أخبار وإحصائيات تحتاج مراجعة

| زهير توفيقي

من‭ ‬خلال‭ ‬متابعاتي‭ ‬اليومية‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬صحفنا‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬أخبار‭ ‬بهدف‭ ‬الاطلاع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬حولنا‭ ‬محليًا‭ ‬وخليجيًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬وعالميًا،‭ ‬أجد‭ ‬أنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬لإيجاد‭ ‬آلية‭ ‬لتقييم‭ ‬الأخبار‭.‬

مناسبة‭ ‬هذا‭ ‬الحديث‭ ‬أنني‭ ‬قرأت‭ ‬في‭ ‬الصحف‭ ‬المحلية‭ ‬الصادرة‭ ‬خبرين‭ ‬منفصلين‭ ‬لموضوعين‭ ‬مختلفين،‭ ‬الخبر‭ ‬الأول‭ ‬كان‭ ‬عن‭ ‬إحصائية‭ ‬لأعداد‭ ‬المركبات‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عددها‭ ‬731‭ ‬ألفا‭ ‬و981‭ ‬مركبة،‭ (‬وهذا‭ ‬يعتبر‭ ‬جرس‭ ‬إنذار،‭ ‬إذ‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬كتبنا‭ ‬عنه‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬ولم‭ ‬نجد‭ ‬آذانا‭ ‬صاغية‭).‬

ذكر‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬مخالفات‭ ‬السرعة‭ ‬انخفضت‭ ‬بنسبة‭ ‬36‭ % ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬مقارنة‭ ‬بشهر‭ ‬يناير،‭ ‬وملاحظتي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخصوص‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬دقيقا،‭ ‬أقصد‭ ‬أن‭ ‬المقارنة‭ ‬غير‭ ‬دقيقة،‭ ‬حيث‭ ‬كما‭ ‬تعلمون‭ ‬أنه‭ ‬ومع‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬التزم‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬بالبقاء‭ ‬في‭ ‬منازلهم‭ ‬حسب‭ ‬التوجيهات،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬المركبات‭ ‬المستخدمة‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬انخفضت‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬عن‭ ‬شهر‭ ‬يناير،‭ ‬كما‭ ‬أنني‭ ‬أتوقع‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬ستقل‭ ‬النسبة‭ ‬أكثر‭ ‬بسبب‭ ‬الثقافة‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬يشهد‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬الشوارع‭ ‬أصبحت‭ ‬خاوية‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬الأوقات‭.‬

إذا‭ ‬المقارنة‭ ‬هنا‭ ‬ليست‭ ‬دقيقة‭ ‬أو‭ ‬ليست‭ ‬بطريقة‭ (‬Apple to Apple‭)‬،‭ ‬فالمقارنة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬وتوقيت‭ ‬واحد‭ ‬ومعطيات‭ ‬واحدة‭ ‬إذا‭ ‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬دقيقين‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬الخبر‭ ‬الآخر،‭ ‬فنحن‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬تعيشه‭ ‬الأمة‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬القاتل،‭ ‬نقرأ‭ ‬خبرًا‭ ‬لا‭ ‬يغني‭ ‬ولا‭ ‬يسمن‭ ‬من‭ ‬جوع‭ ‬وهو‭ ‬افتتاح‭ ‬إشارة‭ ‬ضوئية‭ ‬جديدة‭! ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الصورة‭ ‬المنشورة‭ ‬مع‭ ‬الخبر‭ ‬وبها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬مسؤولا‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬وإدارة‭ ‬المرور‭ ‬والداخلية‭ ‬والمجلس‭ ‬البلدي‭! ‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭! ‬ماذا‭ ‬نريد‭ ‬ان‭ ‬نحقق‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخبر؟‭ ‬شخصيا،‭ ‬تعبت‭ ‬وأنا‭ ‬أكتب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ولكن‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ (‬تنفخ‭ ‬في‭ ‬جربة‭ ‬مقضوضة‭). ‬باختصار‭... ‬لابد‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬أخبار‭ ‬تستحق‭ ‬القراءة‭ ‬وتكون‭ ‬لها‭ ‬فائدة‭ ‬مرجوة‭ ‬للقراء‭ ‬الأعزاء‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬