الكمامات وتجار الأزمات

| بدور عدنان

اكتظت‭ ‬الصيدليات‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭ ‬بالراغبين‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬الكمامات،‭ ‬ذلك‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬إلزام‭ ‬الجميع‭ ‬لبس‭ ‬الكمامات‭ ‬في‭ ‬الأماكن‭ ‬العامة،‭ ‬فئة‭ ‬بسيطة‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬فقط‭ ‬حالفهم‭ ‬الحظ‭ ‬بالظفر‭ ‬بالكمامات،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬شحيحة‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬الحرجة‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬صرحت‭ ‬بأنها‭ ‬رفدت‭ ‬الأسواق‭ ‬بحوالي‭ ‬مليون‭ ‬كمامة‭.‬

شح‭ ‬وندرة‭ ‬الكمامات‭ ‬معضلة‭ ‬دولية‭ ‬وليست‭ ‬محلية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأزم‭ ‬الأوضاع‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمرض‭ ‬كورونا‭ ‬ما‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬سلع‭ ‬التعقيم‭ ‬والوقاية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬مبررا‭ ‬لما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬بيع‭ ‬هذه‭ ‬السلع،‭ ‬فجشع‭ ‬وطمع‭ ‬التجار‭ ‬استفحل‭ ‬وبلغ‭ ‬منتهاه،‭ ‬فقد‭ ‬صدم‭ ‬المواطنون‭ ‬والمقيمون‭ ‬من‭ ‬الأسعار‭ ‬الفلكية‭ ‬للكمامات‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تضاعفت‭ ‬أضعاف‭ ‬أضعافها‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حصل‭ ‬عليها‭ ‬بهذه‭ ‬الأسعار‭ ‬الباهظة‭ ‬اضطر‭ ‬إلى‭ ‬شرائها‭ ‬مرغماً‭.‬

وزارة‭ ‬الصناعة‭ ‬والتجارة‭ ‬والسياحة‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬مراقبة‭ ‬الأسواق،‭ ‬وقامت‭ ‬بعمل‭ ‬تشكر‭ ‬عليه‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬الأزمة‭ ‬عندما‭ ‬قامت‭ ‬بتحديد‭ ‬أسعار‭ ‬المعقمات‭ ‬والكمامات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كافيا‭ ‬لردع‭ ‬وكبح‭ ‬جشع‭ ‬التجار،‭ ‬ليستعر‭ ‬مجدداً‭ ‬جشعهم‭ ‬ومحاولتهم‭ ‬استغلال‭ ‬قرار‭ ‬إلزامية‭ ‬لبس‭ ‬الكمام‭.‬

ما‭ ‬حصل‭ ‬خلال‭ ‬اليومين‭ ‬الماضيين‭ ‬غير‭ ‬مقبول‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬المواطنين‭ ‬لنشر‭ ‬شكواهم‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬حيث‭ ‬قام‭ ‬الكثير‭ ‬منهم‭ ‬بتصوير‭ ‬فواتير‭ ‬الكمامات‭ ‬التي‭ ‬قاموا‭ ‬بشرائها‭ ‬من‭ ‬الصيدليات‭ ‬في‭ ‬مناشدة‭ ‬للجهات‭ ‬المختصة‭ ‬بضبط‭ ‬الوضع‭ ‬وإعادته‭ ‬إلى‭ ‬نصابه‭ ‬الصحيح‭.‬

الرقابة‭ ‬وتفعيل‭ ‬أدوات‭ ‬الردع‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الفترة،‭ ‬فمن‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬فئة‭ ‬بنسف‭ ‬أو‭ ‬تشويه‭ ‬الجهود‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬حكومة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬احتواء‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬فما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬فريق‭ ‬البحرين‭ ‬لم‭ ‬تشبه‭ ‬أية‭ ‬شائبة‭ ‬أو‭ ‬قصور،‭ ‬لذلك‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬العقوبات‭ ‬مغلظة‭ ‬ورادعة‭ ‬حيث‭ ‬تتكرر‭ ‬أسماء‭ ‬المخالفين‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬اكتراثهم‭ ‬بالعقوبات‭ ‬السابقة‭. ‬

ما‭ ‬حدث‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيفه‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬خانة‭ ‬الجشع‭ ‬والتكسب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأزمات‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬المواطن‭ ‬البسيط،‭ ‬رسالتي‭ ‬لهم‭ ‬بكل‭ ‬اختصار‭ (‬عيب‭ ‬عليكم‭).‬