موقف “مخجل ومعيب”
| رضي السماك
ثمة تغريدة لقناة “الحرة” الأميركية هذا نصها: “في دول عديدة يتبرع أغنياء لتمويل الأبحاث الطبية حول فيروس كورونا، كما تجري حملات تبرعات لمساعدة المحتاجين، هل يحصل شيء مماثل في بلدك؟”، وحاز المصوتون بـ “كلا” على الأغلبية، ومن المخجل أن النتيجة جاءت في ظل تواتر أخبار يومية عن تبرعات لمشاهير من المليارديرية والمليونيرية في العالم، ولعل آخرهم مؤسس تويتر نفسه جاك دورسي بمليار دولار، ناهيك عن مشاهير اللاعبين والفنانين كل حسب مقدار كرمه!
محلياً اُثيرت في مجلس النواب مؤخراً مسألة إنشاء صندوق من تبرعات التجار والشركات والبنوك لدعم الجهود المبذولة لمكافحة وباء (COVID - 19)، وخلال مناقشة الاقتراح وجه بعض النواب انتقادات لاذعة إلى كبار رجال الأعمال لانعدام تبرعاتهم، على الرغم من تجاوب الدولة معهم إثر مطالباتهم بتعويضات عن الركود المتوقع جراء تداعيات الوباء.
والحال فإن كرم الحكومة مع الشركات وكبار رجال الأعمال لم يقتصر على الأزمة الوبائية الحالية، بما في ذلك إعفاء شركاتهم ومؤسساتهم من دفع فواتير الكهرباء لمدة ثلاثة شهور، حيث تمت مساواتهم بجميع المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية ومن ضمنها فئة الدخل المحدود التي تشكل غالبية المجتمع، بل تجلت أيضاً في مواقف عديدة في سنوات سابقة استجابة لالتماساتهم، وإذ يتم دعمهم من الميزانية العامة (المال العام) فمن المعيب، أو من المخجل كما عَبّر أحد النواب، أن يخيبوا ظن الناس ليس بهذا الإحجام التام ولو على قدر مد يدهم، بل الأنكىٰ من ذلك لجوء العديد منهم إلى رفع الأسعار التي تقصم ظهور المواطنين!.