬وعرقها‭ ‬ولونها‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬مبادئ‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬المسلم،‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬الحكومات‭ ‬العربية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مقيم‭ ‬على‭ ‬ترابها‭.‬

 

الحقيقة‭ ‬التي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يدركها‭ ‬الجميع‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المأساة‭ ‬والكارثة‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬كل‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض،‭ ‬وجدت‭ ‬لها‭ ‬تعاطفا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي،‭ ‬والذي‭ ‬أظهر‭ ‬كل‭ ‬مشاعر‭ ‬الإنسانية‭ ‬تجاه‭ ‬كل‭ ‬المصابين‭ ‬بالعالم،‭ ‬حتى‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لها‭ ‬مواقف‭ ‬معادية‭ ‬للدول‭ ‬العربية‭ ‬وشعبها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتميز‭ ‬به‭ ‬المجتمع‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬دوما‭.‬