صور مختصرة

“شكرا كورونا... ما قصرت”

| عبدالعزيز الجودر

“طب‭ ‬علينه‭ ‬كورونا”‭ ‬ونحن‭ ‬كمواطنين‭ ‬في‭ ‬غفلة‭ ‬من‭ ‬أمرنا،‭ ‬وإن‭ ‬كنا‭ ‬نتابع‭ ‬أخباره‭ ‬بشكل‭ ‬خجول‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬انتشاره‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول،‭ ‬لذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الأمر‭ ‬سهلا‭ ‬خصوصا‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمراض‭ ‬والفيروسات‭ ‬المعدية‭ ‬شديدة‭ ‬الانتشار‭.‬

لكن‭ ‬لكل‭ ‬أزمة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬فوائد‭ ‬وإيجابيات‭ ‬“وأشياء‭ ‬زينة”‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬سرعة‭ ‬دراستها‭ ‬والاستفادة‭ ‬القصوى‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬حصرها‭ ‬تحسبا‭ ‬لأي‭ ‬طارئ‭ ‬جديد‭ ‬ولمختلف‭ ‬الظروف‭ ‬مستقبلا‭ ‬كوننا‭ ‬لم‭ ‬نعد‭ ‬وحدنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬الوسيع‭ ‬ولسنا‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬شعوب‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬فالبحرين‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬وذلك‭ ‬بحكم‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬المهم‭.‬

باختصار‭ ‬شديد‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬نقاط‭ ‬يجب‭ ‬قولها‭: ‬النقطة‭ ‬الأولى،‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لسرعة‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي‭ ‬من‭ ‬المنتوجات‭ ‬الزراعية‭ ‬وبالذات‭ ‬الخضروات‭ ‬والفواكه‭ ‬التي‭ ‬نجحت‭ ‬زراعتها‭ ‬محليا،‭ ‬وليس‭ ‬خافيا‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬ما‭ ‬حصل‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬بشع‭ ‬شاهدناه‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬تجار‭ ‬المنتوجات‭ ‬الزراعية‭ ‬المستوردة،‭ ‬كذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالمنتوجات‭ ‬الحيوانية‭ ‬والسمكية‭ ‬والإسراع‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬والاستهلاكية‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬المواطن‭ ‬والمقيم‭ ‬في‭ ‬قوت‭ ‬يومه‭.‬

النقطة‭ ‬الثانية،‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬التقنية‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬والشركات‭ ‬عن‭ ‬بعد،‭ ‬فنحن‭ ‬نخوض‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬الكامل‭ ‬للشبكة‭ ‬العنكبوتية‭ ‬كوسيلة‭ ‬بديلة‭ ‬ومؤقتة‭ ‬للعمل‭ ‬داخل‭ ‬المنازل‭ ‬والأماكن‭ ‬الخاصة‭ ‬للمسؤولين‭ ‬والموظفين،‭ ‬والاستعداد‭ ‬والجاهزية‭ ‬لفترات‭ ‬الأزمات‭ ‬الاستثنائية‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬نستفيق‭ ‬في‭ ‬صبيحة‭ ‬أحد‭ ‬الأيام‭ ‬مستقبلا‭ ‬ونتفاجأ‭ ‬بها‭ ‬لا‭ ‬سمح‭ ‬الله‭.‬

النقطة‭ ‬الثالثة،‭ ‬أصبحت‭ ‬الصورة‭ ‬واضحة‭ ‬أمامنا‭ ‬خلال‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬بأن‭ ‬الدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬معا‭ ‬باستطاعتهما‭ ‬باحترافية‭ ‬قائقة‭ ‬إدارة‭ ‬منظومة‭ ‬الأزمات‭ ‬بمختلف‭ ‬أشكالها‭ ‬وخطورتها‭ ‬وقوة‭ ‬تأثيرها‭ ‬بوسائل‭ ‬وأساليب‭ ‬منهجية‭ ‬متكاملة‭ ‬أشاد‭ ‬بها‭ ‬القاصي‭ ‬والداني‭ ‬وأصبحت‭ ‬محل‭ ‬إشادة‭ ‬دولية‭ ‬وحديث‭ ‬الشعوب‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬قاطبة‭.‬

النقطة‭ ‬الرابعة،‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لإيجاد‭ ‬حلول‭ ‬جذرية‭ ‬وفورية‭ ‬لأعداد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬خصوصا‭ ‬الآسيوية‭ ‬غير‭ ‬الضرورية‭.‬

النقطة‭ ‬الخامسة‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬النقاط‭ ‬السابقة‭ ‬وهي‭ ‬الاستفادة‭ ‬الكبرى‭ ‬من‭ ‬تغير‭ ‬أنماط‭ ‬وسلوكيات‭ ‬حياتنا‭ ‬كشعب‭ ‬بحريني،‭ ‬وأن‭ ‬نأخذ‭ ‬العبر‭ ‬والدروس‭ ‬مما‭ ‬مر‭ ‬علينا‭ ‬بترتيب‭ ‬أولوياتنا‭ ‬الحياتية‭ ‬والمعيشية‭ ‬بحسب‭ ‬إمكانيات‭ ‬وطاقات‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬فينا،‭ ‬وشكرا‭ ‬كورونا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬