زبدة القول

كم مشهدا مؤلما سنرى؟

| د. بثينة خليفة قاسم

كم‭ ‬مشهدا‭ ‬مؤلما‭ ‬سنرى؟‭ ‬بل‭ ‬كم‭ ‬رواية‭ ‬مأساوية‭ ‬سيكتبها‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬اللعين‭ ‬الذي‭ ‬أمسك‭ ‬تلابيب‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬لحظة‭ ‬لم‭ ‬يتوقعها‭ ‬أحد؟‭ ‬

لم‭ ‬يعد‭ ‬الكتاب‭ ‬والأدباء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعمال‭ ‬خيالهم‭ ‬واستنفار‭ ‬أدواتهم‭ ‬اللغوية‭ ‬ليكتبوا‭ ‬لنا‭ ‬قصصا‭ ‬أو‭ ‬روايات‭ ‬عن‭ ‬عجز‭ ‬الإنسان‭ ‬وانكسار‭ ‬غروره،‭ ‬فالقصص‭ ‬والمشاهد‭ ‬المؤلمة‭ ‬متوفرة‭ ‬بكثرة،‭ ‬علينا‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬ننقلها‭ ‬كما‭ ‬هي‭ ‬دون‭ ‬زيادة‭ ‬أو‭ ‬نقصان‭ ‬لكي‭ ‬تنقل‭ ‬إلى‭ ‬القراء‭ ‬أثرها‭ ‬المؤلم‭.‬

وها‭ ‬هي‭ ‬قصة‭ ‬الطفل‭ ‬إسماعيل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب،‭ ‬أصغر‭ ‬ضحية‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬البريطانية‭ ‬لندن،‭ ‬إحدى‭ ‬عواصم‭ ‬النور‭ ‬والعلم‭ ‬والثقافة‭.‬

في‭ ‬مشهد‭ ‬مؤلم‭ ‬بعصر‭ ‬كورونا،‭ ‬شيعت‭ ‬جنازة‭ ‬إسماعيل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب،‭ ‬أصغر‭ ‬ضحية‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬حيث‭ ‬ظهر‭ ‬حاملو‭ ‬النعش‭ ‬يرتدون‭ ‬بدلات‭ ‬واقية‭ ‬وأقنعة‭ ‬وقفازات،‭ ‬بينما‭ ‬حضرت‭ ‬والدته‭ ‬وأشقاؤه‭ ‬الستة‭ ‬الجنازة‭ ‬عبر‭ ‬هواتفهم‭ ‬لأنهم‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يبقوا‭ ‬في‭ ‬عزلة‭ ‬ذاتية‭ ‬بالمنزل،‭ ‬فعلى‭ ‬من‭ ‬تبكي‭ ‬وعلى‭ ‬من‭ ‬تخاف‭ ‬هذه‭ ‬الأم؟‭ ‬تبكي‭ ‬على‭ ‬الذي‭ ‬فقدته،‭ ‬أم‭ ‬تخاف‭ ‬على‭ ‬إخوانه‭ ‬الذين‭ ‬أصيبوا؟‭ ‬يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬لحظة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأم‭ ‬الثكلى‭ ‬أن‭ ‬تفقد‭ ‬ولدها‭ ‬وتفرض‭ ‬عليها‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬أثناء‭ ‬وداعه‭ ‬إلى‭ ‬مثواه‭ ‬الأخير‭!‬

وذكرت‭ ‬جريدة‭ ‬الديلي‭ ‬ميل‭ ‬البريطانية،‭ ‬أن‭ ‬إسماعيل‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب،‭ ‬كان‭ ‬يعيش‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بريكستون‭ ‬بجنوب‭ ‬لندن،‭ ‬وتوفي‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كينجز‭ ‬كوليدج،‭ ‬وجاء‭ ‬بالتقرير‭ ‬أن‭ ‬والدة‭ ‬إسماعيل‭ ‬وأشقاءه‭ ‬الستة‭ ‬أجبروا‭ ‬على‭ ‬مشاهدة‭ ‬جنازته‭ ‬في‭ ‬بث‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬حيث‭ ‬يعاني‭ ‬اثنان‭ ‬في‭ ‬الأسرة‭ ‬من‭ ‬أعراض‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬والد‭ ‬إسماعيل‭ ‬توفي‭ ‬بعد‭ ‬معركة‭ ‬مع‭ ‬السرطان‭ ‬منذ‭ ‬حوالي‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭.‬

وأشار‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العائلة‭ ‬وصفت‭ ‬إسماعيل‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديه‭ ‬ظروف‭ ‬صحية،‭ ‬وأنه‭ ‬كان‭ ‬صبيا‭ ‬لطيفا‭ ‬وصاحب‭ ‬ابتسامة‭ ‬دافئة‭.‬